أكّد قسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة، أن لرياض الأطفالِ في مجموعة العميد التعليمية شأناً خاصاً ودورًا متميزًا لكونه التأسيس الرصين، والتهيئة الضرورية ليبدأ الطفل مساره الأكاديميّ على النحو الأمثل. جاء ذلك في كلمةٍ لرئيس القسم السيد حسن داخل في حفل ختام الخبرات التربوية لرياض أطفال مجموعة العميد التعليمية. وفي أدناه نصّ الكلمة: يطيب لقسم التربية والتعليم العالي في العتبة العبّاسية المقدّسة أن يُرحّب بهذا الجمع الكريم، في حدث من أحداثه الدورية البهيجة يُمثّل مظهرًا صادقًا في تجسيد رُؤيةٍ تربويةٍ مُتميّزة، مبدأ الاهتمام ومشروعاً تعليمياً أصيلاً ولد من رحم أحد المبادئ الكبرى للعتبة المقدّسة، ألا وهو بكلّ أمرٍ حيويّ استراتيجيّ من شأنه أن ينفع المجتمع وينهض به، ويصنع فارقًا إيجابيًا مباشرًا في زمانه ومكانه. دونكُم هذه المؤسّسة التربوية مصداقًا جَليًّا لذلك، فقد استطاعت مجموعة العميد التعليمية أن تُنشئ لنَفْسِها هويّةً فريدة بما قدَّمته على مدى زمني يربو على العقد، من خدمة تربوية ذات جودة رفيعة، صنعت بها أنموذجًا يُحتذى لمن شاء أن يَعِي رسالة العمل التربوي الحقَّة وكيفية النهوض به في زمانٍ كزماننا، وللأجيال على الناسِ سعي تربوي، من استطاع إليه سبيلا. وإذا كان من صميم رؤية العميد أن تكونَ منظومة تربويّةً شاملة، توفّرُ مسارًا كاملًا لمُتعلّميها، يبدأ من المرحلة الابتدائية. عودًا، فإنَّ لرياض الأطفالِ في هذه المنظومة شأناً خاصاً ودورًا متميزًا تَدِينُ لهُ هُويّة العميد بكثير من بريقها، ذلك أنَّها تضطلع بمهمّة التأسيس الرصين، والتهيئة الضرورية ليبدأ الطفل مساره الأكاديميّ على النحو الأمثل، بالتحلّي بِما يلزمُ من الخبرات والمهارات الاستقلالية والشخصية والاجتماعية، التي تمثلُ أُسُسَ النجاح الأكاديمي في المسار اللاحق. لقد كان وعي رياض مجموعة العميدِ بدورها التأسيسي المهمّ، وبكون قدرٍ كبيرٍ من خصوصية المجموعة يقع على عاتقها، كان ذلك باعثًا وحافزًا على أن تُنشئ لنفسها منهجًا خاصاً بها يُبرِّزُ اختلافها، ويُجلي فرادَتَها، ويُترجمُ رِسالتها، فكان منهج (نحو القمر)، منظومةً متكاملة متّسقة من الخبرات، عدّتها إحدى عشرة، شاملة لأبعادِ البَشَر، دينيًا وخُلقيًّا ولغويًّا وحسابيًّا وعلميًا وفكريًا وبدنيًا ووطنيًا.
ولَئِن كَانَ هذا المنهج في ظاهره مجموعة متكاملة من الخبرات التربوية المهمّة، التي تُغذِّي الأبعاد المختلفة للتكوين الإنساني الذي يقتضيه مجتمعُ اليوم ومعنى التربية في القرن الحادي والعشرين، فإنَّ له في عمقِهِ دلالة هي أبعدُ غورًا، ومعنى جديرًا بأن نحيطكم بهِ خبرًا، ألا وهو الابتداء السليم في المسار القويم نحو تكوينٍ تربويّ رصين. إنَّ للبداياتِ سطوتها التي تبسط بها آثارها على طول المسار نحو النهاية، وإذا كان الحكم على الأمور رهينًا بخواتيمها، فإنَّ الخواتيم نفسُها رهينة البدايات، قُل لي كيف بدأت، أقُل لكَ: كيف ستنتهي، واختتام خبرات منهج نحو القمر إنَّما هو في عمقه تلك البداية السليمة التي أردنَا لبراعمنا الانطلاق منها في مسارهم التربوي الطويل الذي ينتظرهم، وهي بداية صغناها ببصيرةٍ نافذة، ورؤية واعية عميقة الوعي، بالكيفية التي ينبغي أن يكون عليها العمل التربويّ اليوم. واختتام الخبرات إنّما هو بداية جديدة لنشءٍ آخر وضعنا أقدامَهُ على الطريق السليم الأمين، وقُلنا له: انطلق باطمئنانٍ نحو المرحلة الابتدائية، ثُمَّ ما يليها، لِتَظلَّ أنظارنا آملةً وسَواعدنا عاملة على أن يُتمَّ المُحتفى بهم مسارهم لدينا، ثُمَّ سيعودون إلينا يومًا ما وقد اشتدّ عود فكرهم، لنحتفي بهم في تخرّجهم الجامعيّ إن شاء الله، في حدثٍ وطنيّ آخر صارَ بفضل الله تعالى والرؤية الحكيمة للعتبة العباسية المقدّسة حدثًا وطنيًّا، بل دولياً تتطلّع لجمال مشاهده الأبصار، وتقرّ برؤيته الأنظار. من حفل اختتام الخبرات، إلى حفل التخرّج المركزيّ للطلّاب والطالبات، قطبان حرصت العتبة المقدَّسة على تعهّدهما، وعلى رعاية ما بينهما من مسارٍ تربوي اجتهدت في أن تصنع له نموذجًا متميزًا يليق بأبناء هذا البلد الكريم، وأبناء هذه المحافظة المقدّسة، ويأخذ على عاتقه صون قيمنا ومبادئنا الخلقية وثقافتنا وخصوصيتنا، وفي الوقت نفسه مواكبة كلّ ما يستجدّ على الصعيد العالمي في هذا المجال. إنّه من هذا المعنى الذي ذكرنا، ينالُ اختتام الخبرات التربوية لمنهج نحو القمر جدارته بالاحتفاء، إنّهُ نقش في حجرِ المستقبل، ووشي على حلّة الآتي، وسيجد هذا القول برهانه فيما ستشاهدونه اليوم من عُروض وفعّالياتٍ، تُرينا رأي العين آثار هذهِ الخبرات وصنيعها في أقوالِ براعمنا وأفعالهم، إنّما براعم اليوم هدية صنعتها رياض العميد ليقدّمها الحاضر إلى المستقبل.