كشف ممثل المرجعية الدينية العليا، والمتولي الشرعي للعتبة الحسينية المقدسة، الشيخ عبد المهدي الكربلائي، عن اسباب ودواعي اقامة مهرجان تراتيل سجادية وللعام الثامن على التوالي، جاء ذلك خلال كلمة له في حفل الافتتاح الذي أقيم في الصحن الحسيني الشريف والذي شهد حضورا فاعلا محليا ودوليا.
وقال الشيخ الكربلائي في كلمته "ان إقامة هكذا مهرجان يهتم بتراث الإمام السجاد (عليه السلام)، ودعائه في الصحيفة السجادية وللعام الثامن على التوالي، جاء لعدة أسباب أولها غفلة الكثير من الشرائح المجتمعية عن ما يوجد في الصحيفة السجادية من كنوز معرفية، وروحية، وتربوية، والتي يحتاجها الكثير من شرائح المجتمع في ظل التحديات الفكرية والاجتماعية، الى جانب إعطاء الفرصة الكافية للباحثين، والمحققين، للاهتمام بالصحيفة السجادية، والعناية بما تحمله من نهج، ومعرفة، وأحياء للقلوب، وتهذيب للنفوس، ونتاج ذلك يساهم بتوفير مكتبة معرفية لأتباع أهل البيت (عليهم السلام) بل للمسلمين عامة، ورصيداً علمياً يمكن أن يعزز القيمة الدينية، والتربوية لهذه الصحيفة لدى المفكرين والمثقفين".
وأوضح أن "التحديات التي عاشها المجتمع الإسلامي بسبب المخاطر الاجتماعية، والأخلاقية، ومنها انفتاح الثقافات المتنوعة على المسلمين، والاعراف التشريعية، والاوضاع الاجتماعية التي لا تتناسب مع الأصالة الفكرية للمجتمع الإسلامي، حيث استطاع الإمام السجاد (عليه السلام) بما أوقعه في هذه الصحيفة من البلاغة وقوالب فكرية للفكر الإسلامي الأصيل، وكان (عليه السلام) يحافظ على صلة العبودية بين المسلم وخالقه، وإن هذه التحديات هي بعينها التي نعيشها في وقتنا الحاضر ومنها التحديات الأخلاقية والإنسانية والإجتماعية، ولذلك ازدادت في جذب المجتمع نحو اتخاذ الصحيفة السجادية منهجاً مجتمعيا، وفكرياً وعقائديا، فضلاً عن أنها منهجاً دعائيا".
وأضاف أن "من مزايا الصحيفة السجادية انها تجمع بين المعارف الدينية، والاستقامة الإلهية وفضائل اهل البيت (عليهما السلام) إضافة إلى مكارم الاخلاق بكل فروعها الدقيقة، وبين الجذب الروحي لمضامينها من خلال هذه المعارف".
وأوضح "أن الصحيفة السجادية التي انتهج الإمام فيها التربية الأخلاقية والإنسانية والاجتماعية أسلوبا من أعماق النفس لتكشف جميع العيوب للنفس البشرية والإنسانية".
وتابع "في الختام أكرر شكري وتقديري إلى الاخوة المؤسسين لهذا المهرجان والقائمين على تنظيمه طيلة السنوات الماضية، وشكر خاص إلى الذين تشرفوا بالحضور من الباحثين والمحققين الذين ساهموا ببحوثهم، ومؤلفاتهم القيمة".