أكّدت مسؤولة شعبة مدارس الكفيل الدينية النسويّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، السيدة بشرى الكناني، أنّ حفل التخرّج مبادرةٌ حضاريّة تجعل من التحصيل الجامعيّ أمانةً في عاتق المتخرّجات. جاء ذلك أثناء كلمتها الترحيبيّة في حفل التخرّج المركزي لطالبات الجامعات العراقية والدول الإسلامية بنسخته الثامنة، الذي تنظّمه شعبةُ مدارس الكفيل الدينية النسويّة التابعة لمكتب المتولّي الشرعيّ للشؤون النسوية في العتبة المقدّسة، تحت شعار (من نورِ فاطمةَ -عليها السلام- نضيءُ العالم)، وللعام الدراسي 2023 / 2024. وفي أدناه نصّ الكلمة: بسم الله الرحمن الرحيم {الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ} (الحج:41) أيّها الحفل المبارك الكريم مع حفظِ الكُنى والألقاب السلام عليكم ورحمة الله وبركاته من معين شعبان الذي جاد بالكفيل وتعنوَنَ ميلادُ قمر العشيرة في مستهلّه، تقف هذه الكوكبة الجليلة من بنات أبي الفضل العبّاس يحملن أزهار التخرّج في جامعات العراق والعالم، ليكون هذا الربع الطاهر محطّة انطلاق لعطائهنّ، وملاذ صبرٍ وتزوّدٍ من القيم النبيلة التي أرستها كربلاء في ضمير الكون، معلنةً الانتماء إلى وهج هذه المنائر الذهبية التي تجود بالنور على بقاع العالم، تحكي قصّة أن يحيا الإنسان بكرامةٍ ليَعْمُرَ الأرضَ بالخير والبرّ والمعروف، وتصل ما أمر الله به أن يوصل. من رحاب كربلاء ومن جوار الساقي أبي الفضل، تنطلق في كلّ عامٍ هذه المبادرات الحضارية التي تجعل من التحصيل الجامعي أمانةً في عاتق المتخرّجات والمتخرّجين، تستلهم منها الأجيال الوفاء بالعهد والبقاء على ذمّة العفاف ومنهج الحياء، الذي اختطّته أمّنا الزهراء وسيّدتنا الحوراء في زمانٍ تفنّن أهلُهُ بالمعاصي، ولم تترك قوى الاستكبار العالميّ وسيلةً من وسائل تشويه الإنسان إلّا وقد سوَّقتها إلى العالم أجمع، وإلى عالمنا الإسلاميّ على وجه الخصوص، ليصبح الإنسان فيه سلعةً تُباع وتُشترى، تتفكّك فيه خليّة الوجود المبارك للخلافة الإلهية ألا وهي الأسرة، ذلك الكيان المقدّس الذي جعل الله بصلاحه صلاح الكون. فحيّا الله بنات الكفيل اللائي آثرن المجيء إلى هذه العتبة المباركة، ليحتفلنَ بتخرّجهنّ عند قبلة الغيرة والحمية، عند أيقونة الشرف والوفاء في جوار سيّد الشهداء وأخيه صاحب اللواء، وتجشّمن عناء السفر برفقة ذويهنّ لينتهلنَ من نهر الإخلاص والتفاني، وينلنَ بركة هذا الجوار الطاهر ليكون رافداً صافياً تُستَمدُّ منه الهمّة، في خدمة المجتمع وأداء الأمانة العلمية والمهنية والوظيفية، والتقرّب إلى الحقّ جلّت قدرتُه في تأسيس الأسرة المستَخلَفةِ وبناء المجتمع القيمي، الذي يحيا بمبادئ الإسلام المحمّدي الأصيل وينعم بقوانين السماء السامية، التي تحفظ الحقوق وتلهم الواجبات في ظلّ رعاية صاحب العصر وإمام الزمان المهدي من آل محمد (أرواحنا لتراب مقدمه الفداء).
من هذا المنبر نثمّن الأيادي الكريمة التي صنعت هذا المُنجَز من أساتيذ الجامعات المخلِصِين، الذين أسهموا بشكلٍ واضح في استلهام القدوة الحسنة، وبذلوا قصارى الجهود في بناء شخصيّات المتخرّجات بالعلوم النافعة والقيم النبيلة، وكذلك الإدارات الجامعية التي تعاونت معنا للوصول إلى هذه المرحلة، من التكريم لبناتنا عند عتبات النور ومنائر الهدى وأضرحة الرحمة، التي منَّ الله بها على بلادنا العزيزة، تنهل منها الأجيال أسباب العفّة والطُهر وتنمو بين أواوينها النفوسُ على الحياء كما جُبِلت في أوّل العهد. والتحيّة لأولياء الأمور من الآباء والأمّهات باسم العتبة العبّاسية المقدّسة، على طيب التربية وحسن التنشئة على حبّ محمدٍ وآله المعصومين، والحمد لله الذي هدانا لهذا وما كنّا لنهتديَ لولا أن هدانا الله، وآخر دعوانا أن الحمد لله ربّ العالمين وأفضل الصلوات الزاكيات على محمّدٍ وآله الطيّبين الطاهرين.