السفر إلى الفضاء هو ميزة نادرة، ولكنها تتطلب الكثير من الجهد. وعادة، كان لدى أغنى الحكومات في العالم فقط الخبرة والأموال الطائلة لإرسال رحلات إلى الفضاء. وتلك الرحلات كانت تقتصر على رواد الفضاء المدربين تدريبات مكثفة والذين كانت حالتهم الصحية في أفضل حال. وحظي ما يقرب من 500 شخص فقط بفرصة رؤية كوكب الأرض من على بعد أميال.
ولكن قامت شركة "سبيس إكس"، وهي شركة تبلغ من العمر 14 عاماً، بالإعلان عن قرارات جريئة وتاريخية، الاثنين، كاشفة عن خططها لإرسال اثنين من الناس العاديين إلى رحلة حول القمر في عام 2018.
أصبحت الإجازات في الفضاء عملاً تجارياً، مثل شراء تذكرة سفر لرحلات السفاري الإفريقية.
ويُذكر أن حفنة من غير رواد الفضاء عقدت صفقات مع روسيا لإجراء مثل هذه الرحلة. وصعد مدرس على رحلة مكوك "تشالنجر" الذي انفجر في عام 1986. ولكن لم يصل سائح فضاء في أي وقت مضى إلى المواقع التي تخطط لها "سبيس إكس".
وستكون هذه هي المرة الأولى التي سيتخطى فيها أي إنسان المدار الأرضي المنخفض - الذي هو في جوهره يعد عتبة الفضاء - منذ بعثة "أبولو" النهائية في عام 1972.
سيبدأ زبائن "سبيس إكس" التدريب في وقت لاحق من هذا العام، ويجب عليهم إكمال اختبارات الصحة واللياقة البدنية. ولم تكشف "سبيس إكس" بالضبط عن تدريباتهم، ولكن من المرجح أنها ستكون صعبة.
أخبر عدد من سياح الفضاء CNNTech عن أشهر التدريبات التي كان عليهم إجراءها استعداداً لرحلاتهم. يقول دينيس تيتو، أول سائح فضاء، إن رحلته في عام 2001، والتي استغرقت 8 أيام، كانت أفضل أيام حياته وإنه شعر خلالها بالنشوة الحقيقية على حد تعبيره، مؤكداً أنه يفكر في تلك الرحلة كل يوم.
ولكن تيتو أخبر شبكتنا أيضاً أنه قبل تلك الثمانية أيام التي قضاها في الفضاء، مرّ بثمانية أشهر من التدريبات، التي كانت أغلبها في روسيا. ويروي تيتو أحد أبرز اللحظات التي قضاها في التدريب، حينما درّب الروس تيتو على استخدام سلاح غير عادي يشبه بندقية صيد، يمكنها إطلاق شعلات متوهجة وطلقات نارية ورصاص بندقية. مقبض السلاح - وهو غطاء من الجلد - يمكن إزالته ليكشف عن ساطور. كان التفكير أنه إذا عادت كبسولة تيتو على الأرض في مكان غير متوقع، قد يكون بحاجة إلى الدفاع عن نفسه.
وقال تيتو إن أثمن التدريبات التي خاضها كانت تجربة قوة G، والتي تقيس مدى تأثر الجسم بالتسارع المفاجئ. ويعتقد تيتو أنه من الضروري لسياح الفضاء لقضاء بعض الوقت وهم يدورون في أجهزة الطرد المركزي. لم يكن هبوط تيتو على الأرض كما كان مخطط له، وقال إنه تعرض لقوات G أكثر بكثير مما كان مخططاً له، وأن التدريب الذي حصل عليه ساعده على تحمل ما تعرض له.
قبل رحلته عام 2007، قضى سيموني أول يومين وحيداً في غابة بالقرب من موسكو كجزء من تدريبه. وكان في الواقع على بعد بضعة مئات الياردات من الفندق فقط، حيث كان ينام طاقم التدريب وطبيب نفسي بشكل مريح.
وفي الوقت نفسه، قطع سيموني الأشجار لبناء "تايبي" أو خيمة مخروطية، واستخدام المظلة المركبة الفضائية التي تبلغ مساحتها 10 كغطاء. وعاش على الغذاء والماء من "عدة البقاء على قيد الحياة".
وفي كتابه، ذكر سيموني أن أصعب تجربة في التدريب، كانت ممارسة خلع بدلة الفضاء في كبسولة ضيقة. وقارن التجربة بالجلوس مع اثنين من أصدقائه في الجزء الأمامي من سيارة "فولكس فاغن" من طراز "Bug" الصغير، لكن الجميع يرتدي بدلة الفضاء الضخمة. والجميع بحاجة إلى خلعها وارتداء عدة البقاء على قيد الحياة في المياه.
وقضى سيموني أيضاً أياماً في نموذج مطابق للطبيعة للمحطة الفضائية الدولية. وهناك محاكاة لاشتعال النار في أو فقدان مستوى الضغط المحدد. وقال إنه تعلم كيفية التعامل مع كل ذلك إلى جانب رواد الفضاء.
ومن غير الواضح ما إذا كان سيسافر سياح "سبيس إكس" وحدهم أو برفقة رواد الفضاء المحترفين، كما فعل سياح الفضاء السابقين.