كلّ عامٍ يتنامى الاحتفاءُ الحسينيّ بمهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الذي تقيمُهُ العتبتان المقدّستان الحسينيّة والعبّاسية في كربلاء المباركة، بمناسبة ذكرى ولادة الإمام الحسين(عليه السلام) والأنوار المحمديّة في شهر شعبان الخير، وفي هذا العام قدّمت النسخةُ الخامسة عشرة مزدهيةً بابتكاراتٍ وإضافاتٍ رائعة جسّدت الفكر المبدع المتنامي عبر كلّ فعاليةٍ من فعاليات الولاء والنصرة.
حيث انطلقت صباح هذا اليوم الأربعاء (4شعبان 1440هـ) الموافق لـ(10نيسان 2019م) الفعالياتُ والأنشطةُ النسويّة المنضوية ضمن فقرات منهاج مهرجان ربيع الشهادة الثقافيّ العالميّ الخامس عشر، المقام تحت شعار: (الإمامُ الحسين-عليه السلام- منارٌ للأُمم وإصلاحٌ للقِيَم).
انطلاقُ هذه الفعّاليات كان من قاعة خاتم الأنبياء(عليه وعلى آله الصلاة والسلام) في العتبة الحسينيّة المقدّسة، وبحضورٍ جماهيريّ نسويّ فضلاً عن العديد من الشخصيّات النسويّة الأكاديميّة والحوزويّة من داخل العراق وخارجه، وبعد تلاوة آياتٍ من الذكر الحكيم كانت هناك كلمةٌ ترحيبيّة للأمانتين العامّتين للعتبة الحسينيّة والعبّاسية المقدّستين بالوفود والضيوف، قدّمتها السيدة رفاه الحكيم مسؤولة معهد الاسرة المسلمةفي العتبة الحسينية المقدسة وبيّنت فيها: "إنّ للإمام الحسين(عليه السلام) منزلةً عظيمة في نفس رسول الله، حيث نستلهم من هذه الرواية الشريفة أنّ المحبّة والولاء لرسول الله(صلّى الله عليه وآله) يلزمها المحبّة للإمام الحسين(عليه السلام)، كونه نفسه وبضعته وجزءه، بل إنّ رسول الله(صلّى الله عليه وآله) قد أسّس لعزاء الإمام الحسين في مصابه بكربلاء، من جهة (حسينٌ منّي وأنا من حسين)، أي إنّني جزءٌ من رسالته وجزءٌ من مصابه وجزءٌ ممّا سيجري عليه، من ذلك نعلم أنّ مصاب الإمام الحسين(عليه السلام) في كربلاء هو مصابُ الإسلام، ورسالته جزءٌ من رسالة السماء، وهي امتدادٌ لرسالة رسول الله(صلّى الله عليه وآله)".
وتابعت السيدة الحكيم: "على ذلك الهدي وهذا التراث وهذا المنهج، كان سيّد الشهداء(عليه السلام) عنصر البعث لقيم الحريّة والإصلاح والمساحة الإنسانيّة، وهو بجزئيّاته من الرسول والرسالة يكون الوارث لثقل النبوّة، إن لم نقل النبوّات السماويّة كافّة، لذلك كان الإمامُ الحسين(عليه السلام) مناراً لجميع الأحرار في العالم، وأصبح الملهم لحركات الإصلاح ودعاة الحريّة، حيث المنهج الإنسانيّ القويم والرؤية الإصلاحيّة الشاملة، والتي لامس بها فطرة ومهجة وعقل شرائح واسعة من قادة الفكر وحركات التحرّر الإنسانيّ والاجتماعيّ، وأثّر في عناصر تكامل الرؤية عندها، بل كان دليلاً منهجيّاً عند بعضها، لذا فمن غير المستغرب أن نسمع على لسان العديد من المفكّرين والعلماء والأدباء وهي تصدح باسم الإمام الحسين(عليه السلام)".
وأردفت السيّدة رفاه الحكيم: "إنّ العتبات المقدّسة بإداراتها دائماً تحرص كلّ الحرص على أن تنتقل في إدارتها للأضرحة الطاهرة من المستوى المحلّيّ الطرح إلى رحاب الفضاء الثقافيّ العالميّ، وذلك من إيمانها بسعة فضاء قضيّة الإمام الحسين، وأنّ كربلاء إرثٌ حضاريّ إنسانيّ ضدّ الفئويّة والطبقيّة، لينطلق بعموم مساحة الإنسانيّة والمُثل والقيم النبيلة ضمن إطارٍ عمليّ وعقليّ واقعيّ".
واختتمت الكلمة: "إنّ العتبات المقدّسة من خلال رؤيتها العميقة تنطلق من عالميّة رسالة الإمام الحسين(عليه السلام)، لذلك فهي تهتمّ بجميع الأصعدة والمنتديات والمهرجانات للتعريف بقضيّة الإمام الحسين(عليه السلام) إلى مختلف بقاع الأرض، وقد جاء المهرجان هذا العام تحت شعار: (الإمام الحسين-عليه السلام- منارٌ للأُمم وإصلاحٌ للقيم)، ليُضيء درب جميع الساعين لنشر قضيّة الإمام الحسين(عليه السلام)".
أعقبت ذلك كلمةٌ للوفود العربيّة النسويّة المشاركة ألقتها بالنيابة عنهنّ الأستاذة أمّ كلثوم ياسر سبلاني/ لبنان، وبيّنت فيها: "أبدأ عباراتي بشوقٍ يرتجل الرحيل ويحثّ خطاه في المسير، يسبقه شوقُ العشق إلى هناك، يرافق الفرح، يسابق الريح، يصافح غبار الطريق بنشيد الخلود، يروي شرعيّة الحبّ والفوز بالجنّة وأنا معهم كنت أهفو، روحي تحلّق إلى هناك، ترنو لأرض الطفوف وتلملم خطوات الطريق، تقتفي أثر الدروب وتبحث عن خرائط النور وسط العتمة والظلام". لمتابعة باقي الكلمة
ews/index?id=8166>اضغط هنا.
وبعد كلمة الوفود العربيّة جاءت كلمةُ وفد الطائفة المسيحيّة التي ألقتها المصوّرة الإيطاليّة كلوديا بورجا، وجاء فيها: كان المبدأ التوجيهيّ لرحلتي مع الإمام الحسين هو البحث عن الحقيقة...، لمتابعة باقي الكلمة
ews/index?id=8167>اضغط هنا.
أمّا المحطّةُ الأخيرة فكانت للشعر العربيّ الفصيح مع الشاعرة أسمهان آل تراب من المملكة العربيّة السعوديّة، ومن داخل العراق د. إسراء الكرعاوي.
يُذكر أنّ هذه الفعّاليات وُضعت بأسلوبٍ ممنهج منهجيّةً مكمّلةً لفعاليّات أنشطة الرجال التي وُزّعت توزيعاً نوعيّاً طيلة أيّام انعقاد المهرجان.