قمرٌ واحد يُفزع العالم فكيف بأربعة
لو انكسف القمر، لاشتغل الناس بالتحليل والتأويل، ولجأوا إلى أهل الفلك يطلبون البيان، فكيف إذا فُقِد القمر من أصله وغاب بلا رجعة، وغارت أنواره من سماء الدنيا إلى أفق الآخرة...
وذاك قمرٌ واحد فكيف لو غابت أربعة أقمار دفعةً واحدة
وأيّ أقمار هؤلاء إنّهم العبّاس، وجعفر، وعبد الله، وعثمان بنو عليّ، وأبناء فاطمة أمّ البنين (عليها السلام)، أقمارُ الوعي، وكواكبُ البصيرة، لم يُخلقوا لزينة السماء، بل لحفظ دعامة الدين، وقد سُقيا الوفاء بين يدي المعصومين (عليهم السلام).
ما اكتمل نورهم إلا ليسبقوا الصفوف عطاشى الى قمم القيم، وما أشرقت وجوههم إلا لتشهد ميدان الدفاع عن الدين بدماء طاهرة تسبق كل ادّعاء في الولاء.
ويا للفاجعة... بلغ الخبر أمّهم دفعةً واحدة، لا تمهيد ولا تدرّج... جاءها النبأ كالسهم لا يستأذن، وكالسيف لا يرحم:
قُتل العبّاس، وجُدعت كفّاه... وقُتل جعفر، وتلاه عبد الله، ثم لحق به عثمان
كأنّها أُبلغت بخراب الدار، وانطفاء السراج، وانهدام الصبر، وما إن أخبروها، حتى سألت عن إمامها، الحسين...
وكأنّها قالت: إن كان حيّا، فكلّ فجيعة تهون، ولكن هذا بعد أن مضي سيد شباب اهل الجنة ومصباح الهدى.
فيا أمّ الأقمار، بوركت من طاهرة، لقد أنجبتِ لنا من كلّ نجمٍ شمسا، ومن كلّ شمسٍ مأثرةً لا تنطفئ، سلامٌ عليهم يوم ولدوا، ويوم استُشهدوا، ويوم يجتمعون تحت لواء الحمد.
سلامٌ على قلبها الذي بكى فارتجّت له القلوب وبكى لها حتى الطريد، وفُجعت فاهتزّت لها السماوات السبع.
السيد رياض الفاضلي
لمتابعة المنشورات
https://t.me/droossreiadh







وائل الوائلي
منذ يومين
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN