كثيرةٌ هي المشاريع التي قامت وتقوم بها العتبةُ العباسية المقدسة وجميعُها مسخّرة لخدمة المواطنين العراقيّين على السواء، فكان منها ما هو على تماسٍّ مباشر مع الزائر وتقديم وتسهيل خدماته ومنها ما يحافظ على كلّ ما يديم هذه الخدمة ويطوّرها ويرتقي بها، وبعض المشاريع ما يخفّف عن كاهل المواطن بالمساهمة حسب الإمكانيات في التقليل من معاناته التي في مقدّمتها الجانب الصحيّ، والذي أصبح من المشاكل التي ألقت بظلالها السلبية وتوابعها المؤثّرة على المواطن، ومن هذا المنطلق كان مشروعُ مستشفى الكفيل التخصّصي الذي تشهد أعمالُهُ تطوّراً سريعاً ومستمرّاً، حيث دأبت العتبةُ العباسية المقدّسة على جعله مستشفى نموذجياً على جميع الصعد والنواحي، من الناحية المعمارية والإنشائية ومن ناحية الأجهزة والمعدّات فضلاً عن الكوادر الإدارية والطبية التي ستتولّى الإشراف عليه، وببركة المولى أبي الفضل العباس(عليه السلام) وأنفاسه الروحانية بدأ المشروع ووصل الى نسبة إنجاز متقدّمة جداً بلغت أكثر من (88%) وبخطّة عملٍ متطوّرة جداً تمّ تحديثُها وتطويرُها حسب كلّ مرحلة من أجل مواكبة التطوّر العالميّ الحاصل في بناء أيّ مرفقٍ صحّيٍ وطبّي.
شبكة الكفيل العالمية وضمن متابعاتها المستمرّة والمتواصلة لمشاريع العتبة المقدّسة كانت لها جولة في أروقة هذا المشروع الحيويّ والمهم، والذي سيكون -إن شاء الله- مفخرةً ليس على مستوى كربلاء والعراق فحسب وإنّما على مستوى دول المنطقة، فكان توزيع الأعمال بشكلٍ ممنهجٍ ومتواصلٍ بالرغم من بعض المعوّقات التي صاحبته كونه مشروعاً كبيراً، والحالة الطبيعية لأيّ مشروع كبير أن ترافقه معوّقات، لكن بحنكة إدارة العتبة العباسية المقدّسة وقسم مشاريعها الهندسية استطاعت الشركة المنفّذة أن تتغلّب عليها والحمد لله، فكانت أعمالها المدنية والميكانيكية قد وصلت لنسب إنجازٍ تقدّر بأكثر من (90%)، أمّا أعمال نصب منظومات (الكهرباء - الإنذار – الحريق – الصوتيات – الأنترنت – الاتصالات - الإنارة – وغيرها) وصلت الى (100%) للمشروع ككلّ.
ومرحلة الإنهاءات قسمت هي الأخرى لعدّة مراحل فكانت خطة الشركة المنفّذة للمشروع (شركة أرخميدس الهندسية من جمهورية الهند ومجموعة شركات البلداوي العراقية) أن يكون العمل في كلّ طابقٍ على حدة، حيث يتمّ -بعد الانتهاء من أعمال كلّ طابق- تركيبُ ونصبُ أجهزته ومعدّاته الخاصة به، ومن ثمّ الانتقال الى الطابق الآخر وهكذا لجميع طوابق المستشفى البالغ عددها (6 طوابق) بسعة (200 سرير).
وترافق هذه الأعمالَ أعمالٌ أخرى في كلّ طابق وحسب المخطّط لكلّ مقطعٍ فيه وبحسب تخصّصاته، فهناك صالات عمليات عددها (12) صالة ومختبرات تحتاج الى أعمال خاصة بها قبل الإنهاءات من ناحية الجدران وتغليفها وطلائها وتصاميمها لضمان عدم تلوثّها بأيّ مادّةٍ أو بكتيريا أو غيرها، كذلك تجري أعمالٌ أخرى وهي تغليف الواجهات الرئيسة والداخلية للمستشفى.
كما تمّ الانتهاء من المعامل الخاصة بإنتاج غاز الأوكسجين والنيتروجين وثاني أوكسيد الكاربون ومعالجة المياه (RO)، ومنظومة لتزويد المبنى بالهواء النقيّ لضمان حركة هوائية صحّية توفّرها المستشفى بعيداً عن الظروف الجوية الخارجية من الروائح والأتربة وغيرها من المؤثّرات البيئية.
من جهةٍ أخرى وبالتوازي مع هذه الأعمال وبعد أن أنهت الشركة المنفّذة تعاقدها لتجهيز المستشفى بالأجهزة والمعدّات الطبية وحسب اختصاصاتها وبإشراف لجنةٍ متخصّصة من العتبة العباسية المقدسة وقسم مشاريعها بوشر باستيرادها، وقد وصل منها ما نسبته (90%) من الأجهزة، بعضها نُقِلَ الى مخازن خاصة بالمستشفى والبعض الآخر بوشر بتركيبه ونصبه حسب الخطط الموضوعة، أمّا باقي الأجهزة فهي في مخازن العتبة المقدّسة.
يُذكر أنّ المستشفى يُقام على مساحة تُقدّر بـ(5,000م2) وبستّة طوابق، حيث تتألّف من (200سرير) موزّعة حسب حاجة كلّ اختصاص (إنعاش – رقود – كسور - طوارئ وغيرها)، كما تحتوي على (12صالة) للعمليات، مضافاً إليها عيادات طوارئ واستشاريات وعيادات خارجية، وإنّ الهدف من إقامة هذا المشروع هو دعم القطاع الصحي في العراق عموماً ومحافظة كربلاء المقدّسة خصوصاً، واستكمالاً لمشاريعها الصحية السابقة، ولمساعدة الحكومة المحلية التي تنفّذ حالياً العديد من المشاريع الصحية، ومساهمةً من عتبات كربلاء المقدسة في سدّ جزءٍ من النقص المذكور في المجال الصحي.