تيمناً بيوم المباهلة المبارك، ذلك اليوم الذي أمسى نوره مشعاً ومتألقاً بين سلسلة أيام الرسالة المحمدية، وبرعاية مباركة من قبل السيد الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمّري، أقام قسم الشؤون الفكرية والإعلام/ دار القرآن الكريم مساء يوم الثلاثاء 25 ذي الحجة 1440 هـ، الموافق 27 آب 2019 حفل تخرج دورة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" القرآنية الصيفية التاسعة لتعليم القرآن الكريم وأحكامه، والعقائد والأخلاق وأصول الدين وفروعه، بحضور الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة وأعضاء مجلس الإدارة، وعدد من الأساتذة والمهتمين بالشأن القرآني وطلبة الدورة القرآنية.
استهل الحفل بتلاوة مباركة من الذكر الحكيم من قبل الطالب محمد عدنان أحمد، تلتها كلمة العتبة الكاظمية المقدسة ألقاها أمينها العام قائلاً: (من رحاب الإمامين الجوادين "عليهما السلام"، نرحب بفلذّات القلوب .. البراعم من أتباع ومحبي النبي محمد وآله الأطهار "عليهم السلام"، أن تخرّجكم من دورة الإمامين الجوادين "عليهما السلام" القرآنية الصيفية التاسعة، وعلى يدِ أساتذة كبار أكفاء هو فرصة كبيرة ربما لم تتح لغيركم من التشرّف والتخرّج من هذه البقعة المقدسة التي احتضنت جَسَدَين طاهرين لإمامين معصومين موسى بن جعفر الكاظم ومحمد بن علي الجواد "عليهما السلام"، بل وفرصة كبيرة أن تحظوا بهذه الدورة وأنتم تتلـون كتاب الله تعالى، وتتعلمون أحكامه، وتتفقهوا في دينكم وأخلاقيات إسلامكم.
وأضاف قائلاً: أحببت أن أنوه من هذا المنبر المبارك إلى وصايا المرجعية الدينية المباركة حيث حَبَانا الله عزّ وجلّ بالتشرّف وإخوتي من أعضاء مجلس الإدارة بزيارة المرجع الديني الكبير سماحة آية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني "دام ظله الوارف"، ولتقريب المشهد فهو أب الجميع، وبفتواه حفظ البلاد والعباد والمقدسات من شرور الأعداء وجعلكم تتنعمون بهذه الدورة، وننعم بالخدمة في هذه المراقد المقدسة، ومن وصاياه إلينا قائلاً:
أن نُحبّ بلدنا العراق والتنافس في خدمته،
أن نُحبّ بعضنا بعضاً، ونترك البغضاء والعِداء،
أن نستثمر أوقاتنا أفضل استثمار،
وأنتم أفضل ما استثمرتم أوقاتكم، ولا يسعنا إلا أن نتقّدم بالشكر والتقدير إلى جمع الأساتذة المشرفين على الدورة ولعوائلكم الكريمة، ونتمنى لكم دوام التوفيق والنجاح).
بعدها كانت كلمة لدار القرآن الكريم وألقاها السيد عبد الكريم قاسم جاء فيها: نحتفي بتخريج دفعة جديدة وثلة طيبة من أبنائنا الأعزاء من طلبة الدراسة الابتدائية والمتوسطة ومن كلا الجنسين في مواظبتهم على استكمال منهاج الدورة القرآنية الصيفية التاسعة، فينبغي هناك نتائج لهذه الجهود قد نحصل عليها من خلال تغيير سلوكياتنا وأخلاقنا وتعاملاتنا مع الآخرين، حيث أن واقعنا فيه الكثير من التحديات التي تهدد أخلاق المجتمع وسلوكياته، من خلال الاستخدام الخاطيء للتكنلوجيا الحديثة ومنها: (خدمة الانترنت، ومواقع التواصل الاجتماعي وغيرها)، التي بدأت وللأسف الشديد تؤثر سلباً على أبنائنا، وتأثر شبابنا بالثقافة المنحرفة، وترك تراثنا الإسلامي وحضارتنا التي نبعت من منهج الإسلام الصافي، فلا بد من التصدي لهذه الثقافات ونشر قيم الثقافة الإسلامية الحقيقة في المجتمع.
ثم تلتها كلمة أساتذة الدورة القرآنية، وألقاها نيابةً عنهم الأستاذ عبد الكريم الأنصاري بيّن خلالها: نحمد الله تعالى على هذا التوفيق ونتقدّم بالشكر والتقدير إلى الأمين العام للعتبة الكاظمية المقدسة الأستاذ الدكتور حيدر حسن الشمري، لرعايته السديدة لهذه الدورة والدورات الأخرى، والشكر موصول إلى عضو مجلس الإدارة الحاج جلال علي محمد وذلك للإشراف على الدورة ومتابعة منهاجها، وكذلك إلى خدام الإمامين الجوادين وملاكات دار القرآن الكريم.
كما أشار الأنصاري في كلمته إلى دور الأسرة مبيناً أنها الفصل الأول من فصول حياة الإنسان بعد ولادته، ولا يمكن ان يتحقق النجاح للأسرة إلا إذا تعاون كلّ من الأب والأم أو من يقوم مقامهما في تربية ورعاية الأولاد، وهنا من الطبيعي أن يتأثر المولود بأبويه في أخلاقه وسلوكه وتصرفاته وعاداته الحسنة والسيئة، لذلك فإن تربية الأولاد مَهمة عظيمة يجب على الأباء والأمهات أن يحسبوا لها حساباً ويعدوا العدّة للقيام بحقّها، سيما في زمن تجاذبت فيه أمواج، الفتن واشتدت فيه عواصف الضلال، فعلى الوالدين أن يقوما بتنفيذ المنهج التربوي الذي رسمه لهم الإسلام المحمدي الأصيل.
كما شهد الحفل فقرات عدّة منها مشاركة لفرقة إنشاد الجوادين، ومشاركة عدد من طلبة وطالبات الدورة القرانية بمجموعة من الأناشيد الدينية، واختتم الحفل بتوزيع الهدايا والشهادات التقديرية على أساتذة الدورة والطلبة المشاركين فيها.