بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين..
السلام على الإمامين الهمامين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجواد ورحمة الله وبركاته..
(اللّهُمَّ صَلِّ عَلى عَلِيٍّ بْنِ مُوسى الرِّضا المُرْتَضَى الإمام التَّقِيِّ النَّقِيِّ وَحُجَّتِكَ عَلى مَنْ فَوْقَ الاَرْضِ وَمَنْ تَحْتَ الثَّرى الصِّدِّيقِ الشَّهِيدِ صَلاةً كَثِيرَةً تامَّةً زاكِيَةً مُتَواصِلَةً مُتَواتِرَةً مُتَرادِفَةً كَأَفْضَلِ ماصَلَّيْتَ عَلى أَحَدٍ مِنْ أَوْلِيائِكَ).
السلام عليك سيدي يا صاحب الزمان.. عجل الله تعالى فرجك
السادة الحضور.. الضيوف الكرام.. الشعراء والأدباء.. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومرحبا بكم جنة الفردوس.. جنة موسى والجواد..
نجتمع اليوم على مائدة أدبية ضمن واحة من واحات الشعر العربي حيث نلتقيكم في هذه الرحاب الطاهرة لافتتاح المهرجان الدُّوَلي التاسع للشعر العربي، الذي ينطلق تحت شعار (بالكاظمين نستعصم ومن الرضا نستلهم)، حيث القوافي والبحورُ تتسابق أمواجها إلى ساحل شعر العشق المحمدي؛ لرسم الصور الشعرية بفرشاة الأدباء وسحر كلماتهم، بعد أنِ اجتمعوا في هذا المهرجان تحت عنوان (قصائد عسجدية في ثامن خير البرية)، فأهلًا وسهلًا بكم في هذه الرحاب الطاهرة، وكُلُّ الشكر والتقدير لمن شرَّفنا بحضوره الكريم؛ لنستنشق عبير المودة والموالاة، وأنتم تنشدون قصائدكم في ثامن الحجج الإمام الرؤوف علي بن موسى الرضا عليه السلام، الإمام الذي افترض الله طاعته على الخلقِ أجمعين ..
الإمام الذي لم تزل آثاره وحكمه المباركة تملأ المؤلفات والموسوعات؛ في بيان ما يتعلق بعلوم الشريعة الإسلامية المقدسة، الذي كان مثالَ العلمِ والحلمِ، والفصاحةِ والسماحةِ، ومكارمِ الأخلاقِ.
السادة الحضور الكرام ..
إنَّ من أهم غاياتنا في هذا المهرجان المبارك هو توظيف الشعر العربي في تعريف الناس بأهل البيت (عليهم السلام)؛ امتثالًا لوصية الإمام الرضا (عليه السلام) بقوله مخاطبًا أحد اصحابه: ((رحِمَ اللهُ عبدًا أحيا أمرنا. فقيل له: فكيف يُحيي أمرَكُم؟ قال: يتعلَّمُ علومَنا ويُعلـِّمُها الناسَ، فإنّ الناسَ لو عَلِموا محاسِنَ كلامِنا لاتَّبَعونا) .. لذلك كان لا بد من تسليط الضوء على شخصية المباركة، التي كان امتدادُهَا نابعًا من أهل بيت النبوة وموضع الرسالة، ومن معدِنِ العلم والحكمة، من جده خاتم النبيين والمرسلين، محمد المصطفى الأمين (صلى الله عليه وآله وسلم) فسلام على بقعة أنت فيها تشع بأنوارك على زائريك، في مشهد يأتيك محبوك من كُلِّ فجٍّ عميقٍ .
بتوفيق من الله تعالى أقيم في الأسبوع الماضي مؤتمَرُنا العلميُّ الدُوَليُّ السنويُّ الثاني عشر بعنوان (الإمام الرضا عليه السلام.. منهج نبوة .. وعمق إمامة.. وشمس هداية) حيث شارك سبعون باحثًا من العراق وخارجه ببحوثهم العلمية، وتزامن معه إقامة معرض للكتاب الدولي التاسع بمشاركة دور نشر محلية ودولية، فضلا عن مشاركة العتبات المقدسة .. ليكون مسك الختام بإقامة هذا المهرجان المبارك، بعد أنْ جادت قرائِحُكُم بمختلفِ المشاعر والأحاسيس المفعمة بحب محمد وآل محمد.
ختاما نتوجه بالشكر الجزيل والثناء الجميل إلى اللجنة المنظمة للمهرجان الشعري الدُّوَلي التاسع التي تسلَّمت ثمانٍ وستين قصيدة .. قُبِلَت منها تسع عشرة قصيدة بعد عرضها على لجنة علمية مختصة .. كما نشكرُ اللجنةَ التحضيرية للمؤتمر العلمي السنوي الدولي الثاني عشر، ولجنةَ معرض الكتاب الدولي التاسع .. وجميعَ اللجان الفرعية الأخرى .. والشكر موصول إلى الشعراء المشاركين في التعريف بآل محمد وبيان فضلهم ومقامهم في نفوس المسلمين، وللضيوفِ الكرامِ الذي شَرَّفوا بحضورهم هذا المهرجان .. وشكرًا جزيلًا لكُلِّ العاملين من داخل العتبة وخارجها لإنجاح هذه النشاطات الأدبية والفكرية والمعرفية، لإتاحة فسحةٍ من البرامج الإبداعية والإضافات الثقافية وتقبل الله منهم بأحسن قبوله ..
ولا ننسى ونحن في هذه الرحاب الطاهرة أهَلَنا في فلسطين المحتلة، فلسطين البطولة والإباء، فلسطين الجهاد عن المقدسات ضد الكيان الصهيوني المحتل، فلسطين التي تتعرض اليوم إلى هجمة وحشية من قبل ذلك الكيان، والذي وصفه بيان مكتب المرجع الديني الأعلى سماحة السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله) في بيانه الأخير قبل أسبوع تقريبًا بقوله: ((وكأنَّه –أي الكيان الصهيوني- يريد بذلك الانتقام منهم، وتعويض خسارته المدوِّية، وفشله الكبير في المواجهات الأخيرة، ويجري هذا بمرأى ومسمع العالم كُلِّه، ولا رادع ولا مانع)) وندعو الله أنْ يكتب لهم النصرَ المؤزرَ وتثبيتَ الأقدام .. اللهم ارحم شهداءَنا، وشافِ جرحانا .. رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْرًا وَثَبِّتْ أَقْدَامَنَا وَانصُرْنَا عَلَى القَوْمِ الكَافِرِينَ.. إنك أنت السميع المجيب.. اللهم عجل لوليك الفرج والعافية، اللهم وانصره وانتصر به ..
والحمد لله أولًا وآخرا .. وصلواته وسلامه على رسوله وآله دائمَا أبدَا سرمدا .. والسلام عليكم جميعًا ورحمة الله وبركاته.