تواصلاً للبرنامج الديني والعزائي الخاص بموسم أربعينية الإمام الحسين استضافت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة فضيلة الشيخ أحمد الدر العاملي، الذي تناول في أولى محاضراته بحثاً قيّماً بعنوان: ماذا ينبغي للمؤمن أن يعرفه بعد زيارة الأربعين ويربّي نفسه عليه؟ فقد أشار قائلاً: إن لزيارة الإمام الحسين "عليه السلام" وإحياء الأربعين لها شأن عظيم عند أداء مراسمها بأكمل وجه، فقد تُثلج بذلك قلوب أهل بيت النبوة "عليهم السلام"، فهذه النعمة لا بد أن تُشكر، كما ينبغي أن نكون من الشاكرين، فمن المقامات التي أدّبنا الله تعالى عليها، بعد ما أرشدنا العقل إليها هو مقام (الشُكر)، كما يعلم المرء أن العقل يحكم العقلاء بوجوب شُكر المُنعم، فمن يُنعم علينا بنعمة ويُحسن إلينا بإحسان وجب شكره، فهنا القاعدة العقلية تدلنا على أعظم النعم وهي نعمة الوجود التي أفاض الله بها على عباده فهنا وجب شكر الله تعالى بأعظم المراتب، وكذلك ينبغي على الإنسان أن يعرف نِعم الخالق لأنه لا يمكن أن يَشكر من يجهله، فالنِعم التي وُهبت إلينا كثيرة وكبيرة مغمورون بها لا تُعد ولا تُحصى، فهنا أشار الشيخ العاملي في بحثه لا بد من معرفة قيمة النعمة التي بين يديك أيها الإنسان والشعور بها، فضلاً عن رعاية حقّها ولهج لسانك بها، مستشهداً بقوله تعالى: (وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ)، وقوله تعالى (فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ وَاشْكُرُواْ لِي وَلاَ تَكْفُرُونِ)، ودعا فضيلته إلى ضرورة التأمّل والتدبّر في عظيم أهمية آيات القرآن الكريم لأنه علم وهداية لجميع المجتمعات والطبقات.