ارتدت رحاب المشهد الكاظمي المقدس حُلّة من نور، تزامناً مع ذكرى ولادة القمر الثاني عشر والخلف الصالح من أئمة الهدى الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف" إذ أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة/ مركز القرآن الكريم مراسم إحياء ليلة بالغة الشرف، إلا وهي ليلة النصف من شهر شعبان المعظم، حيث استقبلت هذه البقعة المقدسة بأجواء إيمانية الجموع الغفيرة من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام"، الذين توافدوا بنفوس طاهرة وقلوب نابضة بالإيمان، وهم يناجون ربهم بالصلاة والدعاء والاستغفار طالبين من بارئهم غفران الذنوب، وحسن العاقبة، وتعجيل الفرج، والحشر في ركاب النبي الأكرم وآل بيته الأطهار "عليهم السلام".
وشهد المنهاج المعدّ لإحياء هذه الليلة المباركة في صحن الرجال وآخر في صحن النساء مشاركة قرّاء العتبة المقدسة كل من: القارئ السيد قاسم الزاملي، والقارئ باقر أحمد سهر، والقارئ علي فيصل الساعدي بتلاوة معطرة من الذكر العزيز، وقراءة الأعمال والمستحبات، حيث روي عن الإمام الباقر "عليه السلام" في فضلها قال: (هي أفضل الليالي بعد ليلة القدر، فيها يمنح الله العباد فضله، ويغفر لهم بمنّه، فاجتهدوا في القربة الى الله تعالى فيها، فإنها ليلة إلى الله "عزوجل" على نفسه أن لا يردَّ سائلاً فيها، ما لم يسأل الله المعصية، وإنها الليلة التي جعلها الله لنا أهل البيت بإزاء ما جعل ليلة القدر لنبينا "صلّى الله عليه وآله وسلم" فاجتهدوا في دعاء الله والثناء عليه).
بعدها قراءة زيارة سيد الشهداء الإمام الحسين وزيارة الإمام الغائب" عليهم السلام" ودعاء النبي الخاتم محمد "صلّى الله عليه وآله وسلم" ثم ابتهلت الجموع المؤمنة المشاركة في هذه المراسم إلى المولى العلي القدير أن يتقبّل منها خالص الدعاء والأعمال في هذه الليلة وأن يحفظ العراق وأهله ومقدساته وسائر بلاد المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها من كلّ سوء أنه سميع مجيب الدعاء.