أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-3-2018
2675
التاريخ: 22-9-2017
1032
التاريخ: 14-3-2018
1242
التاريخ: 20-3-2018
1614
|
في عام 225 هـ، قبض المعتصم على الأفشين لعداوته لعبد الله بن طاهر، ولأحمد بن أبي داوود، فعملا عليه، ومازالا حتى ألقيا في قلب المعتصم أن الأفشين يريد قتله. ونَقَل إليه ابن أبي داوود أنّه يكاتب المازيار. فطلب المعتصم كاتبه وتهدّده بالقتل، فاعترف وقال: كتبتُ إليه بأمره يقول: لم يبق غيري وغيرك وغير بابَك. وقد مضي بابَك، وجيوش الخليفة عند ابن طاهر، ولم يبق عند الخليفة سواي، فإنْ هزمت ابن طاهر كفيتُك أنا المعتصم، وتخلص لنا الدّين الأبيض، يعني المَجُوسيّة. وكان يُتَّهَم بها (1).
فَوَهب المعتصم لكاتبه مالا وأحسن إِليه، وقال: إن أخبرت أحدًا قتلتُك. فَرُوي عن أحمد بن أبي داوود قال: دخلت على المعتصم وهو يبكي ويُقلق، فقلتُ: لا أبكي الله عينيك، ما بك؟
قال: يا أبا عبد الله، رجل أنفقتُ عليه ألف ألف دينار، ووهبتُ له مثلها يريد قتلي. قد تصدّقتُ لله بعشرة آلاف ألف درهم، فخُذْها ففرِقْها. وكان الكَرْخُ قد احترق، فقلت: نفرّق نصف المال في بناء الكرخ، والباقي في أهل الحرمين.
قال: أفعل. وكان الأفشين قد سير أموالا عظيمة إلى مدينة أشروسنة (بلدة كبيرة بما وراء النهر من بلاد الهياطلة)، وهمّ بالهرب إليها، وأحسّ بالأمر. ثم هيّأ دعوة ليسُمّ المعتصم وقواده، فإن لم يجب دعا لها الأتراك مثل إيتاخ، وأشناس فيسمِّمهم ويذهب إلى أرمينية، ويدور إلى أشروسنة. فطال به الأمر، ولم يتهيأ له ذلك، فأخبر بعضُ خواصه المعتصم بعزمه، فقبض حينئذ المعتصم عليه، وكتب إلى ابن طاهر بأن يقبض على ولده الحسن بن الأفشين (2).
وظل الأفشين في محبسه بعد محاكمة المعتصم له إلى أن توفي سنة 226هـ ثم نكل به. إن حركات بابك ومازيار والأفشين والتحالف بينهم كانت استمرار للصراع بين العرب والفرس وتم القضاء عليها (3).
علق ميور على محاكمة الأفشين بقوله:(إنها تبين بجلاء كيف كان تمسك أهالي ولايات الدولة العباسية الشرقية بدينهم الوثني، وذلك لبعدهم عن مركز هذه الدولة، ولأن الإسلام لم يكن قد وصل إلى قلوبهم، ثم لتحصنهم في بلادهم المنيعة وقربهم من الأتراك الوثنيين، وقد خلص ميور من ذلك بهذا الرأي، وهو إن إسلام بعض أهالي فارس إنما كان إسلامًا ظاهريًا، وأنهم كانوا لا يزالون متمسكين بعقائدهم المجوسية القديمة، وأنهم كانوا ينتهزون الفرصة المواتية ليرتدوا عن الإسلام ويعودوا إلى دينهم القديم. ومصداق ذلك ما رأيناه من ظهور هذه الحركات التي أشعل نيرانها سنباذ المجوسي وأنصار أبي مسلم الخراساني وبابَك الخُرَّمي.
______________
(1) أخبار الدول المنقطعة تاريخ الدولة العباسية، الشيخ جمال الدين أبي الحسن علي، ص 172.
(2) تاريخ الإسلام للذهبي، تحقيق الدكتور: عمر عبد السلام تدمري، ﮁ 16ص 18، وشذرات الذهب في أخبار من ذهب، لابن العماد شهاب الدين أبي الفلاح)، م 3 ص 105.
(3) مروج الذهب ومعادن الجوهر، المسعودي ج 4 ص16 242، والمختصر في أخبار البشر لعماد الدين إسماعيل أبي الفداء صاحب حماه (ت 732)، ص33.
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|