المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9117 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

امراض البقول (عفن الجذور الريزوكتوني في البقوليات)
11-4-2016
Vowel systems FIRE
2024-04-16
حكم العدول في اثناء الصلاة من الانفراد الى الائتمام وبالعكس
26-10-2016
Matthew Stewart
31-3-2016
تغير الكتلة مع السرعة
26-4-2016
التجوية الميكانيكية
2024-10-08


اعتقال هانئ  
  
2805   03:18 مساءً   التاريخ: 20-10-2017
المؤلف : باقر شريف القرشي
الكتاب أو المصدر : السيدة زينب (عليها السّلام) رائدة الجهاد في الإسلام
الجزء والصفحة : ص205-209.
القسم : السيدة زينب بنت علي بن أبي طالب / زينب في معركة كربلاء / في كربلاء /

عرف ابن زياد أنّ أهم أعضاء الثورة هانئ بن عروة الزعيم الكبير ، وفي بيته مسلم بن عقيل ، فأرسل وفداً خلفه كان منهم حسّان بن أسماء بن خارجة زعيم فزارة ، ومحمّد بن الأشعث زعيم كندة ، وعمرو بن الحجّاج وهو من زعماء مذحج ، ولمّا التقوا به قالوا له : ما يمنعك من لقاء الأمير ؛ فإنّه قد ذكرك وقال : لو علم أنّه شاكٍ لعدته . 
فاعتذر لهم وقال : الشكوى تمنعني , فلم يقنعوا بذلك ، وأخذوا يلحّون عليه في زيارته ، فاستجاب لهم على كره وسار معهم ، فلمّا كان قريباً من القصر أحسّت نفسه بالشرّ ، فقال لحسان بن أسماء : يابن الأخ ، إنّي والله لخائف من هذا الرجل ، فما ترى ؟ 
فقال له حسان : يا عمّ ، والله ما أتخوّف عليك شيئاً ، ولم تجعل على نفسك سبيلاً , وأخذ القوم يلحّون عليه بمقابلة ابن مرجانة فاستجاب لهم ، ولمّا مثل أمامه استقبله ابن مرجانة بعنف ، وقال له : أتتك بخائن رجلاه . 
وذعر هانئ فقال له : ما ذاك أيها الأمير ؟ 
فصاح به الطاغية : إيه يا هانئ ! ما هذه الأمور التي تتربّص في دارك لأمير المؤمنين وعامة المسلمين ؟ جئت بمسلم بن عقيل فأدخلته دارك ، وجمعت له السلاح والرجال في الدور حولك ، وظننت أنّ ذلك يخفى عليّ ؟ 
فأنكر هانئ وقال : ما فعلت ذلك ، وما مسلم عندي . 
ـ بلى ، قد فعلت . 
وطال النزاع واحتدم الجدال بينهما ، فرأى ابن زياد أن يحسم النزاع ، فدعا الجاسوس معقلاً ، فلمّا مثل أمامه قال لهانئ : أتعرف هذا ؟ 
ـ نعم . 
وأسقط ما في يدي هانئ ، وأطرق برأسه إلى الأرض ، ولكن سرعان ما سيطر على الموقف ، فقال لابن مرجانة : قد كان الذي بلغك ، ولن أضيع يدك عندي ؛ تشخص لأهل الشام أنت وأهل بيتك سالمين بأموالكم ؛ فإنّه جاء حقّ مَنْ هو أحقّ من حقّك وحقّ صاحبك . 
وثار ابن زياد فرفع صوته : والله ، لا تفارقني حتّى تأتيني به ـ أي بمسلم ـ . 
وسخر منه هانئ ، وردّ عليه : لا آتيك بضيفي أبداً . 
وطال الجدال بين هانئ وبين ابن مرجانة ، فانبرى مسلم بن عمر الباهلي وهو من خدام السلطة إلى ابن زياد طالباً منه أن يتخلّى بهانئ ليقنعه ، فسمح له بذلك ، فاختلى به وقال له : يا هانئ ، اُنشدك الله أن لا تقتل نفسك وتدخل البلاء على قومك ؛ إنّ هذا الرجل ـ يعني مسلماً ـ ابن عمّ القوم ، وليسوا بقاتليه ولا ضائريه ، فادفعه إليه ، فليس عليك بذلك مخزاة ولا منقصة ، إنّما تدفعه إلى السلطان . 
ولم يحفل هانئ بهذا المنطق الرخيص ؛ فهو على علم لا يخامره شكّ أنّ ابن زياد لو ظفر بمسلم لقطّعه إرباً ، ومن الطبيعي أنّ ذلك يعود بالعار والخزي على هانئ ، فكيف يسلّم وافد آل محمّد إلى هذا الإنسان الممسوخ ؟ 
وقال هانئ : بلى والله ، عليَّ في ذلك أعظم العار أن يكون مسلم في جواري وضيفي وهو رسول ابن بنت رسول الله (صلّى الله عليه وآله) ، وأنا حيّ صحيح الساعدين ، كثير الأعوان ، والله لو لم أكن إلاّ وحدي لمّا سلّمته أبداً . 
وحفل كلام هانئ بمنطق الأحرار الذين وهبوا حياتهم للمُثل العليا والقيم الكريمة . ولمّا يئس الباهلي من هانئ قال لابن زياد : أيّها الأمير ، قد أبى أن يسلّم مسلماً أو يُقتل . 
والتفت الطاغية إلى هانئ فصاح به : أتأتيني به أو لأضربنّ عنقك . 
فلم يعبأ به هانئ ، وقال : إذن تكثر البارقة حولك . 
فثار ابن مرجانة وقال : والهفا عليك ! أبالبارقة تخوّفني ؟ 
وصاح بغلامه مهران وقال له : خذه . فأخذ بضفيرتي هانئ ، وأخذ ابن زياد القضيب فاستعرض به وجهه ، وضربه ضرباً قاسياً حتّى كسر أنفه ، ونثر لحم خديه وجبينه على لحيته حتّى تحطّم القضيب ، وسالت الدماء على ثيابه ، وعمد هانئ إلى قائم سيف شرطي محاولاً اختطافه ليدافع به عن نفسه فمنعه منه ، فصاح به ابن زياد : أحروري أحللت بنفسك ، وحلّ لنا قتلك ؟! 
ثمّ أمر ابن زياد باعتقاله في أحد بيوت القصر ، وانتهى خبره إلى اُسرته من مذحج ، وهي من أكثر قبائل الكوفة عدداً إلاّ أنّها لم تكن متماسكة ، وقد شاعت الانتهازية في جميع أفرادها . 
وعلى أيّ حال ، فقد سارعت مذحج بقيادة العميل الخائن عمرو بن الحجّاج وقد رفع عقيرته لتسمعه السلطة قائلاً : أنا عمرو بن الحجّاج ، وهذه فرسان مذحج ووجوهها ، لم نخلع طاعة ولم نفارق جماعة . 
ولم يعنَ به ابن زياد ولا بقومه ، فالتفت إلى شريح القاضي فقال له : ادخل على صاحبهم فانظر إليه ثمّ اخرج إليهم فأعلمهم أنّه حيّ . وخرج شريح فدخل على هانئ ، فلمّا نظر إليه صاح مستجيراً : يا للمسلمين ! أهلكت عشيرتي ! أين أهل الدين ؟ أين أهل المصر ؟ والتفت هانئ إلى شريح فقال له : يا شريح ، إنّي لأظنّها أصوات مذحج وشيعتي من المسلمين ، إنّه إن دخل عليّ عشرة أنفر أنقذوني . 
 [ ولم ] يحفل شريح بكلام هانئ ، وإنّما مضى منفّذاً لأمر سيّده ابن مرجانة ، فخاطب مذحج قائلاً : قد نظرتُ إلى صاحبكم وإنّه حيّ لم يُقتل . 
وبادر عمرو بن الحجّاج قائلاً : إذا لم يُقتل فالحمد لله . 
وولّوا منهزمين كأنّما اُتيح لهم الخلاص من سجن ، وقد صحبوا معهم الخزي والعار ، وانطلقت الألسنة بذمّهم ، وقد ذمّهم شاعر أخفى اسمه حذراً من بطش الاُمويِّين ونقمتهم ، قال : 

فإن كنتِ لا تدرينَ ما الموت فانظري ... إلـى هـانئٍ في السوقِ وابنِ عقيلِ
إلـى بـطلٍ قـد هشّمَ السيفُ وجههُ ... وآخـر يـهوى من طمارِ قتيلِ
 أصـابهما فـرخُ الـبغيّ فـأصبحا ... أحـاديثَ مَـنْ يـسيري بكلّ سبيلِ
تـرى جـسداً قـد غيّرَ الموتُ لونهُ ... ونـضحُ دمٍ قـد سـالَ كـلّ مسيلِ
فـتىً كـان أحـيا مـن فتاةٍ حييَّةٍ ... وأقـطع مـن ذي شـفرتينِ صقيلِ
أيـركـبُ أسـماءُ الـهماليجَ آمـناً ... وقـد طـلبتهُ مـذحجٌ بـذحولِ
تـطـوفُ حـواليهِ مـرادٌ وكـلّهم ... عـلى رقـبةٍ مـن سـائلٍ ومسولِ
فــإن أنـتمُ لـم تـثأروا بـأخيكمُ ... فـكونوا بـغايا أُرضيت بقليلِ
لقد تنكّرت مذحج لزعيمها الكبير فلم تفِ له حقوقه ومعروفه الذي أسداه عليها ، وتركته أسيراً بيد ابن مرجانة يمعن في إرهاقه والتنكيل به حتّى أعدمه في وضح النهار بمرأى ومسمع منهم .

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.