قدّم الأستاذ في كلية العلوم الإسلامية بجامعة كربلاء الدكتور حميد جاسم عبود الغرابي بحثًا بعنوان (توقيعات الناحية المقدسة فقهها ودلالاتها دراسة في المصطلح والسند). وألقى الغرابي بحثه في المؤتمر العلمي السابع الذي جاء بعنوان (الإمام المهدي-عجّل الله تعالى فرجه الشريف- العدالة الإلهية الموعودة)، وذلك ضمن فعاليات أسبوع الإمامة الدولي الأول، الذي تقيمه الأمانة العامة للعتبة العباسية المقدسة وتشرف عليه جمعية العميد العلمية والفكرية. ويُقام أسبوع الإمامة الدولي الأول تحت شعار (النبوة والإمامة صنوان لا يفترقان) وبعنوان (الإمامة نظام الأمّة). وبيّن الباحث أنّ استعمال مصطلح (التوقيعات) التي هي من وظائف الإمامة التي قام بها الإمام الحجة (عجل الله تعالى فرجه الشريف) بدأ في عصر الإمام الكاظم (عليه السلام)، وفي عصر الغيبة الصغرى كانت الرسائل تتبادل بين الشيعة والإمام المهدي عن طريق النواب الأربعة، ويمكن وصفها بمنظومة اتصال وتواصل بين الإمام ونوابه، وبين شيعته وقد اخذت أشكالًا متعدّدة فمنها التوقيعات الشفوية، والسريعة، والاستباقية، وتضمنت محاور مختلفة منها العقدية، والفقهية والأصولية والرجالية والاجتماعية، ومحاور متفرقة. وأوضح الباحث أنّه تم إحصاء هذه التوقيعات الواردة في المصادر الروائية بحوالي (100) توقيع، وبحث العلماء حجية هذه التوقيعات لاستنباط الاحكام الشرعية منها، فمنهم من اعتبرها ومنهم من قال أنّ حال التوقيعات من جهة الأخذ والرد حال بقية الروايات الشريفة الواردة عن أئمة الهدى فهي تخضع للميزان العلمي في توثيق رواتها وتضعيفهم أو الوثوق بصدورها، فإن أتصف التوقيع بشرائط الحجية أخذ به وعمل بمقتضاه وإلا فلا.
وسلّط الغرابي الضوء في بحثه على أهمية هذه التوقيعات وفقهها ودلالتها وصحة أسانيدها انتظم البحث بمقدمة وثلاثة مباحث تضمنت المقدمة التعريف بمصطلحي التوقيعات، والناحية المقدسة وتاريخها، وتضمن المبحث الأول: أصناف هذه التوقيعات ومضامينها، وتضمن المبحث الثاني: المصادر الروائية التي نقلت هذه التوقيعات وبيان طرقها وأسانيدها، والمبحث الثالث: بيان موقف العلماء من اعتبارها وحجيتها وإمكان الاستناد اليها واستنباط الأحكام منها فضلًا عن بعض التطبيقات، ثمّ الخاتمة وتحديد النتائج ومسرد لمصادر البحث ومراجعه.