تزامناً مع ذكرى المبعث النبويّ المبارك وبمشاركة أكثر من (1000) ألف طالب اختتمت العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية متمثّلةً بـ(معهد القرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة) المشروع القرآنيّ لطلبة الجامعات والمعاهد العراقيّة، الذي أُقيم بالتنسيق مع شعبة العلاقات الجامعيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة.
حفل الختام الذي احتضنه مجمّع الشيخ الكليني(رضوان الله عليه) التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة شهد حضور أمينها العام المهندس محمد الأشيقر (دام تأييده) وعددٍ من أعضاء مجلس إدارتها فضلاً عن جمعٍ كبير من الطلبة المشتركين في هذا المشروع بالإضافة الى تدريسيّي عددٍ من الكلّيات.
حفل الختام افتُتح بتلاوة مباركة تلاها أحد طلبة هذا المشروع، تلتها قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق الأبرار.
جاءت بعد ذلك كلمة الأمانة العامّة للعتبة العبّاسية المقدّسة ألقاها أمينها العام المهندس السيد محمد الأشيقر-دام تأييده-، وبارك فيها للحاضرين مناسبة حلول المبعث النبويّ الشريف، قائلاً: "تزامناً مع هذه الذكرى المباركة ارتأت العتبة المقدّسة متمثّلةً بمعهد القرآن الكريم أن تزفّ لنا مجموعة من الوجوه النيّرة من الطلبة المشاركين في هذا المشروع القرآنيّ المبارك، وإنّ العتبة العبّاسية المقدّسة اعتنت بالعديد من النشاطات ومن أهمّ نشاطاتها واهتماماتها هي خدمة الزائرين الكرام، وأيضاً المشاريع الفكريّة والإنسانيّة والثقافيّة أمّا النشاطات القرآنيّة فأولتها العتبة كلّ العناية خدمةً للثقلين الشريفين الكتاب والعترة الطاهرة".
مضيفاً: "إنّ الكتاب العزيز هو الدستور الإلهيّ العظيم الذي ينبغي أن نعتزّ ونتمسّك به، وهذا النشاط والاهتمام والتمسّك من الشباب الواعي الذي نراه الآن يبعث فينا روح الأمل، فلا يسعنا إلّا أن نبارك لكم هذه الجهود القرآنيّة المباركة والنجاح المستمر، ومسك أمور وزمام هذا البلد المعوّل عليكم، وخيرُ مثال على ذلك إخوانكم في القوّات الأمنيّة والحشد الشعبيّ، رحم الله الشهداء منهم وحفظ الأبطال ومنّ على جرحانا بالشفاء العاجل إن شاء الله".
أعقبتها كلمةُ مدير معهد القرآن الكريم في العتبة العبّاسية المقدّسة الشيخ جواد النصراوي التي استعرض خلالها عدداً من المشاريع القرآنيّة التي يُقيمها معهد القرآن الكريم. مبيّناً: "أنّ العتبة العبّاسية المقدّسة أولت القرآن الكريم عنايةً كبيرة وجعلته من الأولويّات، إذ لا يُقدّم نشاط إلّا وكان الردّ بالموافقة والتشجيع والاهتمام وطلب الزيادة من المشاريع القرآنيّة المباركة، فمعهد القرآن الكريم أقام الكثير من النشاطات والمشاريع، وكان كلّ واحد منها يستهدف شريحة معيّنة من المجتمع من أجل تجذير هذه الثقافة عند الجميع، ومنها هذا المشروع الذي استهدف أهمّ شريحة في المجتمع وهم طلبة الجامعات والمعاهد العراقيّة، والمشترك فيه أكثر من (1000) طالب وطالبة، علماً أنّ هذا المشروع هو مشتركٌ بين الأمانتين العامّتين للعتبتين المقدّستين الحسينيّة والعبّاسية".
وأكّد النصرواي في ختام كلمته أنّه: "في السنوات القادمة ستكون هناك ندوات قرآنيّة تعالج المشكلات والإشكاليّات في الحرم الجامعي ومنها الإلحاد وترك التقليد، وهذه من أخطر الإشكالات التي تهدّد عقيدة الفرد المسلم، وعلى غرار ذلك سنُقيم ندوات وبحوث علميّة يديرها خيرة أساتذة الحوزة العلميّة ردّاً على هذه الإشكالات، ونشكر كلّ من ساهم في إنجاح هذا المشروع القرآنيّ".
جاءت بعدها كلمة الطلبة المشاركين في هذا المشروع التي ألقاها ممثّلاً عنهم الطالب سجاد حسن العوادي، والتي شكر من خلالها العتبة العبّاسية المقدّسة ولاسيّما معهد القرآن الكريم على إقامتهم مثل هكذا مشاريع قرآنيّة تجذّر ثقافة الكتاب العزيز والعترة الطاهرة عند الشباب الواعي، ورجا أن تكون هناك مشاريع أخرى يُرفد بها طلبةُ الجامعات العراقيّة.
تلتها فقرة الإنشاد الحسينيّ ابتهاجاً بذكرى المبعث النبويّ الشريف التي تغنّت بحبِّ الرسول الكريم وأهل بيته الأطهار(عليهم السلام) وفرقة الإنشاد في العتبة العبّاسية المقدّسة بأصواتٍ عطرة عانقت عنان السماء.
ليتمّ بعد ذلك تكريم الجهات التي أسهمت في إنجاح هذا المشروع الذي يُقام للسنة الخامسة على التوالي وتوزيع الشهادات التقديريّة للطلبة المشتركين الذين عبّروا من جانبهم عن شكرهم للأمانتين العامّتين للعتبتين المقدّستين على هذا المشروع المبارك، الذي عدّوه فرصةً لا يمكن أن تفوّت، خاصّةً وأنّها تمكّن المشاركين من تعلّم خير العلوم وأشرفها، وهو ذو نفع كبير في الدنيا والآخرة -على حدّ تعبيرهم-..