تحت شعار: (بين هموم الحاضر وتطلّعات المستقبل) عَقَدَ معهدُ تراث الأنبياء(عليهم السلام) للدراسات الحوزويّة الإلكترونيّة التابع للعتبة العبّاسية المقدّسة مساء اليوم الجمعة (30ربيع الأوّل 1438هــ) الموافق لـ(30 /12 /2016م) الحلقة الأولى للمؤتمر الذي تبنّاه المعهد المذكور ويُحاول من خلاله مناقشة الواقع التعليميّ والتربويّ في البلاد, حيث كان المؤتمرُ المنعقد على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) للمؤتمرات والندوات خاصّاً بجانب الكرخ قطّاع الشعلة وشارك في المؤتمر وفدٌ مكوّنٌ من (50) مدرسةً مثّلها مائة أستاذ وتدريسيّ.
استُهِلَّ المؤتمر بقراءة آياتٍ بيّناتٍ من الكتاب الكريم بصوت القارئ محمد حبيب تلتها قراءةُ سورة الفاتحة لأرواح شهداء العراق متبوعةً بالاستماع للنشيد الوطنيّ العراقيّ وأنشودة (لحن الإباء) الخاصّة بالعتبة العبّاسية المقدّسة، وقد حضره المتولّي الشرعي للعتبة العبّاسية المقدّسة سماحة السيد أحمد الصافي(دام عزّه) وألقى فيه كلمةً جاء فيها: "تعلمون أنّ كلّ أمّة تُحاول أن تبرز تأريخها من خلال ما عندها من تفوّق سواء الآن أو في الماضي، مع أنّ هذه الأمم عاش فيها الآلاف بل الملايين من البشر ولكن لا يعطونهم أيّ أهمّية وإنّما الأهميّة لمن كان يُحافظ على هذه الأمّة ويبرز فيها. سواءً كان في التعليم، أو في الآثار أو اللّغة الأثريّة الموجودة، أو ببعض الاكتشافات القديمة، فالأمم تتبارز في قضيّة العمل وحتّى الأمم الحديثة تُحاول الآن تجترّ تأريخاً لغرض إثبات أنّها ليست بمعزلٍ عن التقدّم الماضي". للاطّلاع على باقي الكلمة
اضغط هنا.
بعد ذلك جاءت كلمةُ ممثّل الوفد التربويّ الأستاذ خميس علوان الزغبي عن واقع التعليم في العراق والتدهور الحاصل في الفترة الأخيرة والإهمال من قبل المسؤولين في الدولة للمؤسّسات التربويّة. موضّحاً: "بدلاً من أن تكون العمليّة التربويّة جاذبة للتلميذ أصبحت طاردة لأحلام التلميذ، ويعزون ذلك بسبب الظروف الاقتصاديّة والاجتماعيّة والسياسيّة التي يمرّ بها البلد, العمليّة التربويّة تعتمد على مخارج، منها: المدرسة ومنها المعلّم ومنها التلميذ ومنها المنهج ومنها أولياء الأمور، وبسبب التقصير الحاصل من المسؤولين والنقص في المدارس أدّى ذلك الى تفاقم المشاكل في المدارس وزيادة عدد التلاميذ في الصفّ الواحد الى (100) تلميذ أحياناً, والمعلّم أصبح لا حول له ولا قوّة مهما فعل وقدّم فلا يحميه أحدٌ من عبث العابثين. لذا نناشد المرجعيّة العُليا أن تتدخّل للتصويت على قانون حماية المؤسّسات التربويّة والمعلّم".
استمرّ المؤتمرُ بمناقشة الواقع وطرح الهموم والمشاكل ليقدّم مسؤولُ فرع المعهد في الشعلة كلمته التي جاء فيها: "كلّ الشكر والتقدير منّي أقدّمه باسم معلّمي ومعلّمات قاطع الشعلة للعتبة العبّاسية المقدّسة ولمعهد تراث الأنبياء(عليهم السلام) على هذه المبادرة الجليلة, نحتاج الى رعايةٍ خاصّة بهذه المدينة المظلومة والمهمومة وخصوصاً في الجانب التربويّ، وأناشد المتولّي الشرعي والقائمين على هذا المشروع بالتدخّل في إقرار القانون لأنّ التجاوزات على المعلّم بلغت حدّاً لا يوصف".
ومن ثمّ جاءت كلمةُ الدكتور مشتاق عبّاس العلي معاون قسم التربية في العتبة العبّاسية المقدّسة التي عرّج فيها على الجوانب الإيجابيّة لدى العتبة العبّاسية المقدّسة في جانب التعليم، متطرّقاً الى مشروع افتتاح كلّية الطبّ البشريّ كمثالٍ على ذلك والبنى التحتيّة لهذا المشروع المتمثّلة بمستشفى الكفيل.
معتمدُ المرجعيّة العُليا في مدينه الشعلة الشيخ أسعد الزبيدي قال في كلمته: "علينا أن نخلق إنساناً واعياً وإنساناً جادّاً، وعلينا أن نبني عائلة رصينة ودولةً قويّة، وإذا ما أردنا ذلك فعلينا أن نبني المؤسّسة التربويّة خير بناء".
الشيخ حسين الترابي مديرُ معهد تراث الأنبياء للدراسات الحوزويّة الإلكترونيّة أفاد من ناحيته شبكة الكفيل قائلاً: "لاحظنا أنّ التعليم خَرَجَ عن مساره الأصليّ والآن فيه مشاكل كثيرة سواءً من جهة الطالب أو من جهة المنهج أو من جهة الهيأة التدريسيّة، فجاء هذا المؤتمر لطرح الأمور المهمّة والتنفيس عن المعلّم ومناقشة المشاكل، فوصلت المشاكل الى حدّ أنّ هناك (2,000) طالب في مدرسةٍ واحدة لا تسع أكثر من (500) طالب، وهذا الشيء يشلّ حركة التعليم في العراق، لذلك التعليم في هذا البلد أخذ مسار المدارس الأهليّة ولربّما هذا مُكلِف للكثير من العوائل المتعفّفة التي لا تستطيع دفع تكاليف المدرسة الأهليّة، وهذه هي الحلقة الأولى التي يتبنّاها المعهدُ في جانب الكرخ، وإن شاء الله ستكون الحلقة الثانية في جانب الرصافة".