الحياة الزوجية لا يمكن أن تكون نسخة من حياة الجنة الى درجة أن الزوجين ما إن تقع بينهما المشاكل الا ولجأ كل واحد فيهم الى نفسه ويجري مقارنة بين أحلامه وطموحاته وبين ما هو واقع !
إهبط من جنتك يا آدم فهذه حواء شريكك في الحياة وليس حورية من الجنان
وأنت يا حواء شاركي أدم في ما يواجه من صعوبات الحياة ولا تتمسكي بما لا وجود له إلا في الجنة
إهبطا من الجنة ..إبتعدا عن المثالية في الطموح والآمال فلا يوجد زوج مثالي ، كما لا توجد زوجة مثالية ..
فالجميع عرضة للوقوع في الأخطاء والغفلة ، وما تمران به من مشاحنات في بعض الأحيان هو أمر طبيعي وواقعي ..
فكرا في الحلول وتحقيق توافق وانسجام بينكما ، لا تلجئا الى النقد واللوم
مثلا : فكرا في حل مشاكلـكما بنحو رياضي ومنطقي
أنا وهي - - - هو وأنا
فلو قمنا بنسبة رياضية سريعة لتحقيق حوار هادف ومثمر
فسنحصل على معادلة تخلو من الأنانية التي هي منبع المشاكل
(أنا + هي )
(هو + أنا)
وبحذف المتشابهات لا يبقى سوى ( هو وهي)
إذن حينما تشعران ببداية نشوء المشكلة بادرا الى إبعاد الــ(أنا) فهي عنصر إشتعال
الغضب والعصبية
وليكن حواركما وتفكيركما بما يربطكما من مصالح وأهداف مشتركة ويعزز من المودة لا بما يهدم الأواصر ... إذن : فلتتسم الحلول بالنظر الى الآخر و احترام وجوده
تبادل الأدوار
إسرح بخيالك !!! ، وفكر
لو أن زوجتك هي الرجل وأنت في مكانها كيف ستتصرف حينما تكون غاضبة وتصرخ و...
وماذا لو كانت زوجتك تجيد لعبة الجودو والكاراتيه ؟ ماذا تتوقع بعد أن تصفعها ؟ ربما ستجد نفسك في المستشفى ، دع عنك مقولة أنا الرجل وهي المرأة وتوجه لحل المشكلة بدون تمييز في الإنسانية فالرجولة لا تعني أن تضطهد زوجتك بل أن يتسع صدرك لكلامها وتغفر لها
إسرحي بخيالك ، وفكري !!!
ماذا لو كانت إدارة مصرف المال واجبة شرعا عليك كما هي على زوجك ؟
وإن تدبير الميزانية المصرفية للمنزل على عاتقك !
وكيف ستنظمين الميزانية مع زوج لا يعرف سوى عبارة أريد وأريد- كما بعض الزوجات مع أزواجهن - إعطني .. واعطني.. أخرج بنا الى المول الفلاني ... والى السفرات ...
كوني واقعية وحلي الخلافات المالية بتدبير متبادل واقتصاد لا يضر بميزانية زوجك المالية
بدل الإبر رشة عطر :
العبارات الاستفزازية مثل وخز الإبر تثير الانفعال والغضب ، هل جربتم كلمات حلوة و دافئة؟
فهي كرشة عطر تتوق الأنفس لاستنشاقها في كل حين ، عاتب او حاسب ولكن بأسلوب أنيق.
وأخيرا:
إحرص على حفظ القلوب من الأذى -- فرجوعها بعد التنافر يصعب
إن القلوب إذا تنافر ودها-- شبه الزجاجة كسرها لا يشعب
العواقب دائما سيئة في الإختلافات الزوجية فهي تكدر صفو أهم ركنين من أركان الرباط الزوجي ( المودة والرحمة ) وبالتالي سيخبو توهج الحب ويتضاءل نوره في قلبيكما وتتحول حياتكما العاطفية الى صحراء يشح فيها ماء الحب و أزهار المودة ، فإحرصا على سلامة الحب بينكما بتجنب الكلام القاسي أثناء الحوار
وارعيا أزهار الحب في روحيكما لتدوم المودة بينكما ..