السرقة هي الاستحواذ خفية على مال أو شيء تعود ملكيته للغير، والسرقة عند الأطفال ظاهرة تستوجب المعالجة، فمن غير المقبول أن يقدم الطفل على السرقة ويتحول لديه هذا الفعل الى عادة مستهجنة ومتجذرة في شخصيته، ومعالجة مثل هذه الخصلة تستوجب مراعاة الجوانب التالية:
أولا: دراسة العلل والأسباب: وهي الخطوة الأولى في الإصلاح، إذ لابد من تقصي الدوافع والأسباب التي تحدو بالمرء الى ارتكاب السرقة، وهذا ما
يوجب على أولي الأمر والمربين إلقاء نظرة على الفترة الماضية من حياة الطفل، وملاحظة ما تعرض له خلالها من حرمان وقلق واضطراب وعلاقات ومواقف عاطفية، وماهي الظروف التي مر بها، والقدوات التي تأثر بها في حياته، وما هي المخلفات التي تركتها مثل تلك القدوات في ذهنه.
ثانيا: سد النواقص المادية: يجب توفير الحد الأدنى من الحاجات المادية للطفل، سواء كانت هي السبب في نشوء عادة السرقة أم لا؛ وذلك لاحتمال أن يكون دافع السرقة أمرا آخر. فإذا ما عولج يبقى عامل الحرمان سببا في إثارة هذا الفعل من جديد.
ثالثا: إشباعه بالعطف والحنان: هنالك تأكيد واضح على ضرورة مؤانسة الطفل وأن يغمره أبواه بالعطف والحنان. ولابد أيضا من وضع حد لا يتجاوزه لكي لا تكون له جرأة عليهما، وأن يحترم رأيهما، ويتعلم عدم الإتيان بعمل يقلل من مكانته لديكم.
رابعا: توفير الأجواء الإيجابية: يعتبر توفير الأجواء الإيجابية والسليمة حقا من الحقوق التربوية لكل طفل. فليس من الصحيح أن يتربى الطفل في أجواء تطفح بالجريمة والاستهانة بالقانون، والاعتداء على حقوق الآخرين، ولا من المناسب أن يترعرع في أسرة تمارس الجريمة، وعلى المربين وأولي الأمر أن يكونوا أنفسهم قدوات صالحة ليقتدي بها الطفل نحو الإصلاح والصلاح.
خامسا: التوعية: وغالبا ما تهدف الى تعريف الطفل بخطئه بلغة بسيطة ومنطق مفهوم، وذلك عن طريق التنبيه الى أن مثل هذا العمل لا يرتضيه أفراد أسرته ولا سائر الناس، وأن الله يغضب منه، وقد وضع له عقوبة قاسية. ويمكن في هذا السياق أن نشرح له كيف أن حياة الناس تغدو صعبة إذا تفشت فيها ظاهرة السرقة وصار كل واحد يسرق مال الآخر.