أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-11-2017
4919
التاريخ: 25-9-2017
1252
التاريخ: 8-10-2017
1811
التاريخ: 24-10-2017
2361
|
جاء في كتاب (تفسير روح البيان): عن مالك بن دينار ، أنه سئل عن سبب توبته وتوجهه الى الله عز وجل ، فقال :
كنت في مطلع العمر قاسياً ، شارباً للخمر وكانت لدي زوجة قد تعلقت بها ، ورزقني الله منها ابنه.
وكانت محبتها تزداد في قلبي يوما بعد يوم.
ولما اصبحت قادرة على المشي ، كانت محبتها قد بلغت عندي مبلغاً كبيراً.
وكانت تألفني وتأنس بي كثيراً ، كما كنت أبادلها الإلفة والأنس.
كانت كلما تناولتُ كأس الخمر أخذتها من يدي ، وسكبت ما فيها على ثيابي.
ولما بلغت عامين من عمرها ماتت ، فملأت قلبي الغصص المرة على فقدها ، ولم استقر من يومها على حال.
وفي ليلة جمعة من ليالي شعبان ، تناولت الشراب ونمت دون أن اصلي العشاء ؛ فرأيت فيما يراه النائم ، ان أهل القبور خرجوا من قبورهم ، وحشروا جميعاً وأنا معهم .
وفجأة سمعت من خلفي صوتاً.
وحين التفت رأيت أفعى سوداء كبيرة ، لا يمكن تصور كبرها ، وكانت تتجه نحوي بسرعة وفمها مفتوح .. اصابني الهلع والخوف ، فانطلقت هارباً لكنها اندفعت خلفي بسرعة كبيرة.
وفي اثناء مسيري لقيت في طريقي شيخاً مسناً حسن الوجه والرائحة .
حييته ، فرد تحيتي .
رجوت منه ان يغيثني ويحميني ، فاعتذر بانه لا يقدر على شيء امام هذه الأفعى الخبيثة ، وقال : اذهب من هنا بسرعة لعل الله يهيئ لك اسباب النجاة.
فعدت الى الهرب بسرعة حتى بلغت منزلاً من منازل القيامة ، ورأيت من هناك طبقات جهنم واهلها وكدت من شدة خوفي من الافعى ان القي بنفسي في النار.
ارتفع صوت حاد يقول : هيا ارجع ، فلست من اهل هذا المكان.
سكن قلبي بعد سماعي لهذا الصوت ، وعدت ادراجي ، ورأيت ان الافعى مازالت تلاحقني ، حتى وصلت الى ذلك الشيخ ، فقلت له : ايها الشيخ الطيب ، لقد رجوتك ان تغيثني فلم تابه لي .
بكى الشيخ وقال : لم استطع.
ولكن اذهب نحو هذا الجبل ، ففيه أمانات للمسلمين ، فان كانت لك فيه أمانة فانها ستمد لك يد العون .
تطلعت الى الجبل ، فرأيت فيه غرفاً وحجرات قد اسدلت عليها الستائر ، وأبوابها من الذهب الأحمر المحلى بالدر والياقوت.
فأسرعت نحو ذلك الجبل ، والأفعى في أثري ، وما أن اقتربت منه حتى ارتفع صوت ملائكيٌّ يقول : ارفعوا الستائر وافتحوا الأبواب واخرجوا ، فلعل لهذا المسكين امانة بينكم تغيثه من شر الاعداء.
نظرت فرأيت أطفالاً وجوههم تشع كالبدور ، يخرجون إليَّ والافعى اضحت قريبة مني كذلك ، وانقذني من حيرتي صراخ الاطفال وهم يقولون : عجل فالعدوّ قريب منك!
وبدأوا يتوافدون نحوي فوجاً إثر فوج .. وفجأة رأيت ابنتي التي توفيت وهي بينهم ؛ فما ان رأتني حتى صاحت وهي تبكي : إنه أبي والله!
ثم سارعت فأخذت يدي اليمنى بيسرها ، بينما أشارت بيدها اليمنى الى الأفعى ، فاستدارت الأفعى وانطلقت هاربة.
ثم أجلستني وجلست الى جانبي ، وراحت بيمناها تداعب لحيتي وهي تقول : يا أبتِ { أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ } [الحديد : 16] ؟
فبكيت وقلت : يا بنية ، وهل تحسنين تلاوة القرآن المجيد؟!
قالت : نحن بالقرآن أكثر معرفة منكم يا أبي.
قلت : أخبريني عن هذه الأفعى وما قصتها؟
قالت : إنها عملك السيئ يا ابي ، وقد كنت تمدها بالقوة بسيئاتك ، وكانت تريد أن توردك الى جهنم.
قلت : وهذا الشيخ المسن ، من هو؟
قالت : إنه عملك الصالح ، وقد كنت تعمل على إضعافه ، فلم يستطع أن يمد يد العون إليك أمام عملك السيئ.
قلت : وماذا تعلمين يا ابنتي في هذا الجبل؟
قالت : نحن اطفال المسلمين ، الذين قدموا من الدنيا في طور الطفولة الى هذا المكان ، وقد جعلها الله فيه الى يوم القيامة ، ونحن ننتظر آباءنا وأمهاتنا أن يأتوا إلينا ، فنشفع لهم.
يقول مالك بن دينار:
وهنا استيقظت من نومي فزعاً، وعاهدت الله على ترك شرب الخمر ، وصمت على ترك الذنوب كلياً ، وتوجهت الى الله تعالى نادماً تائباً(1).
________________
(1) القلب السليم : للسيد عبد الحسين دستغيب ، ترجمة الأستاذ نار التقي ، ج2، ص18.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
تستخدم لأول مرة... مستشفى الإمام زين العابدين (ع) التابع للعتبة الحسينية يعتمد تقنيات حديثة في تثبيت الكسور المعقدة
|
|
|