المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية



ألآيات والبراهين على مكانة أمير المؤمنين  
  
3977   03:13 مساءً   التاريخ: 23-01-2015
المؤلف : محمد بن محمد بن النعمان المفيد
الكتاب أو المصدر : الارشاد في معرفة حجج الله على العباد
الجزء والصفحة : ص233-241.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / مناقب أمير المؤمنين (عليه السّلام) /

 آيات الله تعالى وبراهينه الظاهرة على أميرالمؤمنين (عليه السلام) الدالة على مكانه من الله عز وجل واختصاصه من الكرامات بما انفرد به ممن سواه للدعوة إلى طاعته، والتمسك بولايته والاستبصار بحقه واليقين بامامته، والمعرفة بعصمته وكماله وظهور حجته، فمن ذلك ما ساوى به نبيين من أنبياء الله ورسله، وحجتين لله على خلقه مالا شبهة في صحته ولاريب في صوابه قال الله عز و جل في ذكر المسيح عيسى بن مريم: روح الله وكلمته ونبيه ورسوله إلى خليقته، وقد ذكر قصة والدته في حملها له ووضعها اياه والاعجوبة في ذلك {قَالَتْ أَنَّى يَكُونُ لِي غُلَامٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ وَلَمْ أَكُ بَغِيًّا * قَالَ كَذَلِكِ قَالَ رَبُّكِ هُوَ عَلَيَّ هَيِّنٌ وَلِنَجْعَلَهُ آيَةً لِلنَّاسِ وَرَحْمَةً مِنَّا وَكَانَ أَمْرًا مَقْضِيًّا } [مريم: 20، 21] وكان من آيات الله تبارك وتعالى في المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) نطفة في المهد وخرق العادة بذلك، والأعجوبة فيه والمعجز الباهر لعقول الرجال، وكان من آيات الله تعالى في أميرالمؤمنين (عليه السلام) كمال عقله و وقاره ومعرفته بالله ورسوله صلوات الله وسلامه عليه وآله، مع تقارب سنه وكونه على ظاهر الحال في عداد الاطفال حين دعاه رسول الله (صلى الله عليه واله) الي التصديق به والاقرار وكلفه العلم بحقه والمعرفة بصانعه والتوحيد له، وعهد اليه في الاستسرار بما اودعه من دينه والصيانة له والحفظ، واداء الامانة فيه، وكان (عليه السلام) اذ ذاك في قول بعضهم من ابناء سبع سنين، وعلى قول بعض آخر: من أبناء تسع سنين وعلى قول الاكثرين: من أبناء عشر سنين فكان كمال عقله وحصول المعرفة له بالله ورسوله (صلى الله عليه واله) آية لله تعالى فيه باهرة خرق بها العادة ودل بها على مكانه منه، واختصاصه به وتأهيله لما رشحه له من امامة المسلمين، والحجة على الخلق أجمعين، فجرى في خرق العادة لما ذكرناه مجرى عيسى ويحيى (عليهما السلام) بما وصفناه، فلولا انه كان في تلك كاملا وافرا بالله تعالى عرفا لما كلفه رسول الله (صلى الله عليه واله) الاقرار بنبوته، ولا ألزمه الايمان به والتصديق لرسالته ولا دعاه إلى الاعتراف بحقه، ولا افتتح الدعوة به قبل كل احد من الناس سوى خديجة (عليه السلام) زوجته، ولما ائتمنه على سره الذى أمر بصيانته، ولما أفرده النبى (صلى الله عليه واله) بذلك من أبناء سنه كلهم في عصره، وخصه به دون من سواه ممن ذكرناه، دل ذلك على انه (عليه السلام) كان كاملا مع تقارب سنه، وعارفا بالله تعالى ونبيه (صلى الله عليه واله) قبل حلمه، وهذا هو معنى قول الله تعالى في يحيى (عليه السلام): {وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيًّا } [مريم: 12] اذ لأحكم أوضح من معرفة الله، واظهر من العلم بنبوة رسول الله (صلى الله عليه واله)، واشهر من القدرة على الاستدلال، وأبين من معرفة النظر والاعتبار، والعلم بوجوه الاستنباط، والوصول بذلك إلى حقائق الغائبات واذا كان الامر على ما بيناه ثبت أن الله تعالى قد خرق العادة في أميرالمؤمنين (عليه السلام) بالآية الباهرة التى ساوى نبييه اللذين نطق القرآن بآياته العظمى فيهما على ما شرحناه.

 

ومن آيات الله تعالى الخارقة للعادة في أميرالمؤمنين (عليه السلام): انه لم يعهد لاحد من مبارزة الاقران، ومنازلة الابطال ما عرف له (عليه السلام) من كثرة ذلك على مر الزمان، ثم انه لم يوجد في ممارسي الحروب إلا من عزته بشر ونيل به بجراح او شين إلا أمير المؤمنين فانه لم ينله مع طول زمان حربه جراح من عدو ولاشين، ولا وصل اليه أحد منهم بسوء حتى كان من أمره مع ابن ملجم لعنه الله على اغتياله اياه ما كان، وهذه اعجوبة أفرده الله بها وخصه بالعلم الباهر في معناها، ودل بذلك على مكانه منه وتخصصه بكرامته التى بان بفضلها من كافة الانام. 
ومن آيات الله تعالى فيه (عليه السلام): انه لا يذكر ممارس للحروب لقى فيها عدوا إلا وهو ظافر به حينا، وغير ظافر به حينا ولا نال أحد منهم خصمه بجراح إلا وقضى منها وقتا و عوفي منها زمانا، ولم يعهد من لم يفلت منه قرن في حرب، و لانجى من ضربته أحد فصلح منها إلا أمير المؤمنين (عليه السلام) فانه لا مرية في ظفره بكل قرن بارزه، واهلاكه كل بطل نازله، وهذا ايضا مما انفرد به (عليه السلام) من كافة الانام، وخرق الله جل وعز به العادة في كل حين وزمان، وهو من دلائله الواضحة.

 

ومن آيات الله تعالى ايضا فيه انه مع طول ملاقاته الحروب وملابسته اياها وكثرة من مسنى به فيها من شجعان الاعداء وصناديدهم، وتجمعهم عليه واحتيالهم في الفتك به، وبذل الجهد في ذلك، ما ولى قط عن أحد منهم ظهره، ولا انهزم عن احد منهم، ولا تزحزح عن مكانه، ولاهاب أحدا من أقرانه ولم يلق أحد سواه خصما له في حرب إلا وثبت له حينا وانحرف عنه حينا، وأقدم عليه وقتا وأحجم عنه زمانا واذا كان الامر على ما وصفناه ثبت ما ذكرناه من انفراده بالآية الباهرة والمعجزة الظاهرة، وخرق العادة فيه بما دل الله به على امامته وكشف به (عليه السلام) عن فرض طاعته، وأبانه بذلك عن كافة خليقته.

ومن آياته (عليه السلام) وبيناته التى انفرد بها ممن عداه، ظهور مناقبه في الخاصة والعامة وتسخير الجمهور لنقل فضائله، وما خصه الله به من كرائمه وتسليم العدو من ذلك بما فيه الحجة عليه، هذا مع كثرة المنحرفين عنه والأعداء له، وتوفر أسباب دواعيهم إلى كتمان فضله وجحد حقه، وكون الدنيا في يد خصومه وانحرافها عن اوليائه، وما اتفق لأضداده من سلطان الدنيا وحمل الجمهور على اطفاء نوره، ودحض امره، وخرق الله العادة بنشر فضائله وظهور مناقبه، وبتسخير الكل للاعتراف بذلك والاقرار بصحته، واندحاض ما احتال به أعدائه في كتمان مناقبه، و جحد حقوقه حتى تمت الحجة له، وظهر البرهان بحقه، ولما كانت العادة جارية بخلافه ما ذكرناه فيمن اتفق له من اسباب خمول أمره ما اتفق لاميرالمؤمنين (عليه السلام)، فانخرقت العادة فيه، دل ذلك على بينونته من الكافة بباهر الآية على ما وصفناه.

وقد شاع الخبر واستفاض عن الشعبي انه كان يقول: لقد كنت أسمع خطباء بنى امية يسبون أميرالمؤمنين علي بن ابي طالب (عليه السلام) على منابرهم، وكأنما يشال بضبعه إلى السماء، وكنت أسمعهم يمدحون أسلافهم على منابرهم، وكأنهم يكشفون عن جيفة.

وقال الوليد بن عبد الملك لبنيه يوما: يابنى عليكم بالدين فاني لم أر الدين بنى شيئا فهدمته الدنيا، ورأيت الدنيا قد بنت بنيانا فهدمه الدين، ما زلت أسمع أصحابنا وأهلنا يسبون علي بن ابي طالب (عليه السلام) ويدفنون فضائله، ويحملون الناس على شنآنه، فلا يزيده ذلك من القلوب إلا قربا، ويجتهدون في تقريبهم من نفوس الخلق فلا يزيدهم ذلك من القلوب إلا بعدا.

وفيما انتهى اليه الامر من دفن فضائل أميرالمؤمنين (عليه السلام) والحيلولة بين العلماء نشرها مالا شبهة فيه على عاقل، حتى كان الرجل اذا أراد أن يروي عن أميرالمؤمنين (عليه السلام) رواية لم يستطع ان يضيفها اليه بذكر اسمه ونسبه، وتدعوه الضرورة إلى أن يقول: حدثنى رجل من أصحاب رسول الله (صلى الله عليه واله)، أو يقول: حدثنى رجل من قريش، ومنهم من يقول حدثنى ابو زينب.

وروى عكرمة عن عائشة في حديثها له بمرض رسول الله (صلى الله عليه واله) ووفاته فقالت في جملة ذلك: فخرج رسول الله متوكئا على رجلين من أهل بيته أحدهما الفضل بن العباس، فلما حكى عنها ذلك لعبد الله بن العباس قال له: أتعرف الرجل الآخر؟ قال: لمه لم تسمه لي، قال: ذاك علي بن ابي طالب (عليه السلام)، وما كانت امنا تذكره بخير وهى تستطيع.

وكانت الولاة الجورة تضرب بالسياط من ذكره بخير، بل تضرب الرقاب على ذلك، وتعرض للناس بالبراءة منه، والعادة جارية فيمن اتفق ذلك ألا يذكر على وجه بخير فضلا عن أن تذكر له فضائل أو تروى له مناقب، أوثبت له حجة بحق، واذا كان ظهور فضائله وانتشار مناقبه على ما قدمنا ذكره من شياع ذلك في الخاصة والعامة، وتسخير العدو والولي لنقله، ثبت خرق العادة فيه، وبان وجه البرهان في معناه بالاية الباهرة على ما قدمناه.

ومن آيات الله تعالى فيه (عليه السلام): انه لم يمن أحد في ولده وذريته بمثل ما مني (عليه السلام) في ذريته، وذلك انه لم يعرف خوف شمل جماعة من ولد نبي ولا امام ولا ملك زمان ولا بر ولا فاجر كالخوف الذى شمل ذرية أميرالمؤمنين (عليه السلام)، ولا لحق أحدا من القتل والطرد عن الديار والاوطان والاخافة والارهاب ما لحق ذرية أمير المؤمنين (عليه السلام) وولده، ولم يجر على طائفة من الناس من ضروب النكال ما جرى عليهم من ذلك، فقتلوا بالفتك والغيلة والاحتيال، وبني على كثير منهم وهم أحياء البنيان، وعذبوا بالجوع والعطش، حتى ذهبت أنفسهم على الهلاك، وأحوجهم ذلك إلى التمزق في البلاد و مفارقة الديار و الاهل والاوطان وكتمان نسبهم عن اكثر الناس، وبلغ بهم الخوف إلى الا ستخفآء عن أحبائهم فضلا عن الأعداء، وبلغ هربهم من اوطانهم إلى أقصى الشرق والغرب والمواضع النائية عن العمارة، وزهد في معرفتهم اكثر الناس، ورغبوا عن تقريبهم والاختلاط بهم مخافة على أنفسهم وذراريهم من جبابرة الزمان.

وهذه كلها أسباب تقتضى انقطاع نظامهم، واجتثاث اصولهم وقلة عددهم، هم مع ما وصفناه اكثر ذرية أحد من الأنبياء والصالحين والاولياء، بل اكثر من ذراري كل احد من الناس، قد طبقوا بكثرتهم البلاد، وغلبوا في الكثرة على ذراري اكثر العباد، هذا مع اختصاص مناكحهم في أنفسهم دون البعداء، وحصرها في ذوى أنسابهم دنية من الاقرباء، وفي ذلك خرق العادة على ما بيناه، وهو دليل الآية الباهرة في أميرالمؤمنين (عليه السلام) كما وصفناه وبيناه وهذا مالا شبهة فيه والحمد لله رب العالمين.

 ومن آيات الله الباهرة فيه (عليه السلام) والخواص التى افرده بها ودل بالمعجز منها على امامته ووجوب طاعته وثبوت حجته ما هو من جملة الخرائج التى أبان الله تعالى بها الانبياء والرسل (عليهم السلام)، وجعلها أعلاما لهم على صدقهم.

فمن ذلك ما استفاض عنه (عليه السلام) من اخباره عن الغائبات والكائن قبل كونه فلا يحزم من ذلك شيئا ويوافق المخبر منه خبره، حتى يتحقق الصدق فيه.

وهذا من أبهر معجزات الانبياء (عليهم السلام) ألا ترى إلى قوله تعالى فيما أبان به المسيح عيسى بن مريم (عليه السلام) من المعجز الباهر والآية العجيبة الدالة على {وَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا تَأْكُلُونَ وَمَا تَدَّخِرُونَ فِي بُيُوتِكُمْ} [آل عمران: 49].

وجعل عز اسمه مثل ذلك من عجيب آيات رسول الله (صلى الله عليه واله) فقال عند غلبة فارس الروم: {الم * غُلِبَتِ الرُّومُ * فِي أَدْنَى الْأَرْضِ وَهُمْ مِنْ بَعْدِ غَلَبِهِمْ سَيَغْلِبُونَ * فِي بِضْعِ سِنِينَ} [الروم: 1 - 4] فكان الامر في ذلك كما قال الله عز وجل.

وقال عز ذكره في اهل بدر قبل الوقعة: {سَيُهْزَمُ الْجَمْعُ وَيُوَلُّونَ الدُّبُرَ} [القمر: 45] فكان الامر كما قال الله تعالى من غير اختلاف في ذلك.

وقال عزوجل: {لَتَدْخُلُنَّ الْمَسْجِدَ الْحَرَامَ إِنْ شَاءَ اللَّهُ آمِنِينَ مُحَلِّقِينَ رُءُوسَكُمْ وَمُقَصِّرِينَ لَا تَخَافُونَ} [الفتح: 27] فكان الامر في ذلك كما قال الله تعالى.

وقال سبحانه: {إِذَا جَاءَ نَصْرُ اللَّهِ وَالْفَتْحُ (1) وَرَأَيْتَ النَّاسَ يَدْخُلُونَ فِي دِينِ اللَّهِ أَفْوَاجًا} [النصر: 1، 2] فكان الامر في ذلك كما قال تعالى.

وقال سبحانه مخبرا عن ضمائر قوم من أهل النفاق {وَيَقُولُونَ فِي أَنْفُسِهِمْ لَوْلَا يُعَذِّبُنَا اللَّهُ بِمَا نَقُولُ } [المجادلة: 8] فخبر عن ضمائرهم وما اخفوه من سرائرهم.

وقال جل ذكره في قصة اليهود: {قُلْ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ هَادُوا إِنْ زَعَمْتُمْ أَنَّكُمْ أَوْلِيَاءُ لِلَّهِ مِنْ دُونِ النَّاسِ فَتَمَنَّوُا الْمَوْتَ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ * وَلَا يَتَمَنَّوْنَهُ أَبَدًا بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ وَاللَّهُ عَلِيمٌ بِالظَّالِمِينَ} [الجمعة: 6، 7] فكان الامر كما قال الله تعالى ولم يجسر أحد منهم أن يتمناه، فحقق ذلك خبره وأبان به عن صدقه ودل به على نبوته (صلى الله عليه واله).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.