دعا معاون رئيس قسم الشؤون الدينية في العتبة العبّاسية المقدّسة الشيخ عادل الوكيل، إلى التأمل في شخصيّة السيدة زينب(عليها السلام) والاقتداء بسيرتها. جاء ذلك في كلمته خلال الاحتفالية السنويّة التي تقيمها العتبة المقدسة، بمناسبة ذكرى ولادة السيدة زينب(عليها السلام). وقال الوكيل إن "الدمعة لم تفارق السيدة الحوراء زينب(عليها السلام)، فبعد أن بلغ عمرها السبع سنوات شهدت استشهاد جدّها النبيّ الأكرم محمد(صلى الله عليه وآله)، وعاشت محنة الانقلاب على الوصية الإلهيّة، ثمّ بعد ذلك استشهاد أمّها السيدة فاطمة الزهراء(عليها السلام)، وبعدها استشهاد أبيها الإمام علي(عليه السلام)، ومن ثمّ استشهاد أخيها الإمام الحسن(عليه السلام)".
وأضاف، أن "المصيبة العظمى والواقعة الكبرى التي شهدتها السيدة زينب(عليها السلام)، هي واقعة الطفّ الأليمة واستشهاد أخيها سيد الشهداء الإمام الحسين(عليه السلام)". وبيّن الوكيل أن "المؤرّخين يقولون إنهم كلّما بحثوا عن هذه الشخصية من جميع الجوانب، يواجهون ذهولاً في فهم هذه الشخصية، فكيف شهدت هذه الحوادث التي تهدّ من كيان وقوّة الإنسان، مع ذلك نجدها امرأة صابرة تلقي همّها إلى الله سبحانه وتعالى". وأشار إلى "أننا كلّما تأمّلنا هذه الشخصية نستلهم منها العبر والصبر، وإلّا كيف لامرأةٍ في ليلة الحادي عشر من محرّم الحرام، تقف في خيام محروقة وآثار إخوتها وأولادها وأجساد الصحابة الأوفياء الأخيار، قد ضرّجوا بالدماء وفُصِلت الرؤوس عن أجسادهم، حتّى قال الإمام السجاد(عليه السلام) في حقّها: (أنت بحمد الله عالمةٌ غير مُعلَّمة وفَهمةٌ غير مُفهَّمة)".