ندب خدّامُ مرقد أبي الفضل العبّاس(عليه السلام) مصابَ أبيه أمير المؤمنين(عليه السلام)، في ذكرى شهادته التي نعيش مأساتها هذه الأيّام، وذلك من خلال إقامة مجلسٍ للعزاء عُقِد في قاعة تشريفات العتبة العبّاسية المقدّسة، ويستمرّ لثلاثة أيّام بدءاً من يوم الجرح لغاية يوم الشهادة.

المجلسُ العزائيّ يُقام صباح كلّ يومٍ، ويحضره عددٌ من خدّام المرقد الطاهر لأبي الفضل العبّاس(عليه السلام)، وجمعٌ من الزائرين الذين توافدوا لتقديم العزاء إلى شبلَيْه (سلام الله عليهما)، مجدِّدِين الولاء الممتزج بروح الأسى على المصيبة التي حلّت بأهل البيت(عليهم السلام)، إذ أقدَمَ ابنُ ملجم اللعين على ضرب رأسه الشريف في محرابه المقدّس فجر يوم التاسع عشر من شهر رمضان المبارك سنة 40هـ.

المجلس يُستَهلّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، من ثمّ يعتلي منبر العزاء السيّد عدنان الموسويّ من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، وتتمحور محاضرته التي ستستمرّ طيلة أيّام العزاء الثلاثة حول هذه الشخصيّة العظيمة للإمام علي(عليه السلام)، وما قدّمه من تضحياتٍ في سبيل إعلاء كلمة الحقّ ونصرة الدين وتثبيت قواعده الرصينة، حتّى دفع في سبيل هذا الهدف حياته الشريفة، وكذلك التطرّق إلى بعض مناقبه وفضائله (عليه السلام).

ويُختتَمُ المجلسُ بمرثيّةٍ عزائيّة تبيّن هول هذه المصيبة العظيمة التي أحزنت قلب الرسول الأكرم محمد(صلّى الله عليه وآله)، وأقرحت عيون أئمّة أهل البيت(عليهم السلام) ومحبّيهم، فلم تبرد حرارة جرحه في قلوبهم حتّى هذا اليوم.

يُذكر أنّ هذا المجلس يندرج ضمن البرنامج العزائيّ الذي أعدّته العتبةُ العبّاسية المقدّسة، الخاصّ بإحياء ذكرى شهادة مولى الموحّدين وأمير المؤمنين وسيّد البلغاء والمتكلّمين ووصيّ سيّد الأنبياء والمرسلين الإمام علي بن أبي طالب(عليه السلام)، واستذكار هذ المصيبة التي حلّت بالأمّة الإسلاميّة في مثل هذه الأيّام من سنة أربعين للهجرة النبويّة الشريفة.