نحو بناء أملٍ جديد لركيزة من الركائز المهمة في مجتمعنا، وهي شريحة الخريجين والتطلّع نحو استثمارهم لخدمة بلدهم وشعبهم، وبرعاية من قبل الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، تواصل الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وبالتعاون مع مؤسسة الفكر الحسيني إقامتها لمهرجان تخرج طلاب جامعات بغداد لليوم الثاني على التوالي تزامناً مع ذكرى ولادة قائم آل محمد المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف"، والذكرى السنوية العاشرة لانطلاق فتوى الدفاع الكفائي المباركة.
استهل الحفل بتلاوة آي من الذكر الحكيم بصوت القارئ علي ماهر، تلاها كلمة الأمانة العامة للعتبة المقدسة وألقاها فضيلة الشيخ عماد الكاظمي بيّن خلالها أن الطالب الجامعي هو محط أنظار المجتمع، وعليه أن يعكس هذه النظرة سلوكاً وإخلاصاً، وهذا هو السبيل الوحيد لرفعته وتقدمه في مسيرته العلمية والعملية، فالإمامان الكاظمان وآباؤهم الطاهرون "عليهم السلام" هم خير قدوة لنا، قد أخلصوا في عملهم لله تعالى فارتفعت مكانتهم ومنزلتهم في أعلى مراتب أوليائه الصالحين.
وأكد فضيلته بضرورة أن يكون لدى كل إنسان وبالأخص طالب العلم غاية محدّدة وهدف يرتقي من خلاله إلى سلم الكمال، وتابع حديثه عن خدمة الإنسان والمجتمع وحبّ العراق والإيمان بتلك الطاقات والكفاءات الواعدة التي ستأخذ مكانها الحقيقي في بناء العراق ورُقيّه.
وبين فضيلته: أن الأمل معقود عليكم في تقديم كل ما يخدم شعبكم وبلدكم، فأنتم إن شاء الله تعالى جيل المستقبل القادم الذي نأمل به خيراً.
بعدها كانت هناك مشاركة شعرية للشاعر المبدع محمد الفاطمي، في هذه الملتقى العلمي والثقافي، أعقبها مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين.
أعقبها كلمة للأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة وجّه فيها رسالته الأبوية للطلبة المحتفى بهم وشباب العراق قائلاً: (أتوجه إليكم بكلمات التهاني والتبريكات بذكرى ولادة منقذ البشرية، وذكرى انطلاق فتوى الدفاع الكفائي التي لولاها لما وقفنا هذه الوقفة المباركة كما نهنئ أنفسنا ووزارة التعليم العالي والبحث العلمي، ورئاسات الجامعات وعمادات الكليات والمعاهد، والهيئات التدريسية، وأولياء الأمور الأعزاء وطلبتنا وأبنائنا الكرام، ونهنئكم بتخرجكم هذا بعد أن واجهتم التحديات والصعاب على مدار سنوات دراستكم وأعلموا أن هذا اليوم هو يوم ميلاد جديد لكم وبداية مرحلة جديدة من حياتكم المهنية والشخصية، إذا أمامكم عالم من الفرص والامكانيات وأنا واثق بأنكم سوف تستثمرون هذه الفرص بأفضل طريقة ممكنة فأنتم تمثلون جيل المستقبل ورجال الغد، وعليكم أن تضعوا بصمتكم على هذا العالم وتسهموا في بناء وطنكم العراق العزيز لذلك أذكركم أبنائي بوصايا أهل البيت "صلوات الله عليهم أجمعين" لتكون نصب أعينكم خلال رحلتكم في سنين حياتكم المباركة القادمة، إذ ورد عن رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم": (إن الله تعالى يباهي بالشاب العابد الملائكة، يقول: انظروا إلى عبدي! ترك شهوته من أجلي)، وعن أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب "عليه السلام" أنه قال: (يا معشر الفتيان، حصنوا أعراضكم بالأدب، ودينكم بالعلم)، وقالت السيدة فاطمة الزهراء "عليها السلام": (من أصعد إلى الله خالص عبادته أهبط الله عز وجل له أفضل مصلحته)، ومن وصايا الإمام موسى بن جعفر الكاظم "عليه السلام" أنه قال: (من صدق لسانه زكا عمله ومن حسنت نيته زاد الله عز وجل في رزقه ومن حسن بره بأهله زاد الله في عمره)، وعن الإمام محمد بن علي الجواد "عليه السلام" أنه قال: (ثلاث من كن فيه لم يندم: ترك العجلة، والمشورة، والتوكل على الله عند العزم)، وورد عن الإمام المهدي المنتظر "عجل الله فرجه الشريف" أنه قال: (فليعمل كل امرئ منكم بما يقرب به من محبتنا، وليتجنب ما يدنيه من كراهتنا وسخطنا). فلنكن زيناً لمحمد وآل محمد ولا نكن شيناً عليهم). 
ثم ردد الخريجين القسم مع الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة، خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري، والذي تضمن
ما يلي: (بسم الله الرحمن الرحيم .. نعاهدكم ونعاهد أنفسنا من جوار الإمامين موسى بن جعفر الكاظم، ومحمد بن علي الجواد "عليهما السلام" أن نسعى جاهدين لرعاية حق الله تعالى في عملنا واختصاصنا، وأن نكون عند حسن ظن الله ورسوله وأهل بيته والمؤمنين فيما نقدمه من خدمة للوطن، وأن نكون عيناً ساهرة وقلباً نابضاً في أداء هذه الرسالة المقدسة، وأن نكون مؤتمنين على مهنتنا بكل شرف مستخدمين مهاراتنا وقدراتنا بمسؤولية وضمير، وأن نستثمر ما حصلنا عليه من معرفة ومهارات وقيم كي نكون مخلصين لمسيرتنا العلمية، ونكون أنموذجاً يحتذى به في حياتنا المهنية، وأن نكون ملتزمين بأعلى معايير الأخلاق المهنية والنزاهة والشفافية في عملنا ونسهم في تقدم المجتمع وبناء بلدنا الحبيب بصدق وأمانة، ونتعهد بأن نكون عنصراً فاعلاً في تنمية المجتمع وتحقيق التغيير الإيجابي لتعزيز حياة الأخرين ومساعدتهم ولا نفعل ما يسخط الله تعالى في سرنا وعلانيتنا، ونتعهد بأن نكون من الممهدين لدولة العدل الإلهي ومن الذين ينصرون إمام زمانهم المهدي "عجل الله فرجه الشريف" والحمد لله رب العالمين).
من الجدير بالذكر أن الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة تسعى إلى إدامة هذه المُلتقيات، ومواصلة اهتمامها ودعمها للمسيرة العلمية، وسعيها للنهوض بشريحة الشباب باعتبارهم الثروة الحقيقية للبلاد، والتشجيع على أن يكونوا قدوة صلاح وإصلاح وأن يعكسوا الصورة المثلى لأبناء جيلهم في المحافظة على الثوابت الدينية والوطنية.