وصلت مراحل تصنيع الشبّاك الجديد لضريح أبي الفضل العباس(عليه السلام) الى مراحل متقدّمة ونسب إنجازٍ كبيرة جداً، حيث تمّ تصنيع وتركيب معظم الأجزاء على الهيكل الخشبيّ الذي وُضع في إحدى قاعات مصنع العتبة العباسيّة المقدّسة لصناعة شبابيك الأضرحة والمزارات الشريفة، فبمجرّد ما ينتهي أيّ عمل لأيّ قطعةٍ أو جزءٍ منه فإنّه يتمّ تركيبه بصورةٍ مباشرةٍ على ذلك الهيكل وحسب موقع كلّ قطعةٍ منه وذلك بعد ترقيمها بأرقام خاصّة من أجل تفكيكها قبل نقل الضريح الى مكانه الجديد لتُركّب فيما بعد على ضوء الأرقام المثبّتة، وهذا التقدّم في العمل ونسب الإنجاز الكبيرة قد تحقّقت بتضافر جهود عديدة من قبل خَدَمَة أبي الفضل العباس(عليه السلام) الذين أبدعوا وبذلوا غاية جهدهم وواصلوا الليل مع النهار من أجل إنجازه وفقاً للمواصفات التي ستجعله أنموذجاً وتحفة فنية تليق بصاحب المرقد الطاهر أبي الفضل العباس(عليه السلام).
ومن تلكم الأجزاء المهمّة هي بابُ الشبّاك الشريف الذي يُعدّ مكمّلاً لقطع وأجزاء الشبّاك وأحد أجزاء لوحته الفنية الجميلة، حيث تمّ الانتهاء منه بصورةٍ كاملة تصنيعاً وتركيباً، ويشكّل هذا البابُ أحد مشبّكات الشبّاك (الدهنات) لكن بدون كرات أو مقابض كما في باقي المشبّكات التي تُحيط بالشبّاك الشريف..
الباب يتألّف من قطعتين هما ظلفتا الباب (الطلّاقتان)، يفصل بينهما عمودٌ فضيّ ويبلغ عرضُ كلّ قطعةٍ (51سم) وارتفاعُها (110سم) وبسُمْك (7سم)، ويبلغ وزن كلّ قطعةٍ (60كغم) أمّا كميّة الذهب المستخدمة فيه فهي (25كغم) بالإضافة الى (70كغم) فضة، المادّة المصنّع منها هي معدن (Stainless Steel) مبطّنٌ من الداخل بالخشب المزخرف والوجهُ الخارجيّ له مكسوٌّ بالفضّة النقيّة المخلوطة مع الذهب بنسبة (2%) وتكون ذات نقوش وكتابات طبقاً لما هو موجود في الباب الحالي للشبّاك الشريف.
وتكون ظلفتا الباب (الطلّاقتان) كلاهما متحرّكتين وتتّصل كلّ واحدةٍ منها بالأعمدة الجانبية عن طريق قواعد متحرّكة (نرمادة) ليتمّ التمكّن من فتحها وغلقها بسهولة، الباب يعلوه مثلّثٌ ذهبيّ تتوسّطه آيةٌ قرآنية مذهّبة هي (وَفَضَّلَ اللّهُ الْمُجَاهِدِينَ عَلَى الْقَاعِدِينَ أَجْرًا عَظِيمًا) وفي أسفلها شريطان ذهبيّان من الكتابات خُطّ عليهما اسمُ العتبة العبّاسية المقدّسة وسنة الصنع، ويرتكزان على شريطٍ فضّي تتوسّطه آيةٌ قرآنيّة (اُدْخُلُوْهَا بِسَلَامٍ آمِنِيْنَ) وهي من الذهب أيضاً.