إنّ ترجمة الحبّ والتعلّق بأئمّة أهل البيت(عليهم السلام) لها من الصور ما لا يُعدّ ولا يُحصى، ومن هذه الصور هو ما أقدمتْ عليه مجموعةٌ من محبّي أهل البيت(عليهم السلام) وأتباعهم في جمهوريّة الهند، وتحديداً من مدينة حيدر آباد التي تبعد عن العراق مئات الأميال، وقدومهم سيراً على الأقدام لزيارة مرقد الإمام الحسين وأخيه أبي الفضل العبّاس(عليهما السلام) والاكتحال برؤية قباب ومنائر مراقدهم الشامخة.

المجموعة وبحسب ما بيّنه أحدهم وهو السيد ثاقب ضياء نقي تتألّف من ثمانية أشخاص انطلقوا من مدينة حيدر آباد في الهند، فكانت هي نقطة انطلاقهم الأولى ليتوجّهوا بعدها الى الحدود مع باكستان ليقطعوا مسافة (2300كلم)، وبسبب منعهم من دخول باكستان رجعوا الى مدينة مومباي الهنديّة لينطلقوا بالطائرة الى جمهورية إيران، ليصلوا الى مدينة كرمان الإيرانيّة ومن ثمّ تابعوا رحلة المسير على الأقدام الى الحدود مع العراق، قاطعين مسافة (1300كلم) ليحطّوا بعد ذلك رحالهم عند محبوبهم ومعشوقهم الإمام الحسين(عليه السلام).

وأضاف ثاقب: "الرحلة كانت شاقّة جدّاً وخاصّةً حينما دخلنا الأراضي الإيرانيّة، حيث الطبيعة الجبليّة التي كانت تعرقل وتصعّب عمليّة المشي على الأقدام، بالإضافة الى تحدّياتٍ كبيرة أخرى كالحصول على المأكل والمشرب، ولكن ببركة الإمام الحسين(عليه السلام) التي كانت تحفّنا في حلّنا وترحالنا تمكّنّا من تجاوز هذه العقبات والصعوبات التي رافقتنا، واستطعنا الوصول الى كربلاء المقدّسة والتشرّف بزيارة مرقده الطاهر".

مبيّناً: "لم نكن نحدّد عدد الساعات في رحلتنا هذه بل كنّا نحدّد المسافات التي سنقطعها مشياً، واضعين نقاطاً للتوقّف والاستراحة تتراوح ما بين (25) الى (30كم) يوميّاً".

وتابع بالقول: "ما إن وطأت أقدامنا أرض العراق حتّى اختلف لدينا الشعور، فكان شعوراً وإحساساً يختلف عن بقيّة الدول والمدن سواءً في الهند أو في إيران، فقد شاهدنا الترحيب الحارّ من قبل الناس وتقديمهم المساعدة لنا وإعطاءنا ما يمكن إعطاؤه في سبيل نجاح وصولنا الى كربلاء المقدّسة".