قال ممثل المرجعية الدينية العليا في الخطبة الثانية لصلاة الجمعة في الصحن الحسيني الشريف بتاريخ 29-12-2017م" ان اقوى الروابط بين ابناء البشر واهمها هي رابطة الايمان بالله تعالى لأنها تمثّل سر الوجود والغرض من خلق الله تعالى لخلقه". مبيناً" ان النظام الاسلامي قد أطّر هذه الرابطة بنظام الحقوق لأنه يريد ان يعطيها صفة الالزام والقوة".
وذكر الشيخ عبد المهدي الكربلائي اساسيات الاخلاق والعلاقات الاجتماعية مؤكداً على ضرورة" أن ينظر كل انسان ويعرض نفسه على هذه الاخلاق كم يملك منها ويختبر نفسه؟ وهي:
1-   حفظ الشخصية الاعتبارية للمؤمن: كما ان الاسلام حرص على ان يحفظ حياة المؤمن وحرص على السلامة الجسدية ايضاً حرص على سلامة الشخصية المعنوية للمؤمن ويتمثل ذلك في مجموعة من الامور فهذا الانسان المؤمن طالما دخلتُ معه في ولاية الايمان ينبغي عليَّ ان احترمه و ان احفظ كرامته وان اصون شخصيته من ان تتعرض الى الاذلال والتحقير وسوء الظن وايقاعه في دائرة الشكوك والشبهات..
2-   التراحم بين المؤمنين: لاحظوا هناك عناوين مهمة اعطاها الاسلام قيمة اجتماعية كبيرة.. (وما أرسلناك إلاّ رحمة للعالمين).. فقد يوجد في المجتمعات من الغلظة والخشونة والفضاضة اراد ان يبدلها بالرحمة في القلوب والتي تنعكس على التعامل الاجتماعي.. فالنبي (صلى الله عليه وآله وسلم) والائمة الاطهار ارادوا الرحمة بيننا جميعاً وبيننا وبين الناس الاخرين...
3-   التناصر والتعاون: ويمكن ان نفهم النصرة للمؤمن من الولاية المشتركة بينهما ومن جملة مفردات النصرة عدم تمكين العدو منه ومن ايذاء الاخرين له، ونصيحته عند احتياجه خصوصاً اذا وقع الظلم او التجاوز على الاخرين..
فقد ورد عن علي (عليه السلام) عن رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم): (من حق الاخ على اخاه أن ينصره ظالماً او مظلوماً، فأما نصرته ظالماً فيردُّه عن ظلمه، واما نصرته مظلوماً فيعينه على أخذ حقه).
4-   التعامل برفق ولين: حينما تحصل مشكلة او نزاع اجتماعي يجب ان يكون اسلوب اللين والرفق هو الوسيلة التي يدخل من خلالها الشخص الى قلب الآخر لكي ينفتح قلب الآخر ويتقبل منه فتُحل المشكلة بصورة اسرع.. لأن العنف يؤدي الى مزيد من التعقيد والإشكال في ذلك النزاع وتتفاقم المشكلة ويصبح حلّها اصعب..
5-   التواصل الاجتماعي وتجنّب القطيعة والهجران: لقد حثَ الاسلام كثيراً على ادامة العلاقات الاجتماعية بين المؤمنين والحفاظ على تماسكها وقوتها وعمل جاهداً على ابعاد المجتمع الايماني عن جميع الامور المؤدية الى ضعف وتفكك الاواصر الاجتماعية فيما بينهم لكي يقوى الكيان الاجتماعي الاسلامي على مواجهة التحديات والمصاعب الداخلية والخارجية..