يعتبر شعب الهيمبا من الشعوب الافريقية التي لاتزال تتمسك بموروثها الثقافي والحضاري النابع من الارض الافريقية والطبيعة التي يرونها مصدر وجودهم وكينونتهم، الهيمبا هي قبيلةٌ إفريقيةٌ تعيش على نمط بدائي قديم يسكن افرادها في الشمال والشمال الغربي من دولة ناميبيا، فيما يبلغ عددهم حسب الاحصائيات الحديثة حوالي60 ألف نسمة.
ينحدر أصلهم من شعوب الهيريرو. التي تعتبر من أوائل القبائل التي استوطنت تلك الأرض، وعاشت بها لسنوات طويلة.
قبيلةٌ الهيمبا تعيش خارج نطاق الحياة المعاصرة، فهم وبالرغم من ان مغريات الحداثة تحيط بهم من كل جهة لايزالون متمسكين بعادات وتقاليد اجدادهم الاوائل ليمارسوا طقوسهم المميزة بدون مراعاة لما يعيشه العالم من حولهم.
تشكل المرأة في شعب الهيمبا الحجر الاساس في بناء مجتمعهم فهي الكل في الكل وهي القاعدة الصلبة التي يعتمدون عليها بدءا من تكاثرهم والحفاظ على نسلهم وفي معتركهم
مع هاته الحياة فهي التي تبني الاكواخ والتي تحظر الحطب والماء من الأنهار وتقوم بالرعي وتحلب المواشي وتقوم بعلفها ويعتمد عليها في تربية الاطفال ورعايتهم كما تتمتع نسوة الهيمبا بروح التضامن فتجدهن يتعاون في كل شيء حتى ان احداهن تتطوع لتربية اطفال ليسوا بأبنائها علاوة على ابنائها من صلبها ومن الطقوس التي تخص نساء القبيلة انه حين تبلغ احداهن البلوغ تقام لها احتفالات دينية مقدسة لتزف الى عريسها ، كما تعيش المرأة الحامل والتي قرب موعد وضعها بعيدة عن القرية في مكان مهجور مع اثنين من قريباتها الى حين وضعها لصغيرها فتعود به الى القرية لتبدا بذلك الاحتفالات التطهيرية له .
ومن غرائب وعجائب الهيمبا ان من تنجب توأما تعتبر ملعونة من عند الالهة ويتشاءمون به لأنهم يعتقدون انها حملت من رجلين في نفس الوقت. ومما يلاحظ على افراد القبيلة ما يدهن به اجسادهم من خليط ممزوج احمر اللون يصنع من دهن الماعز ونباتات المنطقة اضافة الى بعض الروائح القوية، ليقيهم بذلك من حر الشمس ومن التصاق الحشرات، كما يعتقون ان هذا الخليط الاحمر يرمز الى لون الدم وهو الحياة ولون الارض التي يقطنونها.
تمكن شعب الهيمبا من ان يحافظ على ديانته التوحيدية للاله موكورو Mukuru الذي يعتقدون انه خالق كل شيء في الوجود، وهو إله لا يمكن تشخيصه وهو بعيد ولأيمكن الوصول اليه، فيما يبقون على النار المقدسة Mukuruwo مشتعلة على ان يقوم زعيم القبيلة بالدوران حولها للصلاة وطلب البركة والصحة والرحمة.
يعتبر شعب الهيمبا الشعر كوسيلة تعبير اجتماعية حيث يختلف تسريح الشعر من سن لأخر فنجد الانثى البالغة المتزوجة تمتلك العديد من الضفائر وتاجا من جلد الماعز على
راسها فيما تملك الفتاة الصغيرة ضفيرتين كبيرتين فقط، في حين ان للرجل الشاب ضفيرة واحدة على شكل ذيل اما ان تزوج فيخبأ شعره بعمامة مصنوعة من جلد الماعز.
لايضع شعب الهيمبا اي لباس يغطي الجزء العلوي من اجسادهم فهم يغطون فقط الجزء الاوسط والسفلي بغطاء يصنع من جلد الماعز فيما يتزينون ببعظ الحلي والخلاخل .







وائل الوائلي
منذ 4 ايام
"المهمة".. إصدار قصصي يوثّق القصص الفائزة في مسابقة فتوى الدفاع المقدسة للقصة القصيرة
(نوافذ).. إصدار أدبي يوثق القصص الفائزة في مسابقة الإمام العسكري (عليه السلام)
قسم الشؤون الفكرية يصدر مجموعة قصصية بعنوان (قلوب بلا مأوى)
EN