يعلمنا أئمة أهل البيت (عليهم السلام) كل ما يقودنا نحو موجبات السعادة في الدنيا والآخرة، ولهذا نجد في كلماتهم مفاتيح بناء الذات وتطويرها، وطرق السلامة وحبال النجاة من الشقاء والتعاسة في الدنيا والآخرة؛ جاء عن مولانا الإمام أبي عبدالله الصادق (عليه السلام) بيان عن خمس خصال من فقد واحدة منهن لم يزل ناقص العيش زائل العقل مشغول القلب؛ وهي: -
أولا: صحة البدن: إن سلامة الجسم من العاهات، وديمومة الصحة من الأمراض والأسقام، والتمتع بالقدرة والعافية يعد من أعظم النعم وأعلاها رتبة من بين النعم الكثيرة والكبيرة، وإن فقدانها هو فقدان الشعور بالمتعة، بل فقدانها من موجبات التعاسة والحزن، فإن الابتلاء بمرض أو داء يعد من مكدرات العيش ويسلب الراحة.
ثانيا: الأمن: لا يمكن أن يلتذ الإنسان بالعيش إذا كان يشعر بوجود خطر يهدد حياته أو حصول ما يخيفه ويثير فيه القلق، فقوام العيش أن يأمن الفرد من سلب الحقوق أو توقع وقوع الأذى والضرر.
ثالثا: السعة في الرزق: إذا أحرز المرء قوته فإنه سيشعر بالاطمئنان والسكينة، ومؤكد جدا بأن سعة الرزق تحقق تمام الطمأنينة واختفاء القلق من العوز والفقر؛ لأن المكنة المادية وتوفر رصيد كبير يؤمن للإنسان احتياجاته المادية ويجنبه الفقر والعوز يعد من أكبر أسباب موجبات السعادة.
رابعا: الأنيس الموافق: وهم: (الزوجة الصالحة، والولد الصالح، والخليط الصالح) ؛ إن وجود الانسجام والانتظام في الحياة الأسرية والاجتماعية يعني خلو العيش من الخلاف المفضي للتقاطع والتنافر، فإن حصول الشجار والخصومة يكدر العلاقات، وواضح أن الإنسان إذا حصل خلاف بينه وبين زوجه أو ابنه سيعاني من الاضطراب والإرباك وبالتالي لا يصفو عيشه، وكذلك الحال مع الزملاء والأصدقاء في العمل وغيره..
خامسا: الدعة: وتعني السكينة وراحة البال من المنغصات والمسؤوليات المربكة للعيش ؛ فإن توفر كل تلك الأمور السابقة من دون القناعة والرضا وراحة البال فإنها ستكون أمورا فاقدة لقيمتها وثمرتها، وحينئذ لا يبلغ المرء السعادة.