قدّم أستاذ الحوزة العلميّة العلّامة السيّد أحمد الصافي المحاضرة العلميّة الرمضانيّة الثامنة، في شرح دعاء أبي حمزة الثمالي، بحضور مسؤولي العتبة العبّاسيّة المقدّسة وخَدَمتها المحاضرة الثامنة تأتي ضمن سلسلة المحاضرات التي قدّمها قبل أكثر من أربع سنوات، في شرح دعاء أبي حمزة الثمالي للإمام السجاد(عليه السلام)، وانطلقت في هذا الشهر الفضيل مجدّدًا لشرح ما يتعلّق بخصوص هذا الشهر ومضامينه. في مستهلّ الحديث بارك السيّد الصافي للحاضرين حلول الذكرى العطرة، لولادة السبط الأكبر والأوّل للنبيّ الأعظم ولأمير المؤمنين والزهراء البتول الإمام الحسن المجتبى(صلوات الله عليهم جميعاً).
واستذكرَ السيّد الصافي لمحاتٍ من عظمة شخصية الإمام الحسن(عليه السلام)، وما مرّ به من محنٍ ومشاكل بعد شهادة أبيه أمير المؤمنين(عليه السلام) تحديداً، في حقبةٍ مملوءة بالاضطرابات والفتن، وكيف استطاع الإمام الحسن(عليه السلام) أن يخرج منها بما آتاه الله تعالى من علمٍ وحكمة، ليُسقط تلك الأقنعة التي كانت تتكلّم باسم الإسلام، ما يؤكّد الحاجة إلى فهم تأريخ الأئمّة الأطهار(عليهم السلام). وفي الرجوع إلى دعاء أبي حمزة الثمالي بفقراته المتعدّدة بيّن السيد الصافي، الأفعال التي تسلب التوفيق، وتمسّك الداعي بالرجوع إلى فضل الله تعالى، ورحمته ورأفته ومنّته، ليتمكّن من النجاة من خطرٍ مُحدقٍ به. وأشار في محاضرته، إلى أن الإنسان يريد من الله النجاة، ولا بدّ له من طرق الأبواب الصحيحة لينجو، والامتثال لما أمره الله تبارك وتعالى به، وقد ذكر الشارع المقدّس مجموعة ضوابط وقوانين للعمل بها، موضّحاً أن هذا الشهر المبارك شهر الراحة البدنية، وعلى الإنسان استثمار العقل في هذه الأيام بالتفكير والاستفادة منه. ولفت إلى بعض مضامين الدعاء التي تُذكَرُ فيها صفات الإنسان وصفات الله تعالى، والاعتراف بفضل الله والإقرار بذلك، والحاجة الدائمة مهما كبر الإنسان في المراحل العمريّة إلى رعاية الله وتربيته وتعليمه وهدايته وعزّته. وتطرّق السيّد الصافي إلى تعبير الإمام (عليه السلام) في الدعاء، الذي يرى أن الميزان للذلّة هو الخطايا، فكلّما كان الإنسان مخطئاً كان ذليلاً، وكلّما كان مطيعاً كان عزيزاً، والله تبارك وتعالى جعل العزّة صفةً من صفاته وجعلها للنبيّ(صلّى الله عليه وآله)، وللمؤمن ما دام مؤمنًا باعتبار أن العزّة هي مورد من موارد القوّة.