بسم الله الرحمن الرحيم السلام على سيدي ومولاي موسى بن جعفر ورحمة الله وبركاته السلام على سيدي ومولاي محمد بن علي الجواد ورحمة الله وبركاته السادة الحضور مع حفظ الالقاب والمقامات السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ... الحمد الله حمدا سرمديا، والشكر الله أبديا، لما أنعم علينا من نعم لاتعد ولا تحصى، إذ كرمنا بالعقل والتدبير وألهمنا حسن التفكير، وشرفنا حين جعلنا موضع التكليف والعبادة للواحد القدير، ثم الصلاة والسلام على خير البشر الهادي النذير والرحيم البشير، أبي القاسم محمد وآله الأطهار أكمل اهل الصلاح والارشاد وحجج الباري على أهل العناد. أرحب بكم أجمل ترحيب في رحاب الامامين الجوادين عليهما السلام شاكراً لكم تلبية الدعوة والتشريف بالحضور. الحضور الأكارم: إن الثابت في عقيدتنا أن أفعال الباري عز وجل لا تخلو من غاية وقصد، وأن التشريف الإلهي لا يقتصر على الإنسان فقط بل يشمل جميع الموجودات، فحين تكون الأرض منعم عليها بالخصوبة فهذا تشريف لها، وحين تكون وافرة العطاء فهذا تشريف آخر، فما بالكم في ارض وبقعة حوت هذا كله وفاقت الأخريات بضمها لجسدي إمامين عظيمين همامين (موسى بن جعفر ومحمد الجواد عليهما السلام). ثم زاد الله في علو شأنها إذ جعل الناس تسميها باسم إمامها الذي حوته بين قلبها، فكانت الكاظمية. هذه المدينة التي مرت عليها الحقب والسنون وهي في كل آن تسمو وترتفع في الشأنية والقداسة، فكانت حاضرة العلم والأدب والفقه والمرجعية الدينية والقيادة والسياسة، وروضة قدس وطهارة ونقاء، هذه المدينة التي تجلت فيها صور الصراع والحراك الفكري والعقدي والسياسي فجعلت منها قبلة ومنارا لكل مسترشد وطالب علم وحقيقة، فإن ذكرت الحوزة العلمية كان اسم الكاظمية حاضرة، وان ذكرت بيوتات العلم والفضل كانت الكاظمية أولها، وهكذا تستمر هذه السيرة العطرة مقترنة باسم الكاظمية المقدسة مما جعل هذا الإرث المعرفي الثقيل والغني ملقىً على عاتق علماءها وأبناءها في الحفاظ عليه من جهة واستمرار هذا العطاء من جهةٍ أخرى، وهذان هما الدافعان الرئيسيان اللذان دفعا بنا نحو أن يكون مؤتمرنا المنعقد في دورته السابعة موسوماً بـ ( مدينة الكاظمية عراقة وتحديات ورؤى) فكان هدفنا تحمّل هذه المسؤولية في حثّ الباحثين والعلماء للإسهام في ديمومة هذا العطاء لهذه المدينة ، وتعريف الأجيال بهذه المدينة العريقة وثقلها العلمي والأدبي، وشحذ الهمم في الغور إلى أعماق هذه المدينة المقدسة، بعد أن عانت ولمدة طويلة من الإقصاء والحرمان والتعمد في جعل ساحتها خالية من العلماء والصلحاء والباحثين، حتى وصل الأمر إلى غلق ومنع المكتبات العامرة فيها لإستقبال روادها والتي كانت قوامها آلاف الكتب والمخطوطات، والأمر نفسه بالتعامل مع مجالسها الأدبية وحوزاتها العلمية وباقي مرافئ العلم والمعرفة والدين، وكما لا يخفى على الجميع إن هذا العداء لما تحمله هذه المدينة المقدسة من ثقل معرفي أصيل يسعى الآخرون إلى محوه ومعاداته كما نسعى نحن إلى إحيائه وإخراجه لأجيالنا وترك إضافة معرفية لهذا الجيل ومن يأتي بعد ذلك. فبوركت كل الجهود التي بذلت من قبل الباحثين في رفد هذا المؤتمر العلمي ببحوثهم التي وصلت الينا سواء اكانت تلك البحوث قد قبلت أم ردت، فلكل مجهود أجرٌ وثمرة، وبوركت الجامعات والمؤسسات كافة التي حثّت باحثيها للمشاركة بهذا المؤتمر، ولا يفوتني أن أشكر اللجنة التحضيرية واللجنة العلمية وخدم الإمامين الجوادين عليهما السلام الذين ساهموا في الإعداد للمؤتمر . سائلين المولى عزّ وجل ونحن بجوار الإمامين الجوادين عليهما السلام أن يتقبل منا هذا القليل بأحسن القبول، وان يمنّ علينا بالأمن والأمان إنه سميع الدعاء، وأن ينصر القوات الأمنية وحشدنا الشعبي على من يريد بنا سوءا، ويرحم الشهداء السعداء، ويمنّ على الجرحى بالشفاء، ويلطف بالأرامل والأيتام. وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلّى الله على محمد وآله الطيبين.