يتوجب على الأب وكذلك الأم أن يكونا نموذجا وقدوة لطفلهما؛ حتى يكون من السهل على الطفل أن يقلد السلوك الجيد في حياته، بدلا من تنفيذ نصائح وأوامر لسلوكيات لا يراها، وسنعرض لأشكال اضطراب السلطة الأبوية ونبدأ بـ:
أولا: الأب المشاكس: نحن لا ننفي وجود الأم المشاكسة. إلا أن الأم، وبسبب قربها من أطفالها، تنجح عادة في إلصاق صفة المشاكسة بالأب متخذة لنفسها وضعية مازوشية. وتأثير هذه الأوضاع على الطفل هو نفس تأثير الخلافات الزوجية إجمالا.
ثانيا: الأب اللامبالي: إن لا مبالاة الأب تعكس عادة شعوره بالعجز عن تحمل مسؤولياته العائلية. والأطفال يدركون هذا الشعور بسهولة. فيلجؤون لتجميد سلطة الأب عن طريق التركيز على الأم في طلبهم لكل ما يحتاجون إليه. وهذا التغييب الإرادي للأب من قبل الأطفال يوازيه زيادة تسلط الأم. مما يشجع الأطفال على تخطي سلطة الأب.
ثالثا: الأب السيء: إن الأب السيء ليس بالظاهرة النادرة. فالآباء السيئون كثر. منهم مدمن الكحول أو المخدرات، المقامر، الاتكالي، القاسي، ومنهم من لديه ميول معادية للمجتمع قد تصل حد الإجرام، ومن الطبيعي أن يؤثر مثل هذا الأب سلبا في تربية أطفاله، وإن علاج مثل هذا الأب هو ضرورة ملحة لإنقاذ العائلة وأطفالها على وجه الخصوص.
رابعا: الأب الميت: إن مشكلة اليتم هي أقسى المشاكل وطأة في حياة الطفل. وهذه المعاناة تخفي أثرها ليس فقط في شخصية الطفل المستقبلية، ولكنها تمتد لتؤثر على أولاده أيضا.
خامسا: الأب الغائب: إن الضرر الأساسي لغياب الأب إنما ينبع من غياب السلطة التي يمثلها، ومن تردد الأطفال وعجزهم عن إقامة اتصال فاعل معه. وقد يتردد الطفل في هذه الأحوال في اتخاذ موقف من الأب حتى تتراوح مواقفه بين اعتباره:
- بأنه سيأتي يوما ليحقق لي كل أمنياتي.
- لا مباليا لا يمكنني الاعتماد عليه.
سيئا لا يهتم إلا لنفسه وبأهوائه.