المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

خصائص الكوكب
20-2-2020
Concentration/fractionation of proteins by salting out
17-4-2016
ادمان الصوم
24-1-2016
خبر قتل ابي عبدالله على لسان النبي
10-12-2014
الإمامة في عصر الامام السجاد
30-3-2016
الدُّعَاءِ عَلَى الْعَدُوِّ – بحث روائي
17-10-2016


مؤامرة قتله (عليه السلام)  
  
4329   01:32 مساءً   التاريخ: 19-01-2015
المؤلف : السيد عبد الله شبر
الكتاب أو المصدر : جلاء العيون
الجزء والصفحة : ج1,ص206-207.
القسم : سيرة الرسول وآله / الإمام علي بن أبي طالب / شهادة أمير المؤمنين والأيام الأخيرة /

روى المفيد في (الارشاد) وغيره عن جماعة من أهل السير منهم أبو مخنف، واسماعيل بن راشد، وابو هاشم الرفاعي، وأبو عمر الثقفي، وغيرهم :ان نفراً من الخوارج اجتمعوا بمكة فتذاكروا الامراء، فعابوهم وعابوا اعمالهم، وذكروا اهل النهروان وترحموا عليهم ؛ فقال بعضهم لبعض : لو انا شرينا انفسنا لله فأتينا ائمة الضلال وارحنا منهم العباد والبلاد واخذنا بثأر اخواننا الشهداء بالنهروان، فتعاهدوا عند انقضاء الحج على ذلك.

فقال عبدالرحمن بن ملجم (لعنه الله) : انا اكفيكم عليا، وقال البرك بن عبد الله : انا اكفيكم معاوية، وقال عمرو بن بكير : انا اكفيكم عمرو بن العاص، وتعاقدوا على ذلك، وتوافقوا على الوفاء، واتعدوا في شهر رمضان في ليلة تسعة عشرة منه، ثم تفرقوا.

فاقبل ابن ملجم حتى قدم الكوفة، واما صاحب معاوية فانه قصده، فلما ركع ضربه ضربه فوقعت ضربته على اليته، فجاء الطبيب اليه فنظر الى الضربة فقال : ان السيف مسموم، فاختر اما ان احمي لك حديدة فاجعلها في الضربة، واما ان اسقيك دواء فتبرا وينقطع نسلك؟, فقال : اما النار فلا اطيقها، واما النسل ففي يزيد وعبدالله ما تقر عيني وحسبي بهما، فسقاه الدواء فعوفي ولم يولد له ولد بعد ذلك، وقال له البرك بن عبدالله ان لك عندي بشارة، فانت ولي ما تراه في أمري، وان لم يقتل اعطيتك العهود والمواثيق ان امضي فاقتله ثم أعود اليك، فأضع يدي في يدك حتى تحكم في ما ترى، فحبسه عنده، فلما اتى الخبر ان عليا قتل في تلك الليلة خلى سبيله.

هذه رواية اسماعيل بن راشد. وقال غيره : بل قتله من وقته.

وأما صاحب عمرو بن العاص فانه وافاه في تلك الليلة وقد وجد علة فاستخلف رجلا يصلي بالناس يقال له خارجة بن ابي حبيبة، فخرج للصلاة، فشد عليه عمرو بن بكير فضربه بالسيف فاثبته، واخذ الرجل فاتئ به عمرو بن العاص فقتله، ودخل من غد الى خارجه وهو يجود بنفسه فقال : أما والله يا أبا عبدالله ما أراد غيرك، فقال عمر : ولكن الله اراد خارجه.

ولما قدم ابن ملجم (لعنه الله) الكوفة راى رجلا من اصحابه ذات يوم من تيم الرباب، فصادف عنده قطامة بنت الاخضر التيمي، وكان أمير المؤمنين (عليه السلام) قتل اباها واخاها بالنهروان، وكانت من أجمل نساء اهل زمانها، فلما رآها ابن ملجم شغف بها واشتد اعجابه بها، وسال في نكاحها وخطبها.

فقالت : ما الذي تسمي لي من الصداق؟.

فقال لها : احكمي ما ببالك، فقالت : انا محتكمة عليك ثلاثة الاف درهم، ووصيفا وخادما وقتل علي بن ابي طالب.

فقال لها : لك جميع ما سالت، فأما قتل علي بن ابي طالب فأنى لي بذلك؟.

فقالت تلتمس غرته : فان انت قتلته شفيت نفسي وهناك العيش معي، وإن انت قتلت فما عند الله خير لك من الدنيا فقال : اما والله ما اقدمني هذا المصر وقد كنت هاربا منه لا آمن مع أهله الا ما سالتيني من قتل علي بن ابي طالب، فلك ما سالت.

فقالت : فانا طالبة لك بعض من يساعدك على ذلك ويقويك، ثم بعثت الى وردان بن مجالد من تيم الرباب وخبرته الخبر، وسالته معونة ابن ملجم، فتحمل ذلك لها، وخرج ابن ملجم فأتى رجلا من اشجع يقال له شبيب بن بجرة.

فقال : يا شبيب، هل لك في شرف الدنيا والاخرة؟.

قال : وما ذاك؟.

قال : تساعدني على قتل علي بن ابي طالب، وكان شبيب على راي الخوارج، فقال له : يا بن ملجم، هبلتك الهبول، لقد جئت شيئا ادا، وكيف تقدر على ذلك؟, فقال له ابن ملجم : نكمن له في المسجد الاعظم، فاذا خرج لصلاة الفجر فتكنا به، وان نحن قتلناه شفينا انفسنا وادركنا ثأرنا، فلم يزل به حتى أجابه، فأقبل معه حتى دخلا المسجد الاعظم على قطام وهي معتكفة في المسجد الاعظم قد ضربت عليها قبة، فقالا لها : قد اجتمع راينا على قتل هذا الرجل، فقالت لهما : اذا اردتما ذلك فأتياني في هذا الموضع، فانصرفا من عندها فلبثا اياما ثم اتياها ومعهما الاخر ليلة الاربعاء التسعة عشر خلت من شهر رمضان سنة أربعين من الهجرة، فدعت لهم بحرير فعصبت به صدورهم، وتقلدوا اسيافهم، ومضوا وجلسوا مقابل السدة التي كان يخرج منها أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الصلاة، وقد كانوا ذلك ألقوا الى الاشعث بن قيس ما في نفوسهم من العزيمة على قتل امير المؤمنين، وواطأهم على ذلك، وحضر الاشعث بن قيس في تلك الليلة لمعونتهم على ما اجمعوا عليه، وكان حجر بن عدي (رحمه الله) في تلك الليلة بائتا في المسجد، فسمع الاشعث يقول : يا بن ملجم، النجا النجا لحاجتك فقد فضحك الصبح، فاحس حجر بما أراد الاشعث، فقال له : قتلته يا أعور، وخرج مبادرا فليمض الى أمير المؤمنين (عليه السلام) ليخبره الخبر ويحذره من القوم، وخالفه امير المؤمنين (عليه السلام) في الطريق، فسبقه ابن ملجم (لعنه الله) فضربه بالسيف وأقبل حجر والناس يقولون : قُتل امير المؤمنين (عليه السلام).




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.