اختتم وفدُ العتبتَيْن المقدّستَيْن الحسينيّة والعبّاسية جولته التي أجراها واستمرّت ليومَيْن، وكانت بمحورَيْن الأوّل تقديم واجب التعزية والمواساة لعوائل وذوي الشهداء، الذين طالتهم يدُ الإرهاب عبر التفجير الانتحاريّ المزدوج في ساحة الطيران في العاصمة بغداد، يوم الخميس الفائت (7 جمادى الآخرة 1442هـ) الموافق لـ(21 كانون الثاني 2021م)، والثاني تفقّد جرحى التفجير الراقدين في مستشفى الكندي.
وبحسب ما بيّنه الشيخ عادل الوكيل ممثّلُ العتبة العبّاسية المقدّسة ومعاونُ رئيس قسم الشؤون الدينيّة فيها، لشبكة الكفيل قائلاً: "إنّ العتبتَيْن المقدّستَيْن وبناءً على توجيهات متولّيَيْها الشرعيَّيْن قد شكّلتا وفداً موحّداً ضمّ عدداً من مسؤوليها ومنتسبيها، حاملين تعازيهما وتعازي خَدَمة المرقدَيْن الطاهرَيْن إضافةً إلى دعواتهم الخالصة للجرحى بالشفاء العاجل، وهذه ليست المرّة الأولى بل أنّ العتبتَيْن المطهّرتين حاضرتان وسبّاقتان للمشاركة والحضور في مثل هكذا مواقف، فهما جزءٌ لا يتجزّأ من المجتمع وإنّ المصائب حين تمرّ على أيّ عائلةٍ عراقيّة تعتبر مصيبة الجميع".
وأضاف: "جولتنا في مرحلتها الأولى شملت تقديم المواساة لذوي الشهداء في العاصمة بغداد بجانبيها الكرخ والرصافة، وفي مرحلتها الثانية تفقّدنا أحوال الجرحى ووضعهم الصحّي والاطمئنان عليهم والدعاء لهم بالشفاء العاجل، وقد تمّ تقديم إعانةٍ لذوي الشهداء المنكوبين بفقدهم لأعزّتهم وفلذّات أكبادهم وكذلك للجرحى تخفيفاً لآلامهم ومعاناتهم، وسط تعبيرٍ عن امتنانهم الكبير لمبادرة العتبتَيْن المقدّستَيْن الأبويّة بالوصول إليهم، ومواساتهم المعنويّة التي أسهمت كثيراً بالتخفيف من آلامهم ولوعتهم، ونستعدّ الآن للذهاب في جولةٍ أخرى لذوي الشهداء من خارج محافظة بغداد".
ذوو الشهداء والجرحى بدَوْرِهم ثمّنوا هذه الخطوة والمبادرة وقدّموا شكرهم لمَنْ حضَرَ وواساهم، معبّرين في الوقت نفسه عن عمق اعتزازهم بهذه الزيارة المباركة، محمّلين الوفد الزائر سلامهم وشكرهم للقائمين على العتبتَيْن المقدّستَيْن على هذه المبادرة والرعاية والالتفاتة الإنسانيّة الكريمة.
يُذكر أنّ مكتبَ المرجعيّة الدينيّة العُليا قد أصدرَ بياناً أدانَ فيه هذا التفجير، وقدّم تعازيه لذوي الشهداء ودعاءه للجرحى بالشفاء العاجل، ودعا الأجهزة الأمنيّة إلى تكثيف جهودها في سبيل المحافظة على الأمن، وإفشال خطط الأعداء المتربّصين بهذا الشعب المظلوم الذي يُعاني من جوانب شتّى.