أقام قسمُ الشؤون الفكرية والثقافيّة في العتبة العبّاسية المقدسة، ندوةً علميّةً حول المستشرق الإيطاليّ ماسيمو كامبانيني، قراءة في كتابه "محمد(صلّى الله عليه وآله) رسول الإسلام ورسالته أنموذجاً". وأُقيمت الندوة ضمن فعّاليات مُلتقى السيرة الذي تُقيمه دار الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) التابعة للقسم، صباح اليوم السبت على قاعة الإمام الحسن(عليه السلام) في العتبة المقدّسة، وحاضر فيها أستاذُ الدراسات العربية والإسلاميّة في جامعة سيينا الإيطالية الدكتور عقيل محمد المرعي. وقال رئيس الدار الدكتور عادل نذير، إن "الدار دأبت في مُلتقى السيرة على استقطاب مجموعة من الأكاديميّين وفضلاء الحوزة، لتسليط الضوء على السيرة النبوية وإعادة قراءتها، على وفق متطلّبات المرحلة الإنسانية الحضاريّة الراهنة". وأضاف، أن "السيرة النبويّة متجدّدة بلحاظ الزاوية الفكرية التي يُمكن من خلالها النظر إلى تلك السيرة، ولأنّ النبي(صلّى الله عليه وآله) نريد له أن تكون سيرته متجدّدة، فإنّنا مع كلّ مرحلةٍ حضاريّة ندعو المهتمّين بالسيرة النبويّة إلى إعادة قراءتها، وبِلا شكٍّ أنّهم ينقسمون حسبَ خزينهم الثقافيّ ومنهجهم العلميّ والبحثيّ". وأوضح "نحن نستمع إلى واحدةٍ من الطرائق الاستشراقيّة في قراءة السيرة النبويّة، والطرائق الاستشراقية تنقسم على نفسها في المدرسة الأوربية التي تنقسم إلى الفرنسية والألمانية والإيطالية، لذلك هذه الندوة تسدّ ثغرةً علميّة وفكريّة في الالتفات إلى قراءة المستشرقين، لا سيّما على مستوى الدراسة الإيطالية في مراقبة السيرة النبويّة، والوقوف على بعض الإشكاليّات والمحاور التي يمكن أن تعزّز الزخم الثقافي والفكري المتعلّق بسيرة النبيّ الأكرم(صلّى الله عليه وآله)". وأشار نذير، إلى أن "قيمة المعلومة التي تحدّث بها الدكتور عقيل المرعي، والنشاطات التي تقيمها الدار، هي جزءٌ من نشرها وأهمّيته وآليّته يقع على الإعلام، ولا سيّما القنوات الفضائيّة ومواقع التواصل الاجتماعيّ والقنوات البحثيّة". ولفت إلى أنه "أُجريت استضافة عددٍ من الأكاديميّين من مختلف الجامعات في هذه المحاضرة، ليستمعوا إلى حديث شخصٍ عاصرَ المستشرقين لمدّة 30 عاماً، لحدّ اكتسابه الجنسية الإيطاليّة، وفضلاً عن كونه من أصولٍ عربيّة استطاع أن يبني تاريخه العلميّ والفكريّ تحت مظلّة الاستشراق، لذلك فإنّ المحاضرة تأتي من قيمة المحاضِر الواعي للاستشراق بوصفه حركةً فكريّةً وثقافيّة، والحوار معه يشكّل إضافةً ويسدّ ثغرةً على مستوى البحث العلميّ أو الأكاديميّ، أو التوجّه البحثيّ والفكريّ في العتبة العبّاسية المقدّسة".
من جهته قال أستاذ الدراسات العربية والإسلامية الدكتور عقيل المرعي، "تحدّثت خلال المحاضرة عن المستشرق الإيطالي (ماسيمو كامبانيني)، قراءة في كتابه، وتناولت الاستشراق الإيطالي بشكلٍ عام، ثمّ سلّطت الضوء على المستشرقين الذين كتبوا حول السيرة النبويّة، وكتابات البروفيسور (ماسيمو كامبانيني) حول ذلك وبالأخصّ كتابه، وبيّنت ما الذي قدّمه من جديد". وأضاف، أنّ "المحاضرة شهدت مداخلاتٍ ونقاشات مهمّة أثرت اللقاء والمحاضرة الأساسيّة، والحوار كان عميقاً ومثمراً بتبادل المعلومات"، موضّحاً أن "الحاضرين كان لديهم اطّلاع وتعمّق في موضع الاستشراق والسيرة النبويّة والاستشراق الألمانيّ".