أشرقت الدنيا بفاتح الخير بالوحي والتنزيل، هادي الأمة ومنقذها من الظلمات إلى النور النبي أبو القاسم محمد، وصادق بيت الوحي ولسان الحق الناطق الإمام جعفر بن محمد الصادق "صلوات الله عليهم" واحتفاءً بهاتين المناسبتين المباركتين، أقامت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة  وبرعاية كريمة من قبل خادم الإمامين الكاظمين الجوادين الدكتور حيدر حسن الشمّري حفلها المركزيّ البهيج ضمن فعاليات أسبوع الولادة الرابع الذي انطلق تحت شعار(على صراط أحمد)، بحضور وفود العتبات المقدسة، وعددٍ من الشخصيات الدينية والحكومية والاجتماعية، وجمع غفير من زائري الإمامين الكاظمين الجوادين "عليهما السلام".
استهل الحفل بتلاوة آيات من الذكر الحكيم شنف بها قارئ العتبة المقدسة الخادم باقر أحمد أسماع الحاضرين، أعقبتها كلمة الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة وألقاها نائب أمنيها العام المهندس سعد محمد حسن جاء فيها قائلاً: (إن إحياء هذه الذكرى العظيمة هي إحياء لكافة المنظومات الأخلاقية و الاجتماعية والثقافية والدينية التي يرتبط بها أبناء البشر بشكل عام وأبناء المجتمعات الإسلامية بشكل خاص وهي فرصة عظيمة يذكر بعضنا البعض للحفاظ عل مفاهيم التسامح والاعتدال والانطلاق بركب الحياة الإنسانية وفق مبدأ التوافق والانسجام والتقريب والتعايش السلمي بين الفرق الإسلامية والأديان الأخرى واحترام مبادئ العدل والإنصاف  والأهم من ذلك هو تعزيز الوعي للتصدي لكل أشكال العنف والتطرف والكراهية والتحريض الطائفي .
وللعام الرابع ولله الحمد تقوم الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة بإقامة مهرجان أسبوع ربيع الولادة تبدأ في الثاني عشر من شهر ربيع الأول وتنتهي في السابع عشر منه تكرس فعالياتها ونشاطاتها لبيان أهمية توحيد الكلمة والعمل على المشتركات بين الطوائف واستثمار سيرة النبي الأكرم باعتباره المعلم الأول والقدوة الحسنة الملهمة لهذه الأمة مصداقا للآية الكريمة ((لقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا )) .
وأضاف: ونحن نعيش هذه الأفراح وتزامنا مع هذه الاحتفالية تقوم جميع العتبات المقدسة برفع راية محمد رسول الله "صلى الله عليه وآله وسلم" وفي وقت واحد تعبيرا وتبيانا بان هذه الراية تعني الوطن وتعني السلام وتعني هوية الرسالة المحمدية الإسلامية والإنسانية، وسيتشرف مجموعة من الخدم في شعبة النظافة برفع هذه الراية المباركة على هذه السارية إكراماً من النبي الخاتم لهم وهو القائل عندما صادفه أحد الكسبة ويده عليها آثار العمل فأخذها ليقبلها وهو يقول له هذه اليد يحبها الله ورسوله، فهنيئاً لكم هذه الخدمة في حضرة أحفاد النبي موسى والجواد "عليهما السلام" وخدمة زوارهما).
وتخلل الحفل مراسم رفع الراية المحمدية المباركة المهداة من العتبة الحسينية المقدسة والتي طرزت بعبارة (محمد رسول الله) لترفع على سارية العتبة الكاظمية المقدسة تزامناً مع رفعها في العتبات المقدسة والمزارات الشريفة.
ثم كان لشاعر أهل البيت الخادم مرتضى الحسني قصيدة بهذه المناسبة بعنوان: (على شاطئ المصطفى) مطلعها:
محمدٌ مذ همست بأذنِ قلبي *** بَصُرتُ خُطَاك في عتم الشتاتِ
قرأتُ الله في سناكَ حُباً *** وخُلقاً لاحَ في أبهى الصفاتِ
سَمعتُ بصمتِكَ القرآن وحياً *** إلى الأرواحِ يجري كالفراتِ
بعدها استمع الحضور إلى أوبريت (لغةٌ من ذهب) كلمات الخادم كرار الكاظمي وأوبريت (محمد رسول الله) كلمات الخادم السيد نبيل أبو العيس وألحان الخادم مصطفى الكناني، وأداء فرقة إنشاد الجوادين مع نخبة من المنشدين بمشاركة مدرسة الرادود الحُسيني والذي زاد عددهم (160) منشداً وتم تسجيلها في استوديوهات إذاعة الجوادين، بعدها تألق الرادود حيدر الكاظمي، والخادم كرار الكاظمي بروائع الكلمات والأهازيج معبّرين عن الولاء المُطلق لصاحبي الذكرى "عليهما السلام"، ليختتم الحفل البهيج بتكريم نخبة من الخدم المتميزين وذلك لما قدّموه من جهود قيّمة في أداء واجبهم الوظيفي والخدمي، في الوقت ذاته جعلت الأمانة العامة للعتبة الكاظمية المقدسة من هذه المبادرة المباركة حافزاً للغير بالجدّ والمثابرة ومواصلة العطاء للحاق بركب المتميّزين.