عُقِد في قاعة تشريفات العتبة العبّاسية المقدّسة صباح هذا اليوم الأحد، مجلسٌ عزائيّ لإحياء ذكرى شهادة النّور السابع من الأنوار المحمّدية الإمام الكاظم(عليه السلام)، وبحضور جمعٍ كبير من منتسبيها وعددٍ من الزائرين.

وقد تضمّن المجلسُ الذي استُهِلَّ بتلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم، محاضرةً للشيخ محمد الكريطي من قسم الشؤون الدينيّة في العتبة العبّاسية المقدّسة، استعرض فيها جوانب ومحطّاتٍ عديدة من حياة الإمام الكاظم(صلوات الله عليه وسلامه) وسيرته التي تشعّ بالنور والخير، وتحمل العطاء السمح، والتوجيه المشرق للأمّة، والتي امتازت بجميع أبعادها بالصلابة في الحقّ والصمود أمام الأحداث، وبالسلوك النيّر الذي لم يؤثّر فيه أيّ انحرافٍ أو التواء، وإنّما كان متّسماً بالتوازن ومنسجماً مع سيرة الرسول الأعظم(صلّى الله عليه وآله) وهديه واتّجاهه.

إضافةً إلى أمورٍ أُخَر منها علمُه وصبرُه، كما استعرض قبساتٍ من الدروس والعِبَر والتّضحيات الجليلة التي قدّمها الإمام (عليه السلام) لهذه الأمّة، من ثمّ عرّج على الظلامة التي مرّ بها الإمام (عليه السلام) في سجون الظالمين.

ليُختتم المجلسُ بقراءة مرثيّاتٍ عزائيّة جسّدت بكلمات أبياتها الحزينة هذه الفاجعة الأليمة، التي تُعدّ من الأحداث الخطيرة التي مُني بها العالمُ الإسلاميّ في ذلك العصر، فقد اهتزّت لهولها جميعُ أرجائه وارتفعت الصيحةُ من بيوت الهاشميّين وغيرهم، وهرعت الناس نحو جثمان الإمام وجسده الطاهر على جسر الرصافة، وهم ما بين واجمٍ ونائحٍ على فقد الراحل العظيم الذي كان ملاذاً ومفزعاً لجميع المسلمين.