أقرأ أيضاً
التاريخ: 5-05-2015
![]()
التاريخ: 2024-01-04
![]()
التاريخ: 5-05-2015
![]()
التاريخ: 5-05-2015
![]() |
تضعنا هذه الحصيلة عن الإنسان الكامل أمام نتيجة مزدوجة ، هي من أهمّ
النتائج التي تترتب على هذا التصوّر الوجودي. فحيث يمثّل الإنسان الكامل الذروة
القصوى في معرفة القرآن ، فمعنى ذلك أنّ هناك خطّا معرفيا نازلا ومتدرّجا يستوعب
بقية البشر يكون لكلّ واحد منهم حظّه من المعرفة بحسب سعته الوجودية أساسا ، ولكن
من دون إهمال قدراته الإدراكية والعقلية. لكن هل يعني ذلك الانزلاق إلى منطق
الحتمية وحصر نصيب كلّ إنسان من المعرفة القرآنية في نطاق مرتبة أو درجة بعينها لا
يستطيع تخطّيها؟ أبدا ، الطريق للارتقاء مفتوح أمام الجميع ، وبوسع كلّ إنسان أن
يتحرّك على خط صاعد يقطع على أساسه الأشواط ويرتقي مراتب أعلى من المعرفة ، والشرط
الأساس في ذلك هي التزكية وطهارة الباطن ، لكن مرة اخرى من دون إهمال دور الإدراك.
فللإدراك العقلي والمعرفة النظرية دورهما اللذان ينهضان به ، إلّا أنّهما محدودان
في إطار منطقة معينة.
فإذن طريق الارتقاء المعرفي للتزوّد من
حقائق القرآن مفتوح أمام الإنسان ، والحركة فيه تتمّ على خلفية التزكية ونقاء
القلب وطهارة الباطن ، بحيث كلّما ازداد رصيد الإنسان من هذه العناصر ازداد حظّه
من المعرفة القرآنية وصار بوسعه الارتقاء من مرتبة إلى ما هو أعلى منها. والنصوص
على ذلك وفيرة ، منها : «قد انكشف لك ودريت ممّا سرد عليك أنّ هذه العوالم كلها
كتب إلهية وصحائف رحمانية ، لإحاطتها بصور الحقائق والمعاني ... يتلوها القاري
العارف بقوّة فكره وصفاء سرّه وسلامة طبعه عن كدورات هذه التعلّقات ، وتجرّد ذهنه
وجلاء عينه عن علوق هذه الغشاوات ، فيطالع ما فيها ويتدبّر في معانيها ويرتقي من
بعضها إلى بعض» (1). لا يهمل النصّ الإشارة إلى الذهن والفكر وعموم
النشاط الإدراكي ، لكنه لا يعوّل عليه وإنّما على تصفية الباطن وتنقية الداخل ، ويجعل
ذلك شرطا في قوّة الفكر وفاعلية الممارسة الذهنية.
أمامنا نص آخر يفسّر التفاوت المعرفي للناس
في إدراك القرآن وفهمه على أساس وجودي ، بحيث يوازي بين تنوّع خطابات القرآن وبين
درجات الناس ، بل يفسّر تنوّع الخطاب القرآني على أساس اختلاف الدرجات : «إنّ من
عادة اللّه سبحانه في هذا الكتاب أن يخاطب جمهور المكلفين بـ { أَيُّهَا النَّاسُ} ، وأهل المعرفة والإيمان منهم
بـ { يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا } ، ولأهل الولاية والقرب بـ { يا عِبادِيَ } تنبيها على تفاوت الدرجات وتباين الرتب والمقامات؛
فإنّ لنوع الإنسان درجات متفاوتة في الحقيقة والذات عند أهل الشهود. فمن الناس من
هو في طبقة النفس الحيوانية ، إلّا أنّه قابل للترقّي بالتكليف وهم أكثر الناس ، ومنهم
من تجاوزها وبلغ حدود النفس الناطقة وهم العلماء ، ومنهم من بلغ إلى مرتبة العقل
بالفعل وهم عباد اللّه الربانيّون» (2).
_____________________
(1)- تفسير القرآن العظيم 4 : 396.
(2)- نفس المصدر 2 : 40 .
|
|
ليس التفاح.. أطباء يكشفون فاكهة تبقيك بعيدا عن الاكتئاب
|
|
|
|
|
إيلون ماسك يعلن تعرض منصة "إكس" لهجوم سيبراني "ضخم"
|
|
|
|
|
العتبة العباسية تنشر لافتات احتفائية بذكرى ولادة الإمام الحسن (عليه السلام)
|
|
|