المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

القرآن الكريم وعلومه
عدد المواضيع في هذا القسم 17808 موضوعاً
تأملات قرآنية
علوم القرآن
الإعجاز القرآني
قصص قرآنية
العقائد في القرآن
التفسير الجامع
آيات الأحكام

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
الفرعون رعمسيس الثامن
2024-11-28
رعمسيس السابع
2024-11-28
: نسيآمون الكاهن الأكبر «لآمون» في «الكرنك»
2024-11-28
الكاهن الأكبر (لآمون) في عهد رعمسيس السادس (الكاهن مري باستت)
2024-11-28
مقبرة (رعمسيس السادس)
2024-11-28
حصاد البطاطس
2024-11-28

التقويم الجماعي
15-2-2022
Cellular Metabolis
22-10-2015
حصاة الصفراء
21-8-2020
الوسائل التي تضمن سلامة الطفل النفسية والتربوية
18-4-2016
أنواع السياحة- السياحة الترفيهية
14-1-2018
ممارسة المكلف لنشاط اقتصادي مشابه للنشاط القديم ولكن بشكل أوسع
13-4-2016


تفسير الاية (1-3) من سورة الممتحنة  
  
7449   04:53 مساءً   التاريخ: 3-10-2017
المؤلف : اعداد : المرجع الإلكتروني للمعلوماتية
الكتاب أو المصدر : تفاسير الشيعة
الجزء والصفحة : ......
القسم : القرآن الكريم وعلومه / التفسير الجامع / حرف الميم / سورة الممتحنة /

قال تعالى : {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَقَدْ كَفَرُوا بِمَا جَاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وَإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهَادًا فِي سَبِيلِي وَابْتِغَاءَ مَرْضَاتِي تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وَأَنَا أَعْلَمُ بِمَا أَخْفَيْتُمْ وَمَا أَعْلَنْتُمْ وَمَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَوَاءَ السَّبِيلِ (1) إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْدَاءً وَيَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وَأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ وَوَدُّوا لَوتَكْفُرُونَ (2) لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحَامُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ وَاللَّهُ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} [الممتحنة: 1 - 3].

 

تفسير مجمع البيان
- ذكر الطبرسي في تفسير هذه  الآيات (1) :

{يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} خاطب سبحانه المؤمنين ونهاهم أن يتخذوا الكافرين أولياء يوالونهم ويستنصرون بهم وينصرونهم {تلقون إليهم بالمودة} أي تلقون إليهم المودة وتبذلون لهم النصيحة يقال ألقيت إليك بسري وقيل معناه تلقون إليهم أخبار رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلّم) بالمودة التي بينكم وبينهم عن الزجاج {وقد كفروا بما جاءكم من الحق} وهو القرآن والإسلام {يخرجون الرسول وإياكم} من مكة {أن تؤمنوا بالله ربكم} أي لأن تؤمنوا أو كراهة أن تؤمنوا فكأنه قال يفعلون ذلك لإيمانكم بالله ربكم الذي خلقكم {إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي} والمعنى أن كان غرضكم في خروجكم وهجرتكم الجهاد وطلب رضاي فأوفوا خروجكم حقه من معاداتهم ولا تلقوا إليهم بالمودة ولا تتخذوهم أولياء {تسرون إليهم بالمودة} أي تعلمونهم في السر أن بينكم وبينهم مودة وقيل الباء للتعليل أي تعلمونهم بأحوال الرسول في السر بالمودة التي بينكم وبينهم فعل من يظن أنه يخفى علي ما يفعله {وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم} لا يخفى علي شيء من ذلك فأطلع رسولي عليه {ومن يفعله منكم} أي ومن أسر إليهم بالمودة وألقى إليهم أخبار رسولي منكم يا جماعة المؤمنين بعد هذا البيان {فقد ضل سواء السبيل} أي عدل عن طريق الحق وجار عن سبيل الرشد وفي هذه الآية دلالة على أن الكبيرة لا تخرج عن الإيمان لأن أحد من المسلمين لا يقول إن حاطبا قد خرج من الإيمان بما فعله من الكبيرة الموبقة.

 {إن يثقفوكم} يعني أن هؤلاء الكفار أن يصادفوكم مقهورين ويظفروا بكم {يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء} أي يمدوا إليكم أيديهم بالضرب والقتل ويبسطوا إليكم ألسنتهم بالشتم والمعنى أنهم يعادونكم ولا ينفعكم ما تلقون إليهم ولا يتركون غاية في إلحاق السوء بكم باليد واللسان {وودوا} مع ذلك {لو تكفرون} بالله كما كفروا وترجعون عن دينكم {لن تنفعكم أرحامكم} أي ذوو أرحامكم والمعنى قراباتكم {ولا أولادكم} أي لا يحملنكم قراباتكم ولا أولادكم التي بمكة على خيانة النبي (صلى الله عليه وآله وسلّم) والمؤمنين فلن ينفعكم أولئك الذين عصيتم الله لأجلهم {يوم القيامة يفصل} الله {بينكم} فيدخل أهل الإيمان والطاعة الجنة وأهل الكفر والمعصية النار ويميز بعضكم من بعض ذلك اليوم فلا يرى القريب المؤمن في الجنة قريبه الكافر في النار وقيل معناه يقضي بينكم من فصل القضاء {والله بما تعملون بصير} أي عليم بأعمالكم علم الله سبحانه بما عمله حاطب من مكاتبة أهل مكة حتى أخبر نبيه (صلى الله عليه وآله وسلّم) بذلك .

_______________________

1- مجمع البيان ، الطبرسي ، ج9 ، ص447-448.

تفسير الكاشف
- ذكر محمد جواد مغنية في تفسير هذه  الآيات (1) :

 {يا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} .

أمر سبحانه المؤمنين ان لا يتواصلوا بالولاية والمحبة مع أعداء الحق وأهله ، ولا يلتقوا معهم بأية صلة مهما كانت الدواعي والأسباب ، لأنهم أعداء اللَّه وأعداء من آمن به {وقَدْ كَفَرُوا بِما جاءَكُمْ مِنَ الْحَقِّ يُخْرِجُونَ الرَّسُولَ وإِيَّاكُمْ أَنْ تُؤْمِنُوا بِاللَّهِ رَبِّكُمْ} . تشير هذه الآية إلى السبب الموجب للنهي عن اتخاذ أعداء الحق أولياء وأصدقاء ، وهو أولا انهم كفروا بالقرآن ونبوة محمد (صلى الله عليه واله وسلم) تمردا وعنادا للحق .

ثانيا انهم أخرجوا النبي ومن آمن به من ديارهم لا لشيء إلا لأنهم عبدوا اللَّه وحده ونبذوا الشرك وعبادة الأصنام {إِنْ كُنْتُمْ خَرَجْتُمْ جِهاداً فِي سَبِيلِي وابْتِغاءَ مَرْضاتِي} . ما دمتم قد تركتم الأهل والأوطان لإعلاء كلمة اللَّه فكيف توالون أعداء اللَّه ؟ . وهل يجتمع في قلب واحد مودة اللَّه ومودة أعدائه ؟ . فأنّى تصرفون ؟ .

{تُسِرُّونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ وأَنَا أَعْلَمُ بِما أَخْفَيْتُمْ وما أَعْلَنْتُمْ} . أتوادون سرا أعداء اللَّه ، وتحسبون ان اللَّه لا يعلم سريرتكم وأسراركم ؟ . كيف وكل سر عنده علانية ، وكل غيب عنده شهادة ؟ {ومَنْ يَفْعَلْهُ مِنْكُمْ فَقَدْ ضَلَّ سَواءَ السَّبِيلِ} . هذا تهديد ووعيد لكل من حاد عن طريق الهدى والحق بخاصة الخائنين والمتآمرين {إِنْ يَثْقَفُوكُمْ يَكُونُوا لَكُمْ أَعْداءً ويَبْسُطُوا إِلَيْكُمْ أَيْدِيَهُمْ وأَلْسِنَتَهُمْ بِالسُّوءِ} . لو سنحت الفرصة لأعداء الحق وظفروا بالمؤمنين لسلقوهم بألسنة حداد ، وبسطوا إليهم الأيدي بالضرب والقتل {ووَدُّوا لَو تَكْفُرُونَ} . هذه هي أمنية الشيطان بالذات الذي لا يريد للإنسان إلا الضلال والهلاك ، وأي عداء أعظم من هذا العداء ؟ {لَنْ تَنْفَعَكُمْ أَرْحامُكُمْ ولا أَوْلادُكُمْ يَوْمَ الْقِيامَةِ يَفْصِلُ بَيْنَكُمْ واللَّهُ بِما تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ} . لا الأموال والأولاد ، ولا العلوم والأنساب تجدي نفعا يوم الحساب والجزاء إلا العمل الصالح .

وتكرر هذا المعنى في العديد من الآيات ، منها الآية 116 من سورة آل عمران .

______________________
1- الكاشف ، محمد جواد مغنية ، ج7 ، ص298-299.

تفسير الميزان
- ذكر الطباطبائي في تفسير هذه الآيات (1) :

تذكر السورة موالاة المؤمنين لأعداء الله من الكفار وموادتهم وتشدد النهي عن ذلك تفتتح به وتختتم وفيها شيء من أحكام النساء المهاجرات وبيعة المؤمنات، وكونها مدنية ظاهر.

قوله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة} إلخ، سياق الآيات يدل على أن بعض المؤمنين من المهاجرين كانوا يسرون الموادة إلى المشركين بمكة ليحموا بذلك من بقي من أرحامهم وأولادهم بمكة بعد خروجهم أنفسهم منها بالمهاجرة إلى المدينة فنزلت الآيات ونهاهم الله عن ذلك، ويتأيد بهذا ما ورد أن الآيات نزلت في حاطب بن أبي بلتعة أسر كتابا إلى المشركين بمكة يخبرهم فيه بعزم رسول الله (صلى الله عليه وآله وسلم) على الخروج إليها لفتحها، فعل ذلك ليكون يدا له عليهم يقي بها من كان بمكة من أرحامه وأولاده فأخبر الله بذلك نبيه (صلى الله عليه وآله وسلم) ونزلت، وستوافيك قصته في البحث الروائي التالي إن شاء الله تعالى.

فقوله: {يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء} العدو معروف ويطلق على الواحد والكثير والمراد في الآية هو الكثير بقرينة قوله: أولياء وإليهم وغير ذلك، وهم المشركون بمكة، وكونهم عدوه من جهة اتخاذهم له شركاء يعبدونهم ولا يعبدون الله ويردون دعوته ويكذبون رسوله، وكونهم أعداء للمؤمنين لإيمانهم بالله وتفديتهم أموالهم وأنفسهم في سبيله فمن يعادي الله يعاديهم.

وذكر عداوتهم للمؤمنين مع كفاية ذكر عداوتهم لله في سوق النهي لتأكيد التحذير والمنع كأنه قيل: من كان عدوا لله فهو عدو لكم فلا تتخذوه وليا.

وقوله: {تلقون إليهم بالمودة} بالمودة مفعول {تلقون} والباء زائدة كما في قوله: ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة ، والمراد بإلقاء المودة إظهارها أو إيصالها، والجملة صفة أوحال من فاعل {لا تتخذوا}.

وقوله: {وقد كفروا بما جاءكم من الحق} هو الدين الحق الذي يصفه كتاب الله ويدعو إليه النبي (صلى الله عليه وآله وسلم)، والجملة حالية.

وقوله: {يخرجون الرسول وإياكم أن تؤمنوا بالله ربكم} الجملة حالية والمراد بإخراج الرسول وإخراجهم اضطرارهم الرسول والمؤمنين إلى الخروج من مكة والمهاجرة إلى المدينة، و{أن تؤمنوا بالله ربكم} بتقدير اللام متعلق بيخرجون، والمعنى: يجبرون الرسول وإياكم على المهاجرة من مكة لإيمانكم بالله ربكم.

وتوصيف الله بقوله: {ربكم} للإشارة إلى أنهم يؤاخذونهم على أمر حق مفروض ليس بجرم فإن إيمان الإنسان بربه مفروض عليه وليس من الجرم في شيء.

وقوله: {إن كنتم خرجتم جهادا في سبيلي وابتغاء مرضاتي} متعلق بقوله: {لا تتخذوا} وجزاء الشرط محذوف يدل عليه المتعلق، و{جهادا} مصدر مفعول له، و{ابتغاء} بمعنى الطلب و{المرضاة} مصدر كالرضا، والمعنى: لا تتخذوا عدوي وعدوكم أولياء إن كنتم هاجرتم للمجاهدة في سبيلي ولطلب رضاي.

وتقييد النهي عن ولائهم واشتراطه بخروجهم للجهاد وابتغائهم مرضاته من باب اشتراط الحكم بأمر محقق الوقوع تأكيدا له وإيذانا بالملازمة بين الشرط والحكم كقول الوالد لولده: إن كنت ولدي فلا تفعل كذا.

وقوله: {تسرون إليهم بالمودة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم} أسررت إليه حديثا أي أفضيت إليه في خفية فمعنى {تسرون إليهم بالمودة} تطلعونهم على ما تسرون من مودتهم - على ما قاله الراغب - والإعلان خلاف الإخفاء، و{أنا أعلم} إلخ، حال من فاعل {تسرون} و{أعلم} اسم تفضيل، واحتمل بعضهم أن يكون فعل المتكلم وحده من المضارع متعديا بالباء لأن العلم ربما يتعدى بها.

وجملة: {تسرون إليهم} إلخ، استئناف بيانية كأنه قيل بعد استماع النهي السابق: ما ذا فعلنا فأجيب: تطلعونهم سرا على مودتكم لهم وأنا أعلم بما أخفيتم وما أظهرتم أي أنا أعلم بقولكم وفعلكم علما يستوي بالنسبة إليه إخفاؤكم وإظهاركم.

ومنه يعلم أن قوله: {بما أخفيتم وما أعلنتم} معا يفيدان معنى واحدا وهو استواء الإخفاء والإعلان عنده تعالى لإحاطته بما ظهر وما بطن فلا يرد أن ذكر {ما أخفيتم} يغني عن ذكر {ما أعلنتم} لأن العالم بما خفي عالم بما ظهر بطريق أولى.

وقوله: {ومن يفعل ذلك منكم فقد ضل سواء السبيل} الإشارة بذلك إلى إسرار المودة إليهم وهو الموالاة، و{سواء السبيل} من إضافة الصفة إلى الموصوف أي السبيل السوي والطريق المستقيم وهو مفعول {ضل} أو منصوب بنزع الخافض والتقدير فقد ضل عن سواء السبيل، والسبيل سبيل الله تعالى.

قوله تعالى: {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء} إلخ، قال الراغب: الثقف - بالفتح فالسكون - الحذق في إدراك الشيء وفعله.

قال: ويقال: ثقفت كذا إذا أدركته ببصرك لحذق في النظر ثم يتجوز به فيستعمل في الإدراك وإن لم يكن معه ثقافة.

انتهى.

وفسره غيره بالظفر ولعله بمعونة مناسبة المقام، والمعنيان متقاربان.

والآية مسوقة لبيان أنه لا ينفعهم الإسرار بالمودة للمشركين في جلب محبتهم ورفع عداوتهم شيئا وأن المشركين على الرغم من إلقاء المودة إليهم أن يدركوهم ويظفروا بهم يكونوا لهم أعداء من دون أن يتغير ما في قلوبهم من العداوة.

وقوله: {ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء وودوا لو تكفرون} بمنزلة عطف التفسير لقوله: {يكونوا لكم أعداء} وبسط الأيدي بالسوء كناية عن القتل والسبي وسائر أنحاء التعذيب وبسط الألسن بالسوء كناية عن السب والشتم.

والظاهر أن قوله: {وودوا لو تكفرون} عطف على الجزاء والماضي بمعنى المستقبل كما يقتضيه الشرط والجزاء، والمعنى: أنهم يبسطون إليكم الأيدي والألسن بالسوء ويودون بذلك لو تكفرون كما كانوا يفتنون المؤمنين بمكة ويعذبونهم يودون بذلك أن يرتدوا عن دينهم.

والله أعلم.

قوله تعالى: {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة} دفع لما ربما يمكن أن يتوهم عذرا لإلقاء المودة إليهم إن في ذلك صيانة لأرحامهم وأولادهم الذين تركوهم بمكة بين المشركين من أذاهم.

والجواب أن أمامكم يوما تجازون فيه على معصيتكم وطالح عملكم ومنه موالاة الكفار ولا ينفعكم اليوم أرحامكم ولا أولادكم الذين قدمتم صيانتهم من أذى الكفار على صيانة أنفسكم من عذاب الله بترك موالاة الكفار.

وقوله: {يفصل بينكم} أي يفصل الله يوم القيامة بينكم بتقطع الأسباب الدنيوية كما قال تعالى: {فإذا نفخ في الصور فلا أنساب بينهم يومئذ{: المؤمنون: 101، وذلك أن القرابة وهي انتهاء إنسانين أو أكثر إلى رحم واحدة إنما تؤثر آثارها من الرحمة والمودة والألفة والمعاونة والمعاضدة والعصبية والخدمة وغير ذلك من الآثار في ظرف الحياة الاجتماعية التي تسوق الإنسان إليه حاجته إليها بالطبع بحسب الآراء والعقائد الاعتبارية التي أوجدها فيه فهمه الاجتماعي، ولا خبر عن هذه الآراء في الخارج عن ظرف الحياة الاجتماعية.

وإذا برزت الحقائق وارتفع الحجاب وانكشف الغطاء يوم القيامة ضلت عن الإنسان هذه الآراء والمزاعم وانقطعت روابط الاستقلال بين الأسباب ومسبباتها كما قال تعالى: { لَقَدْ تَقَطَّعَ بَيْنَكُمْ وَضَلَّ عَنْكُمْ مَا كُنْتُمْ تَزْعُمُونَ } [الأنعام: 94] ، وقال: {وَرَأَوُا الْعَذَابَ وَتَقَطَّعَتْ بِهِمُ الْأَسْبَابُ} [البقرة: 166]

فيومئذ تتقطع رابطة الأنساب ولا ينتفع ذو قرابة من قرابته شيئا فلا ينبغي للإنسان أن يخون الله ورسوله بموالاة أعداء الدين لأجل أرحامه وأولاده فليسوا يغنونه عن الله يومئذ.

وقيل: المراد أنه يفرق الله بينكم يوم القيامة بما فيه من الهول الموجب لفرار كل منكم من الآخر حسبما نطق به قوله تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ (36) لِكُلِّ امْرِئٍ مِنْهُمْ يَوْمَئِذٍ شَأْنٌ يُغْنِيهِ} [عبس: 34 - 37] ، والوجه السابق أنسب للمقام.

وقيل: المراد أنه يميز بعضكم يومئذ من بعض فيدخل أهل الإيمان والطاعة الجنة، وأهل الكفر والمعصية النار ولا يرى القريب المؤمن في الجنة قريبه الكافر في النار.

وفيه أنه وكان لا بأس به في نفسه لكنه غير مناسب للمقام إذ لا دلالة في المقام على كفر أرحامهم وأولادهم.

وقيل: المراد بالفصل فصل القضاء والمعنى: أن الله يقضي بينكم يوم القيامة.

وفيه ما في سابقه من عدم المناسبة للمورد فإن فصل القضاء إنما يناسب الاختلاف كما في قوله تعالى: { إِنَّ رَبَّكَ هُوَ يَفْصِلُ بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُوا فِيهِ يَخْتَلِفُونَ } [السجدة: 25] ، ولا ارتباط في الآية بذلك.

وقوله: {والله بما تعملون بصير} متمم لقوله: {لن تنفعكم} كالمؤكد له والمعنى: لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم يوم القيامة في رفع تبعة هذه الخيانة وأمثالها والله بما تعملون بصير لا يخفى عليه ما هي هذه الخيانة فيؤاخذكم عليها لا محالة.

قوله تعالى: {قد كانت لكم أسوة حسنة في إبراهيم والذين معه} إلى آخر الآيتين، والخطاب للمؤمنين، والأسوة الاتباع والاقتداء، وفي قوله: {والذين معه} بظاهره دلالة على أنه كان معه من آمن به غير زوجته ولوط.

وقوله: {إذ قالوا لقومهم إنا برءآؤا منكم ومما تعبدون من دون الله} أي إنا بريئون منكم ومن أصنامكم بيان لما فيه الأسطورة والاقتداء.

وقوله: {كفرنا بكم وبدا بيننا وبينكم العداوة والبغضاء أبدا حتى تؤمنوا بالله وحده} بيان لمعنى البراءة بأثرها وهو الكفر بهم وعداوتهم ما داموا مشركين حتى يوحدوا الله سبحانه.

والمراد بالكفر بهم الكفر بشركهم بدليل قوله: {حتى تؤمنوا بالله وحده}، والكفر بشركهم مخالفتهم فيه عملا كما أن العداوة بينونة ومخالفة قلبا.

فقد فسروا براءتهم منهم بأمور ثلاثة: مخالفتهم لشركهم عملا، والعداوة والبغضاء بينهم قلبا، واستمرار ذلك ما داموا على شركهم إلا أن يؤمنوا بالله وحده.

وقوله: {إلا قول إبراهيم لأبيه لأستغفرن لك وما أملك لك من الله من شيء}، استثناء مما تدل عليه الجمل المتقدمة أن إبراهيم والذين معه تبرءوا من قومهم المشركين قولا مطلقا.

وقطعوا أي رابطة تربطهم بالقوم وتصل بينهم إلا ما قال إبراهيم لأبيه: {لأستغفرن لك} إلخ.

ولم يكن قوله: {لأستغفرن لك} توليا منه بل وعدا وعده إياه رجاء أن يتوب عن الشرك و يؤمن بالله وحده كما يدل عليه قوله تعالى: {وَمَا كَانَ اسْتِغْفَارُ إِبْرَاهِيمَ لِأَبِيهِ إِلَّا عَنْ مَوْعِدَةٍ وَعَدَهَا إِيَّاهُ فَلَمَّا تَبَيَّنَ لَهُ أَنَّهُ عَدُوٌّ لِلَّهِ تَبَرَّأَ مِنْهُ } [التوبة: 114] ، حيث يفيد أنه (عليه السلام) إنما وعده لأنه لم يتبين له بعد أنه عدو لله راسخ في عداوته ثابت في شركه فكان يرجو أن يرجع عن شركه و يطمع في أن يتوب و يؤمن فلما تبين له رسوخ عداوته و يئس من إيمانه تبرأ منه.

على أن قوله تعالى في قصة محاجته أباه في سورة مريم: {قَالَ سَلَامٌ عَلَيْكَ سَأَسْتَغْفِرُ لَكَ رَبِّي إِنَّهُ كَانَ بِي حَفِيًّا (47) وَأَعْتَزِلُكُمْ وَمَا تَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ } [مريم: 47، 48] ، يتضمن وعده أباه بالاستغفار و إخباره بالاعتزال و لو كان وعده الاستغفار توليا منه لأبيه لكان من الحري أن يقول: واعتزل القوم، لا أن يقول: وأعتزلكم فيدخل أباه فيمن يعتزلهم وليس الاعتزال إلا التبري.

فالاستثناء استثناء متصل من أنهم لم يكلموا قومهم إلا بالتبري والمحصل من المعنى: أنهم إنما ألقوا إليهم القول بالتبري إلا قول إبراهيم لأبيه: لأستغفرن لك فلم يكن تبريا ولا توليا بل وعدا وعده أباه رجاء أن يؤمن بالله.

وهاهنا شيء وهو أن مؤدى آية التوبة {فلما تبين له أنه عدو لله تبرء منه} أن تبريه الجازم إنما كان بعد الوعد وبعد تبين عداوته لله، وقوله تعالى في الآية التي نحن فيها: {إذ قالوا لقومهم إنا برءاؤا منكم} إخبار عن تبريهم الجازم القاطع فيكون ما وقع في الاستثناء من قول إبراهيم لأبيه وعدا واقعا قبل تبريه الجازم ومن غير جنس المستثنى منه فيكون الاستثناء منقطعا لا متصلا.

_________________________

1- الميزان ، الطباطبائي ، ج19، ص199-204.

تفسير الامثل
- ذكر الشيخ ناصر مكارم الشيرازي في تفسير هذه  الآيات (1) :

نتيجة الولاء لأعداء الله:

علمنا ممّا تقدّم أنّ سبب نزول الآيات السابقة هو التصرّف المشين الذي صدر من أحد المسلمين (حاطب بن أبي بلتعة) ورغم أنّه لم يكن قاصداً التجسّس إلاّ أنّ عمله نوع من إظهار المودّة لأعداء الإسلام، فجاءت الآيات الكريمة تحذّر المسلمين من تكرار مثل هذه التصرّفات مستقبلا وتنهاهم عنها.

يقول سبحانه في البداية: {يا أيّها الذين آمنوا لا تتّخذوا عدوّي وعدوّكم أولياء} مؤكّداً أنّ أعداء الله وحدهم هم الذين يضمرون العداء للمؤمنين والحقد عليهم، ومع هذا التصوّر فكيف تمدّون يد الصداقة والودّ لهم؟

ويضيف تعالى: {تلقون إليهم بالمودّة وقد كفروا بما جاءكم من الحقّ يخرجون الرّسول وإيّاكم أن تؤمنوا بالله ربّكم}(2).

إنّهم يخالفونكم في العقيدة، كما أنّهم شنّوا عليكم الحرب عمليّاً، ويعتبرون إيمانكم بالله ـ الذي هو أكبر فخر لكم وأعظم قداسة تجلّلكم ـ غاية الجرم وأعظم الذنب، ولهذا السبب قاموا بإخراجكم من دياركم وشتّتوكم من بلادكم .. ومع هذه الأعمال التي مارسوها معكم، هل من المناسب إظهار المودّة لهم، والسعي لإنقاذهم من يد العدالة والجزاء الإلهي على يد المقاتلين المسلمين المقتدرين؟

ثمّ يضيف القرآن الكريم موضّحاً: {إن كنتم خرجتم في سبيلي وابتغاء مرضاتي}(3) فلا تعقدوا معهم أواصر الولاء والودّ .

فإذا كنتم ممّن تدّعون حبّ الله حقّاً، وهاجرتم من دياركم لأجله سبحانه وترغبون في الجهاد في سبيله طلباً لرضاه تعالى، فإنّ هذه الأهداف العظيمة لا يناسبها إظهار الولاء لأعداء الله سبحانه.

ثمّ يضيف عزّوجلّ للمزيد من الإيضاح فيقول: {تسرّون إليهم بالمودّة وأنا أعلم بما أخفيتم وما أعلنتم}(4)(5).

وبناءً على هذا فما عسى أن يغني الإخفاء وهو واقع بعلم الله في الغيب والشهود؟

وفي نهاية الآية نجد تهديداً شديداً لمن يجانب السبيل الذي أمر به الله سبحانه بقوله: {ومن يفعله منكم فقد ضلّ سواء السبيل}.

فمن جهة إنحرف عن معرفة الله تعالى بظنّه أنّ الله لا يعلم ولا يرى ما يصنع، وكذلك إنحرف عن طريق الإيمان والإخلاص والتقوى، حينما يعقد الولاء وتقام أواصر المودّة مع أعداء الله، وبالإضافة إلى ذلك فانّه وجّه ضربة قاصمة إلى حياته حينما أفشى أسرار المسلمين إلى الأعداء، ويمثّل ذلك أقبح الأعمال وأسوأ الممارسات حينما يسقط الشخص المؤمن بهذا الوحل ويقوم بمثل هذه الأعمال المنحرفة بعد بلوغه مرتبة الإيمان والقداسة.

وفي الآية اللاحقة يضيف سبحانه للتوضيح والتأكيد الشديد في تجنّب موالاتهم: {إن يثقفوكم يكونوا لكم أعداء ويبسطوا إليكم أيديهم وألسنتهم بالسوء}(6).

أنتم تكنّون لهم الودّ في الوقت الذي يضمرون لكم حقداً وعداوة عميقة ومتأصّلة، وإذا ما ظفروا بكم فإنّهم لن يتوانوا عن القيام بأي عمل ضدّكم، وينتقمون منكم ويؤذونكم بأيديهم وبألسنتهم وبمختلف وسائل المكر والغدر فكيف ـ إذن ـ تتألّمون وتحزنون على فقدانهم مصالحهم؟

والأدهى من ذلك هو سعيهم الحثيث في ردّكم عن دينكم وإسلامكم، والعمل على تجريدكم من أعظم مكسب وأكبر مفخرة لكم، وهي حقيقة الإيمان {وودّوا لو تكفرون} وهذه أوجع ضربة وأعظم مأساة وأكبر داهية يريدون إلحاقها بكم.

وفي آخر آية من هذه الآيات يستعرض سبحانه الجواب على «حاطب بن أبي بلتعة» ومن يسايره في منهجه من الأشخاص، حينما قال في جوابه لرسول الله عن السبب الذي حدا به إلى إفشاء أسرار المسلمين لمشركي مكّة، حيث قال بلتعة: أهلي وعيالي في مكّة، وأردت أن أمنع عنهم الأذى وأصونهم بعملي هذا،  (واتّخذ عند أهلها يداً) يقول تعالى: {لن تنفعكم أرحامكم ولا أولادكم}.

وذلك لأنّ الأرحام والأولاد المشركين سوف لن يجلبوا خيراً وعزّة في الدنيا ولا نجاة في الآخرة. إذن لماذا تتصرّفون وتعملون مثل هذا العمل الذي يوجب سخط البارىء، وذلك بالتقرّب من أعداء الله وإرضاء المشركين والبعد عن أوليائه تعالى وجلب الضرر على المسلمين؟

ثمّ يضيف تعالى: {يوم القيامة يفصل بينكم}(7).

وهذا تأكيد على أنّ مقام أهل الإيمان هو الجنّة، وأنّ أهل الكفر يساقون إلى جهنّم وبئس المصير، وهو بيان آخر وتوضيح لما تقدّم سابقاً من أنّ عملية الفرز والفصل ستكون فيما بينكم، حيث ستقطع الأواصر بصورة تامّة بين الأرحام بلحاظ طبيعة الإيمان والكفر الذي هم عليه، ولن يغني أحد عن الآخر شيئاً، وهذا المعنى مشابه لما ورد في قوله تعالى: {يَوْمَ يَفِرُّ الْمَرْءُ مِنْ أَخِيهِ (34) وَأُمِّهِ وَأَبِيهِ (35) وَصَاحِبَتِهِ وَبَنِيهِ } [عبس: 34 - 36] .

وفي نهاية الآية يحذّر الجميع مرّة اُخرى بقوله تعالى: {والله بما تعملون بصير}.

إنّه عالم بنيّاتكم، وعالم بالأعمال التي تصدر منكم، سواء كانت في حالة السرّ أو العلن، وإذا كانت المصلحة الإلهية تقتضي عدم إفشاء أسراركم أحياناً كما في حادثة حاطب بن أبي بلتعة، فلأنّها لحكمة أو مصلحة يراها سبحانه، وليس لأنّه لا يعلم بها أو تخفى عليه خافية.

وفي الحقيقة إنّ علم الله بالغيب والشهود، والسرّ والعلن، وسيلة مؤثّرة وعظيمة في تربية الإنسان حيث يشعر دائماً بأنّه في محضر الباريء عزّوجلّ الرقيب على قوله وعمله، بل حتّى على نيّته، وهنا تصدق مقولة أنّ التقوى وليدة المعرفة التامّة بالله عزّوجلّ.

_______________________

1- الامثل ، ناصر مكارم الشيرازي ، ج14 ، 116-119.

2 ـ جملة: (تلقون إليهم بالمودّة) قالوا: إنّها حال من ضمير (لا تتّخذوا) كما قيل: إنّها جملة إستئنافية (الكشّاف، ج4، ص512).

الباء في (المودّة) إمّا زائدة للتأكيد كما في قوله تعالى: (ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة) أو أنّها سببيّة بحذف المفعول الذي تقديره: (تلقوا إليهم أخبار رسول الله بسبب المودّة التي بينكم وبينهم) الكشّاف أيضاً.

3 ـ يعتقد بعض المفسّرين أنّ هذه الجملة الشرطية لها جزاء محذوف يستفاد من الجملة السابقة تقديره: (وإن كنتم خرجتم جهاداً في سبيلي وابتغاء مرضاتي لا تتولّوا أعدائي).

4 ـ الجملة أعلاه جملة إستئنافية.

5 ـ التعبير هنا بـ (ما أخفيتم) عوض (ما أسررتم) جاء تأكيداً للمبالغة، لأنّ الإخفاء مرحلة أعمق من السرّ (تفسير الفخر الرازي نهاية الآيات مورد البحث).

6 ـ يثقفوكم من مادّة: (ثقف ثقافة) بمعنى المهارة في تشخيص أو إنجاز شيء ما، ولهذا السبب

تستعمل ـ أيضاً ـ بمعنى الثقافة أو التمكّن والتسلّط المقترن بمهارة على الشيء.

7 ـ يعتقد أكثر المفسّرين أنّ: (يوم القيامة) متعلّقة بـ (يفصل) إلاّ أنّ البعض الآخر يعتقد بأنّها متعلّقة بـ (لن تنفعكم) والنتيجة أنّ كلا الرأيين متقاربان بالرغم من أنّ المعنى الأوّل أنسب حسب الظاهر.

كما أنّ الملاحظ أنّ البعض فسّر (يفصل) بمعنى فصل شيئين بالمعنى المتعارف، والبعض الآخر إعتبرها من (فصل) بمعنى الحكم والقضاء بين إثنين، إلاّ أنّ المعنى الأوّل أصحّ.

 




وهو تفسير الآيات القرآنية على أساس الترتيب الزماني للآيات ، واعتبار الهجرة حدّاً زمنيّاً فاصلاً بين مرحلتين ، فكلُّ آيةٍ نزلت قبل الهجرة تُعتبر مكّيّة ، وكلّ آيةٍ نزلت بعد الهجرة فهي مدنيّة وإن كان مكان نزولها (مكّة) ، كالآيات التي نزلت على النبي حين كان في مكّة وقت الفتح ، فالمقياس هو الناحية الزمنيّة لا المكانيّة .

- المحكم هو الآيات التي معناها المقصود واضح لا يشتبه بالمعنى غير المقصود ، فيجب الايمان بمثل هذه الآيات والعمل بها.
- المتشابه هو الآيات التي لا تقصد ظواهرها ، ومعناها الحقيقي الذي يعبر عنه بـ«التأويل» لا يعلمه الا الله تعالى فيجب الايمان بمثل هذه الآيات ولكن لا يعمل بها.

النسخ في اللغة والقاموس هو بمعنى الإزالة والتغيير والتبديل والتحوير وابطال الشي‏ء ورفعه واقامة شي‏ء مقام شي‏ء، فيقال نسخت الشمس الظل : أي ازالته.
وتعريفه هو رفع حكم شرعي سابق بنص شرعي لا حق مع التراخي والزمان بينهما ، أي يكون بين الناسخ والمنسوخ زمن يكون المنسوخ ثابتا وملزما بحيث لو لم يكن النص الناسخ لاستمر العمل بالسابق وكان حكمه قائما .
وباختصار النسخ هو رفع الحكم الشرعي بخطاب قطعي للدلالة ومتأخر عنه أو هو بيان انتهاء امده والنسخ «جائز عقلا وواقع سمعا في شرائع ينسخ اللاحق منها السابق وفي شريعة واحدة» .