نظّمت شعبة مدارس الكفيل الدينية النسوية في العتبة العباسية المقدسة، احتفالاً بمناسبة نيل مجموعةٍ من القارئات الإجازة برواية حفص عن عاصم. واستُهِلّ الاحتفال الذي أشرفت عليه مدرسة فاطمة بنت أسد(عليها السلام) القرآنية التابعة للشعبة، بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، تلتها قراءة سورة الفاتحة على أرواح شهداء العراق، وبعدها عُزف النشيد الوطنيّ وأنشودة العتبة المقدسة (لحن الإباء)، وحضر الاحتفال الأمينُ العام للعتبة العباسية المقدسة السيد مصطفى مرتضى آل ضياء الدين وعددٌ من مسؤولي العتبة المقدسة. وتضمّن الحفل فعاليات عديدة منها كلمة ألقاها رئيس المجمع العلمي للقرآن الكريم الدكتور مشتاق العلي، بيّن من خلالها أن التدبّر في القرآن الكريم هو الهدف الأسمى، وإن تلاوة القرآن الكريم هي مقدّمةٌ ذلك، وحثّ على دراسة العلوم والمعارف القرآنية التي أكّد عليها النبي وأهل بيته (صلوات الله عليهم). أعقبتها كلمة للشيخ المجيز علي الخفاجي أكّد فيها أن "حضور هذه الجلسات القرآنية، لعرض قراءة رواية حفص الكوفي عن شيخه عاصم بن أبي النجود الكوفي عن شيخه أبي عبد الرحمن السلمي عن أمير المؤمنين(عليه السلام)، يأتي لأهمّية هذه الرواية؛ لكونها الأكثر انتشاراً في العالم الإسلامي، والأيسر تطبيقاً وأداءً، والأقوى سنداً واعتباراً، وانسجاماً من الناحية الصوتية في تطبيق الأحكام". وأضاف أن "من الضروري توظيف الطاقات القرآنية في العمل القرآنيّ، خصوصاً لمن يحمل هذه التوثيقات، ويكون ذلك كلٌّ بحسب قدراته، كما أن حضور الجلسات القرآنية لنيل الإجازة يعدّ ثقافةً وليس إلزاماً، ولا يتوقّف عليه التعليم القرآني، إنّما الإجازة جهة توثيقٍ وتأييد للأهليّة والعلمية والعدالة". وبين الخفاجي أن "الإجازة ليست فقط في قراءة القرآن الكريم؛ إنّما هناك إجازة في القضاء والإفتاء وفي بعض الفنون، وأن لا يُتهاوَنَ في منح الإجازة على حساب النوع والنُّخب، وينبغي العمل بالأصول المعتبرة عند أهل الفن والاختصاص في منح هذه الإجازات، ومن الضروريّ توظيف الثقافة القرآنية في تربية المجتمع والارتقاء بأخلاقه وأفكاره". ومُنحت الإجازة للطالبات العشر الأوائل وهنَّ من مجموع مئة طالبة تقدَّمنَ للاختبار، وتمّ قبول عشر كمرحلةٍ أولى، كما أنَّ جلسات الإجازة تناولت قراءة القرآن كاملاً دون توظيف النغم، قراءةً بإتقان مع الوقوف عند تفردات حفص عن غيره من الرواة، ومع معرفة الوقوفات والابتداءات الصحيحة، ومعرفة خصوصية بعض المفردات القرآنية ذات البناء الصرفي أو معرفة خصوصية رسمها، كما تناولت الجلسات الدرايةَ بتفردات الراوي الثاني لعاصم شعبة بن عيّاش الكوفي". وضمن فقرات الحفل عرض فيلمٌ قصير عن مجريات برنامج الإجازة، ومشاركة لمجموعة من الفتيات الصغار لأداء أنشودةٍ قرآنية.
وقدّمت الطالبات الحاصلات على الإجازة الشكر والامتنان للعتبة العباسية المقدسة، لحرصها واهتمامها ورعايتها، وفي الختام تمّ تكريم الشيخ الخفاجي وتكريم ومنح الإجازات لطالبات الدورة.