المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
تـشكيـل اتـجاهات المـستـهلك والعوامـل المؤثـرة عليـها
2024-11-27
النـماذج النـظريـة لاتـجاهـات المـستـهلـك
2024-11-27
{اصبروا وصابروا ورابطوا }
2024-11-27
الله لا يضيع اجر عامل
2024-11-27
ذكر الله
2024-11-27
الاختبار في ذبل الأموال والأنفس
2024-11-27

تصنيف المدن- تصنيف فيكتور جونز
4-1-2023
حفص بن عاصم أبو عاصم السلمي
22-7-2017
روسيا والنظام العالمي الجديد
31-1-2022
الكاميرا شبه احترافية Creative Compact Digital Camera
6-12-2021
الدراسات الاستكشافية - دراسات التنمية
2023-06-13
Antialiasing
29-9-2021


السيّد رضا الموسوي الهِندي  
  
3376   11:48 صباحاً   التاريخ: 14-12-2017
المؤلف : السيد محمّد كاظم القزويني .
الكتاب أو المصدر : زينب الكبرى (عليها السلام) من المهد الى اللحد
الجزء والصفحة : ص648-654.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / وفاة السيدة زينب ومدفنها /

للشاعر البارع العلامة الجليل السيّد رضا الموسوي الهِندي هذه القصيدة الشَهيرة :

إنْ كانَ عندكَ عبرة تجريها ... فانزل بأرض الطفّ كي نسقيها
فعسى نبُلّ بها مضاجع صفوةٍ ... ما بلّت الأكباد من جاريها
ولقد مررت على منازل عصمةٍ ... ثِقلُ النوة كان ألقي فيها
فبكيت حتى خِلتُها سستجيبُني ... ببُكائها حزناً على أهليها
وذكرتُ إذ وقفت عقيلة حيدرٍ ... مذهولة تصغي لصوت أخيها
بأبي التي وَرِثَتْ مصائب أمّها ... فغدت تقابلها بصبر أبيها
لم تله عن جمع العيال وحفظهم ... بفراق إخوتها وفقد بنيها
لم أنسَ إذ هتكوا حِماها فانثَنَتْ ... تَشكو لَواعجها إلى حاميها 
تدعو فتحترق القلوب كأنَّها ... يرمي حشاها جمره من فيها
هذي نساؤك مَن يكونُ إذا سَرَتْ ... في الأسر سائقها ومن حاديها
أيسوقها زجر بضرب متونها ... و الشمر يحدوها بسبّ أبيها
 عجباً لها بالأمس أنتَ تصونُها ... واليومَ آلُ أميةٍ تُبديها
 وسَروا برأسِك في القَنا وقلوبها ... تسمو إليه ، ووجدها يضنيها
 إن أخّروه شجاه رويةُ حالها ... أو قدموه فحاله يشجيها 

وللسيّد رضا الموسوي الهندي قصيدة رائعة أخرى ، في رثاء الإمام الحسين (عليه السلام) ، وفيها يصف حال السيدة زينب حينما حضرت عند جسد أخيها العزيز ، وإليك هذه الأبيات المختارة : 
حرّ قلبي لزينب إذ رأته ... ترب الجسم مثخناً بالجراح
أخرس الخطب نطقها فدعته ... بدموع بما تُجن فصاح 
يا منار الضلال والليل داجٍ ... وظلال الرميض واليوم ضاحي 
كنتَ لي ـ يومَ كُنت ـ كهفاً منيعاً ... سجسج الظل خافق الأرواحِ 
أترى القوم إذ عليك مررنا ... منعونا من البكا والنياح
إن يكن هيناً عليك هواني ... واعترابي مع العدى وانتزاحي
ومسيري أسيرة للأعادي ... وركوبي على النياق الطلاح 
فبرغمي أنّي أراك مقيماً ... بين سُمر القنا وبيض الصفاح
لكَ جسم على الرمال ، ورأسٌ ... رفعوه على رؤوس الرماح 
 
وله قصيدة أخرى يقول فيها : 
هذا ابن هندٍ ـ وهو شرّ أمية ـ ... من آل أحمد يستذل رقابا
ويصون نسوته ويبدي زينباً ... من خدرها وسكينة وربابا
لهفي عليها حين تاسرها العدى ... ذُلّاً وتركبها النياق صعابا
وتبيح نهب رحالها وتنيبها ... عنها رحال النيب والأقتابا
سلبت مقانعها وما أبقت لها ... حاشا المهابة والجلال حجابا 
 
وهناك قصيدة أخرى منسوبة إلى السيّد رضا الموسوي ، قد عُثر على خمسة أبيات منها ، فأعجب بها الخطيب الجليل الشيخ محمد سعيد المنصوري ، فانشَدَ أبياتاً شعرية على نفس الوزن والقافية وأضافها إليها ، وإليك الأبيات الخمسة ثم الأبيات المضافة إليها :
 سلامٌ على الحوراء ما بقي الدهر ... وما سطعت شمسٌ وما أشرق البدر
سلام على القلب الكبير وصبره ... بيومٍ جرت حزناً له الأدمعُ الحُمرُ
جحافل جاءت كربلاء بأثرها ... جحافل لا يقوى على عدها حصر
جرى ما جرى في كربلاء وعينها ... ترى ما جرى ممّا يذوب له الصخر
لقد أبصرت جسم الحسين مبضّعاً ... فجاءت بصبرٍ دون مفهومه الصبر 
رأته ونادت يابن أمي ووالدي ... لك القتل مكتوبٌ ولي كتب الأسرُ
أخي إنّ في قلبي أسىً لا أطيقُه ... وقد ضاق ذرعاً عن تحمله الصدر
أيدري حسامٌ حزّ نحرك حده ... به حزّ من خير الورى المصطفى نحر
عليّ عزيزٌ أن أسير مع العدى ... وتبقى بوادي الطفّ يصهرك الحرُّ
أخي إن سرى جسمي فقلبي بكربلا ... مقيمٌ إلى أن ينتهي منّي العُمرُ
أخي كلُّ رُزءٍ غير رزئك هيّنٌ ... وما بسواه اشتدّ واعصوصب الأمرُ
أ اُنعم في جسمٍ سليمٍ من الأذى ... وجسمك منه تنهلُ البيض والسُمرُ
أخي بعدك الأيّامُ عادت ليالياً ... عليّ فلا صبح هناك ولا عصر
لقد حاربت عيني الرقاد فلم تنم ... ولي يا أخي إن لم تنم عيني العذر
أخي أنت تدري ما لأختك راحةٌ ... وذلك من يومٍ به راعها الشمر
فلا سلوةٌ تُرجى لها بعد ما جرى ... وحتّى الزلال العذب في فمها مُرُّ
ايمنعك القوم الفرات وورده ... وذاك إلى الزهراء من ربّها مَهْرُ
أخي أنت عن جدّي وأمّي وعن أبي ... وعن حسنٍ لي سلوةٌ وبك اليسر
متى شاهدت عيناي وجهك شاهدت ... وجوههم الغراء وانكشف الضر
ومذ غبت عنّي غاب عني جميعهم ... ففقدك كسر ليس يرجى له جبر

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.