تطور السياحة والرحلة في العصور الوسطى - اوربا في العصور الوسطى - رحلات البولينزيون |
2231
04:02 مساءً
التاريخ: 14-1-2018
|
أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-5-2022
2674
التاريخ: 17-4-2022
1328
التاريخ: 2-10-2019
2195
التاريخ: 11-4-2022
1643
|
يقع مثلث بوليزيا في وسط وشرق المحيط الهادي فيما بين الرف القاري لإندونيسيا وبابوازيا في الغرب ومنطقة الأعماق في شرق المحيط. ويوجد الى شماله الغربي جزر ميكرونيزيا بينما تتزايد برودة المياه في الجنوب حيث تتدرج الى مياه أنتاركتيكا. ويمتد من هاواي شمالي خط الاستواء الى نيوزيلندا في الجنوب الغربي وتمثل جزيرة ايستر الطرق الجنوبي الشرقي. ويوجد داخل هذا الاطار ثلاثة اقسام رئيسية على أسس حضارية جغرافية وهي:
1- غرب بولينزيا، وتشمل جزر ساموا ومجموعة تونجا.
2- بولينيزيا الوسطى، وتشمل جزر سوسيتي وهاواي وكوك واسترالي.
3- بولينيزيا الهامشية، وتشمل جزر ماركويتراس وايستر ويتكيرن ونيوزيلند.
4- توابع بولينيزا، وتضم الجزر الصغيرة المبعثرة خارج الاطار الغربي لمثلث المنطقة وهس عبارة عن جزر صغيرة في ميلانيزيا او على حافة ميكرونيزيا يسكنها او غزاها جماعات بولينيزية جواله. ومن امثلتها جزر اونتونج جافا، رينيل، تيكوبيا، وكابنجا مارانجي.
وقد تمت رحلات هؤلاء القوم فوق صفحة المحيط الهادي بدءا من شرق آسيا. وهذا المحيط هو اكبر وحدة طبيعية على سطح الأرض.
والمحيط الهادي هو المحيط المفقود من تاريخ العالم المبكر المسجل. فلم تكن معرفة العالم به طوال قرون التاريخ واضحة او مؤكدة ان كانت موجودة أصلا. فالخرائط القديمة تؤكد انه لم يكن يدخل في تصور العلماء وجود كل هذا المسطح المائي الهائل. لان وجوده يعني بداية ان تكون الأرض الامريكية معروفة لان التعرف عليها يعد وجهان لحقيقة واحدة.
ورغم ذلك فان علماء اليونان افترضوا قديما بالفكر الرياضي النظري عن العالم ضرورة وجود محيط يفصل شرق آسيا عن غرب اوربا استنادا الى فكرة كروية الأرض. الا انه لم يكن هناك من يعلم شيئا عن جزائر المحيط الهادي العديدة او الأراضي الامريكية التي تقع بينهما.
وهناك قصة قديمة عن ملامح صيني يدعى (هي لي) ابتعد عن ساحل الصين عام 200ق.م حتى وصل الى ارض (فيوسانج) البعيدة واكتشف الساحل بها لمسافة 100ميل. ومن المعتقد انه دخل خليج (هونج كي).
ويوحي اصل وهجرات الجماعات البولينيزية بالإضافة الى تراث الشرق الأقصى ان الباسيفيكي تم عبوره قبل كولمبس بقرون عديدة فلقد اندفعت جماعات من سكان الشرق الأقصى نحو هذا المحيط في سفنهم المكشوفة معتمدين في تحديد مواقعهم على النجوم وكذلك على الجزر المتناثرة وهجرة الطيور. وقد ساعدهم على ذلك ما تتصف به مياه واجواء (أواسط المحيط الهادي) من الهدوء والسكون عن مثيلاتها في شمال المحيط الأطلسي.
ان هجرات البولينيزيين هي في مقدمة الإنجازات العظيمة للجنس البشري، وتمثل آخر التحركات الكبرى للإنسان الى منطقة الوحيدة التي ظلت غير ماهولة من العالم. وكان لاصحاب هذا الدراما قدرات بحرية مدهشة اكتسبوها من طول التعرف على البحر. وكانوا مؤهلين لتحمل مشاق ومخاطر الارتحال لمئات الاميال عبر المسطحات المائية المكشوفة في قوارب خشبية لها اشرعة من الحصير مربوطة معا بدون الاستعانة باي من المعينات الملاحية بخلاف عيونهم المجردة وخبراتهم المكتسبة والمتوارثة.
وكان نجاح هذه الرحلات واضحا حيث نتج عنها تعمير هذه الجزر بالسكان. اما عن نواحي الفشل الذي صادف طريق الرحلة في هذا المسار الطويل من آسيا الى جزيرة (ايستر) فلن يتسن معرفته حيث تخباه أعماق المحيط الهادي مع بقايا آلاف القوارب المفقودة واطقمها التي ابحرت نحو المجهول سواء عن قصد او بالصدفة ولم تعد.
وان كان من الصعب تحديد المواقيت التي تمت فيها رحلاتهم الا ان الشواهد تدل على ان غزو البولينيزيين للباسيفيكي تم منذ زمن بعيد قبل قدوم الرجل الأبيض. ولم يقنعوا بالبقاء على الشواطئ سالمين حيث اكتشفوا مواطن جديدة بل كانوا يتجهون طواعية الى الأمواج ثانية تدفعهم الى الشرق اكثر وكذلك الى الشمال والى الجنوب حتى تم لهم تعمير كل جزر الباسفيكي التي في مقدورها اعالتهم. الجزر الصغيرة الفقيرة تحمل آثار المستكشفين منهم على هيئة معابد بدائية وأدوات مهشمة وقوارب. فهم يكونون اول من عمر جزر المحيط من آسيا. وتدل الشواهد على ان آخر رحلاتهم الهامة الى جزر هاواي كانت ابان القرن 13، كما خرجت جماعات منهم من تاهيتي واستقرت في نيوزيلندا حوالي منتصف القرن 14. ويحتمل ان يكونوا قد قدموا من آسيا عبر ميكرونيزيا وكانت تاهيتي في جزر سوسيتي هي مركز انتشارهم، ويحتمل انهم قد سكنوا هذه الجزر في عام 500 م قبل رحلات كابتن كوك بنحو 1200سنة.
ويستحق البولينيزيون ما وصفهم به (سير بيتوبك) بانهم فايكنج مشرق الشمس فقد تفوق هؤلاء القوم منذ فترة مبكرة اكثر من تاريخ البشرية على القدرات البحرية لأهل الشمال العتاه. واتصفوا بمهارة ملاحية ملحوظة، حيث استخدموا سفنهم التي كانت تسير اسرع من سفن الجماعات البيضاء في رحلات بحرية طويلة. وقد قاموا بهذه الرحلات رغم المصاعب التي صادفتهم في منطقة انتشارهم وهي مثلث بولينيزيا ففي هذه الانحاء الممتدة بين الرف القاري لإندونيسيا وبابوازيا في الغرب واعماق شرق الباسيفيكي (2000) وتحدها ميكرونيزيا في الشمال الغربي، نجد ان التيارات البحرية واتجاهات الرياح تتجه من الشرق الى الغرب عكس اتجاه هجرات البولينيزيون. بينما في الجنوب تتزايد المياه الباردة العاصفة والتي تتدرج الى بحر انتاركتيكا وفي هذا من نصف الكرة الجنوبي يتجه تيار بارد من المحيط القطبي على طول الساحل الغربي لأمريكا الجنوبية جالبا معه قطعانا كبيرة من الحيتان وهو تيار همبولت. ورغم ذلك نجدهم يستخدمون الرياح التجارية واستعانوا بالنجوم في حركتهم فوق صفحة المحيط الشاسعة وفيما بين جزره العديدة.
وكانت لهم خرائطهم الممتازة، والتي تبين في اطار واضح الاتجاهات، وتعطي بيانات عن الرياح السائدة في الفصول المختلفة من السنة والتيارات المائية وكذلك المسافات بين الجزر وكان لكل مجموعة من الجزر خريطتها التي استعمل في تشكيلها العصي المجموعة معا وكذلك القواقع عند تقاطع العصي لتمثل الجزر والشعاب واستعملوا الهلب البحري، وكانوا يحملون في اطوافهم تموينا يكفيهم لمدة أربعة او خمسة أسابيع.
ولتباين مدى ضخامة العمل الذي قام به البولينيزيون في هجراتهم التي اكتشفوا فيها عالما جديدا واحتفظوا بمعلوماتهم عنه ولم يتسرب الى غيرهم من الجماعات في التعرف على امتدادات هذا العالم الذي عاشوا فيه وتأقلموا مع ظروفه الطبيعية.
وكانت النجوم هاديا لهم في رحلاتهم حيث اعتبروها كشرائط من الضوء ترتبط بأقواس الجزر التي يقصدونها وبذلك كانوا يتبعون في رحلاتهم مثل النجوم وقد حذقوا لغة البحر فهموها جيدا، من ذلك لون المياه المتغير، وزبد الأمواج التي تتكسر على الصخور التي يغمرها الماء، وكذلك اشكال السحاب الركامي التي تغطي الجزر في البحار الحارة.
ومن المعتقد ان هجرة الطيور التي تكثر في هذه الانحاء من المحيط الهادي كان لها قيمة خاصة عندهم. وقد تعلموا الكثير من اسرابها التي تتجمع كل عام في الربيع لتدلف الى المحيط مرتحلة فيه ثم تعود منه. ومن المرجح ان سكان هاواي قد اهتدوا الى جزرهم من تتبع الهجرة الربيعية للطائر الذهبي المسمى (خطاف البحر) من ناهيتي الى هاواي. وقد يكون طريق الهجرة الذي يتبعه طائر (الكوكو) هو المرشد للجماعات البشرية التي اتجهت من جزر سليمان الى نيوزيلندا.
وبذلك فانه ليس من المستغرب على جماعات لها هذه المهارات وتملك تلك القدرات ان تنشر على صفحة المحيط الهادي، وفيما بين جزره العديدة، وتعبر المسافات المائية من مجموعة جزيرية الى أخرى عبر ميكونيزيا من القارة الآسيوية.
ومن المعتقد ان بعض سكان جزر المحيط الهادي قد قاموا برحلة طولها 4000 ميل قبل القرن الثالث عشر من جزر ماركويزاس الى بيرو. والى هذه الرحلة ينسب الفضل في جلب البطاطس الحلو الذي ينتشر بصورة كبيرة في كل جزر البحار الجنوبية من بيرو وهي اقرب مكان يمكن ان يجلب منه هذا النبات.
|
|
دراسة يابانية لتقليل مخاطر أمراض المواليد منخفضي الوزن
|
|
|
|
|
اكتشاف أكبر مرجان في العالم قبالة سواحل جزر سليمان
|
|
|
|
|
اتحاد كليات الطب الملكية البريطانية يشيد بالمستوى العلمي لطلبة جامعة العميد وبيئتها التعليمية
|
|
|