بعد تغطيتنا لمشاريع
العتبة المستمرة منذ أكثر من ست سنوات والتي نفذتها كوادرها العراقية في قسم الشؤون
الهندسية والفنية ومؤخراً قسم المشاريع الهندسية والبالغة بالعشرات، ومشاريع كوادر
قسم الشؤون الفكرية والثقافية -بالنسبة للمشاريع العلمية والثقافية -.
تلك المشاريع منها
الكبير ومنها المتوسط، كإنشاء أكثر من 15 ورشة صناعية، بعضها في مجمع (السقاء1) الصناعي
والمخزني، ومشاريع بناء وتطوير وتأهيل العشرات من قاعات العتبة وغرفها لتكون البنية
التحتية لأقسامها المستحدثة جميعاً بعد 9/4/2003م، ومشروع ورشة تصنيع شبابيك الأضرحة
الشريفة، ومشروع بناء أواوين الطابق الثاني، ومشروعي تذهيب المنارتين وتذهيب أعمدة
الطارمة، ومشروع بناء موقع العتبة الأليكتروني، وخدمة البث المرئي المباشر، ومشاريع
إنشاء مراكز التأليف والتحقيق والنشر والتي ألفت العشرات من الاصدارات، منها الكتب
والكراسات وقصص الصغار، وأصدرت المجلات والجرائد، وانتجت الأفلام الوثاقية والوعظية،
ومشروع إحياء المكتبة ودار المخطوطات، وغير ذلك من المشاريع التي يضيق المقام بذكرها.
بعد تغطيتنا لتلك
المشاريع نسلط الضوء اليوم على أول مشروع تنفذه شركة أجنبية لصالح العتبة العباسية
المقدسة، والذي تنفذه بإشراف قسم المشاريع الهندسية فيها، والذي ينفذ في المشروع نفسه
جزءً كبيراً منه.
وللاطلاع على المشروع
كان للسيد نبيل نعمة الجابري الصحفي في جريدة صدى الروضتين في العتبة هذا التحقيق :-
في سعيها الجاد من
أجل النهوض بالتنمية الإستراتيجية الشاملة في مجالاتها وجوانبها المتعددة للإستفادة
من حالة الانتعاش الأمني والاقتصادي الذي يشهده البلد بصورة عامة، ومدينة كربلاء المقدسة
بصورة خاصة .. تتظافر الجهود الإدارية والفنية في العتبة العباسية المقدسة للنهوض بواقع
مشروعات التنمية والتي يأتي المجمع الصناعي والمخزني (السقاء 2 ) الواقع في منطقة الإبراهيمية
جنوب كربلاء، في مقدمتها، لما سيمثله المشروع من رفد حيوي بشقيه المخزني والمصنعي على
المستوى القريب والبعيد. العتبة العباسية المقدسة بكوادرها الإدارية والهندسية وبالتعاون
مع ديوان الوقف الشيعي كان لها أن تطلع عن كثب على مجمل الشركات وأعمالها عبر الزيارت
الأخيرة الى تركيا لاختيار الشركة التي ستنفذ المشروع من اجل الاستزادة من الخبرات
والتقنيات العمرانية والهندسية التي تمتلكها الشركات الأجنبية، فكان الأمر بإحالة المشروع
إلى شركة
detay yapi التركية.
وكان لموقع الكفيل
من خلال الصحفي السيد نبيل الجابري زيارة للمشروع من اجل تسليط الأضواء عليه بكل تمفصلاته
الآنية ومراحله المستقبلية، وسنلتقي أولا بالمهندس ضياء مجيد رئيس القسم المذكور ليوافينا
بدور القسم في المشروع:-
قامت كوادر العتبة
ممثلة بقسم المشاريع الهندسية في مشروع المجمع الصناعي والمخزني الجديد بأعمال تسوية
التربة وبناء السور الخارجي للمشروع وستقوم كذلك بأعمال إنشاء الشوارع الخاصة بالمشروع
والبنايات الخدمية فيه والخاصة بالإدارة والضيافة وتوابعها من المنشآت الصحية وغيرها،
فيما ستقوم الشركة التركية بأعمال إنشاء بنايات المجمع الصناعي والمخزني مبينا
إن استقدام الشركة التركية كان لإدخال الخبرة الأجنبية إلى البلاد وتشجيع المستثمرين
الأجانب للدخول إلى العراق. فيما التقينا بعد ذلك بالأستاذ مصطفى خالد علي، عن
الشركة المنفذة، ليحدثنا عن بداية التعاقد مع الشركة من قبل العتبة العباسية المقدسة
قائلا:
في موعد سابق كان
للجان الإدارية والفنية والهندسية مع ديوان الوقف الشيعي أن تزور جمهورية تركيا من
أجل إحالة المشروع على شركة من الشركات المتقدمة وكانت شركتنا هي إحدى الشركات، وبعد
الإطلاع على المشاريع التي قمنا بتنفيذها والإطلاع أيضا على أعمال الشركات الأخرى دخلنا
منافسة وقدمنا عرضنا التجاري وبعد تحليل العروض وفقنا بالتعاقد مع العتبة العباسية
المقدسة في مشروع (السقاء 2) الواقع في منطقة الإبراهيمية، وهو شرف كبير لنا بتعاملنا
مع هذه الجهة المقدسة من أجل خدمة هذه المدينة المشرفة وأهاليها.
وفيما يتعلق بوصف
المشروع تحدث لنا الأستاذ مصطفى قائلاً:
مشروع مخازن العتبة
العباسية المقدسة يتكون من مرحلتين الأولى هي ما نحن نعمل به حالياً والمتمثلة بإنشاء
مخازن عملاقة تعمل بنظام مخزني متطور على مساحة 5000 متر مربع تعتمد نظام الطبقات المخزنية
لاستغلال أكبر مساحة ممكنة من الأرض وتوفير أكبر مساحة من الخزن، بإرتفاع 10 أمتار
وبثلاث طبقات، أما المرحلة الثانية فستمثل مرحلة بناء مصانع تخدم الجانب الصناعي العائد
للعتبة العباسية المقدسة، ونحن الآن نعمل على تقديم كل المخططات الهندسية والمعمارية
إلى إدارة العتبة والجهات الهندسية المختصة، فيما لو تمت المصادقة عليها، ونحن ما زلنا
في قيد الإجراءات الهندسية لمتابعة هذا الموضوع.
أما عن مجمل الأعمال
الهندسية للمشروع حدثنا مصطفى عن الشركة المنفذة قائلاً: بعد أن أتممنا العمل على الإجراءات
الإدارية انتقلنا الى الواقع العملي وبدأنا العمل الفعلي بتاريخ 20/8/2009 في المشروع
الذي يمتد بسقف زمني قدره ستة أشهر من تأريخ البدء بالأعمال، بدأنا بتحضير المكان وأعمال
تهيئة التربة والمتضمنة أعمال استبدال التربة ودفنها بالحصى الناعم (السبيس) والخشن
(الجلمود)، مع الحدل والأعمال الأخرى بمساحة 200 متر مربع، وتسليح الأرضية وصبها بنسبة
أنجاز 100% حسب تقارير اللجنة المشرفة على المشروع من قبل العتبة العباسية المقدسة،
متمثلة بقسم المشاريع الهندسية فيها، واليوم بعد مرور شهرين تقريباً من عمر المشروع
نحن نقوم بصب الأعمدة الخرسانية التي تمثل الجانب الأهم والأطول عمراً منه بارتفاع
10 أمتار وفق المواصفات المطلوبة، نحن نستعمل كل التقنيات الحديثة ونعتمد على كوادر
شركتنا التي قدمت من تركيا من مهندسين وعمال وفنيين وإداريين وخدميين، نعتمد على المواد
المستورة إبتداءاً من الاسمنت والحديد والقوالب والأجهزة الكهربائية والعدد والمكننة
والآليات من اجل تقديم أحدث الأساليب والتقنيات في العمل الموجودة في السوق العالمية،
وإن شاء الله نحن عازمون على إكمال المشروع قبل المدة المقررة إذا ما سار العمل، بهذه
الوتيرة وهذا التعاون المبذول من قبل الاخوة في العتبة المقدسة.
العمل بعد قطع مراحل
متقدمة في مجال صب الأسس والأعمدة الخرسانية سيكون بعدها الانتقال الى الأمور التكميلية
للأعمال الهندسية والعمرانية والتي حدثنا عنها مصطفى قائلاً:
بعد الانتهاء من
المرحلة الأهم والمتمثلة ببناء الهيكل الخرساني للمخازن، سيتم الانتقالة الى مرحلة
أخرى من الأعمال الهندسية والعمرانية حيث سنقوم بتغطية الهيكل بألواح البناء المبطنة(sandwish panel) لما تتيحه هذه المادة من عزل حراري ومقاومة
لظروف البيئة المعروفة في العراق، وسيكون لنا أن نقوم بنصب نظام إنارة متطور ومتقدم
جداً، مع نظام مراقبة بواسطة الكاميرات، مع نظام تهوية متطور جدا، ثم الانتقال الى
مرحلة الأرضية الخاصة بالمخزن والتي ستكون من الأرضيات الجميلة والمستعملة في المخازن
العالمية من مادة الايبوكسي القوية التي ستتحمل مرور العجلات والمركبات بشكل انسيابي،
أيضاً يقع على عاتق الشركة العمل على ترفيف المخزن حسب المواصفات المخزنية العالمية،
ليتيح ويساعد في عملية الجرد السريع، حيث سيكون لمن يعمل داخل هذا المخزن أن يتلمس
التسهيل الذي سيكون في عمليات الجرد والحساب الخاصة بالمخزن.
كما وكان لنا أن
نستعلم عن الشق الثاني من مشروع مخازن العتبة العباسية المقدسة والمتمثل في مرحلة المصانع
التي ستقام في الايام القابلة وقد حدثنا عنها مصطفى قائلاً:
كما تعودنا على التميز
في المشاريع من قبل العتبة العباسية المقدسة، خصوصاً في المجال الصناعي، سيكون لنا
بعد الانتهاء من مشروع المخازن الانتقال الى المرحلة الثانية، والمتمثلة ببناء مصانع
تتناسب والمشروعات المصنعية التي تم التعاقد معها من قبل العتبة العباسية المقدسة،
في محاولة من اجل الاكتفاء الذاتي لما موجود محلياً، واعتقد أن الجهود الخيرة من قبل
السادة المسؤولين عن العتبة قد أثمرت في إختيار المصانع، وسيكون لنا أن نبدأ في بناء
أول المصانع، فمخططاتنا الهندسية والعمرانية قمنا بتقديمها بأدق التفاصيل الى القسم
الهندسي في العتبة المقدسة، وهم الآن يقدمون لنا الاستشارات الهندسية والفنية وجميع
الأمور التي نجهلها، كطبيعة المنطقة التضاريسية وطريقة البناء إضافة الى مناقشة الأمور
التفصيلية من اجل الارتقاء بالمشروع نحو الأفضل.
وللإلمام بطبيعة
المشروع عن كثب كان لموقع الكفيل أن تلتقي الحاج ميثم الزيدي عضو مجلس الإدارة في العتبة
العباسية المقدسة ليحدثنا عن الغاية التي سيوفرها هذا المشروع قائلاً:
المشروع بالأساس
ذي شقين، الأول خاص بالمصانع، وقد أرجئ العمل به كون العمل بالتصاميم الهندسية يجب
ان يتناسب مع طبيعة ونوعية المصانع التي ستمثله، فارتأينا ان نبدأ بمشروع المخازن الذي
هو عبارة عن مشروع سيوفر طاقة تخزينية هائلة على مساحة 5000 متر مربع، تخدم العتبة
العباسية المقدسة في خزن المواد التي ترد إليها من بضائع ومنتجات غذائية ومواد كهربائية
وغيرها من الأمور التي تحتاجها العتبة المقدسة، وفق نظام مخزني عالمي متطور قلما نجد
مثيله في العراق والمنطقة، يعتمد على أسلوب تخزين منظم يحافظ على السلع والبضائع ويعتمد
على نظام التصنيف والتوزيع الإداري وفق رؤية تخزينية عالمية.
وعن مجريات الأعمال
ورأي العتبة العباسية المقدسة بسير الأعمال التي تقام على المشروع من قبل شركة detay yapi التركية قال:
بعد ان ذهبنا برفقة
وفد من ديوان الوقف الشيعي للاطلاع على واقع الشركات التي سيتم التعاقد معها لتنفيذ
هذا المشروع، تم اختيار الأكفأ من هذه الشركات نظراً لما رأيناه من الأعمال التي قامت
بها هذه الشركة، حسب توجيهات الأمين العام للعتبة العباسية المقدسة سماحة السيد احمد
الصافي (دام عزه) من أجل التميز في كل الأمور التي من شانها أن ترتقي بعمل العتبة،
من أجل توفير خدمة لأهالي هذه المدينة المقدسة، وفعلاً بعد أن بدأ العمل كانت مجمل
التقارير التي ترفع لنا من قبل قسم الشؤون الهندسية في العتبة العباسية المقدسة، وتقارير
العمل الخاصة بالمهندس المقيم في المشروع، تشير إلى تقدم ملحوظ من الناحيتين العمرانية
والفنية والعمل، يجري حسب ما متفق عليه لحد الآن ونحن نقدم للشركة كل التسهيلات التي
من شأنها أن تتقدم بالعمل الى ما نطمح.