أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-9-2017
1116
التاريخ: 27-8-2017
1458
التاريخ: 17-9-2017
627
التاريخ: 17-9-2017
1140
|
استيلاء طاهر على بغداد:
في سنة ثمان وتسعين ومائة لحق خزيمة بن خازم بطاهر وفارق الأمين ودخل هرثمة إلى الجانب الشرقي وكان سبب ذلك أن طاهرا أرسل الى خزيمة أن انفصل الأمر بيني وبين محمد ولم يكن لك في نصرتي الا أقصر في أمرك فأجابه بالطاعة وقال له لو كنت أنت النازل الجانب الشرقي مكان هرثمة لحمل نفسه اليه وأخبره قلة ثقته بهرثمة إلا أن يضمن له القيام دونه لخوفه من العامة، فكتب طاهر إلى هرثمة يعجزه ويلومه ويقول: جمعت الأجناد وأتلفت الأموال وقد وقفت وقوف المحجم عمن بإزائك فاستعد للدخول إليهم فقد أحكمت الأمر على دفع العسكر وقطع الجسور وأرجو أن لا يختلف عليك اثنان فأجابه هرثمة بالسمع والطاعة فكتب طاهر إلى خزيمة بذلك وكتب إلى محمد بن علي بن عيسى بن ماهان بمثل ذلك فلما كان ليلة الأربعاء لثمان بقين من المحرم وثب خزيمة ومحمد بن علي بن عيسى على جسر دجلة فقطعاه وخلعا محمدا الأمين وسكن أهل عسكر المهدي ولم يدخل هرثمة حتى مضى إليه نفر من القواد وحلفوا له أنه لا يرى منهم مكروها فدخل إليهم فقال الحسين الخليع في ذلك :
علينـــا جميعـــا مـن خزيمة منـة *** بما أخمـــد الرحمــــن نائرة الحرب
تولــى أمــور المسلمين بنفســـه *** فدب وحــامى عنهــــم أشرف الذب
ولولا أبو العباس ما انفك دهرنا *** ينيب علــى عتب ويعدو علــى عتب
خزيمـــة لـــم يذكر له مثل هذه *** إذا اضطربت سرق البلاد مع الغرب
أناخ بجسري دجلة القطع والقنا *** شوارع والأرواح في راحـة الغضب
وهي عدة أبيات فلما كان الغد تقدم طاهر إلى المدينة والكرخ فقاتل هناك قتالا شديدا فهزم الناس حتى ألحقهم بالكرخ وقاتلهم فيه فهزمهم فمروا لا يلوون على شيء فدخلها طاهر بالسيف وأمر مناديه فنادى من لزم بيته فهو آمن ووضع بسوق الكرخ وقصر الوضاح جندا على قدر حاجته وقصد إلى مدينة المنصور وأحاط بها وبقصر زبيدة وقصر الخلد من باب الجسر إلى باب خراسان وباب الشام وباب الكوفة وباب البصرة وشاطئ الصراة إلى مصبها في دجلة وثبت على قتال طاهر حاتم بن الصقر والهرش والأفارقة فنصب المجانيق بازاء قصر زبيدة وقصر الخلد وأخذ الأمين أمه وأولاده إلى مدينة المنصور وتفرق منه عامة جنده وخصيانه وجواريه في الطريق لا يلوي أحد على أحد وتفرق السفلة والغوغاء وتحصن محمد بمدينة المنصور وحصره طاهر وأخذ عليه الأبواب وبلغ خبر هذه الوقعة عمرو الوراق فقال لمخبره ناولني قدحا ثم تمثل :
خذهـــا فللخمــــرة أسمـاء *** لهـــا دواء ولهــــــــا داء
يصلحها المــاء إذا أصفقت *** يومــــا وقد يفسدها الماء
وقـــائل كــــانت لهـم وقعة *** في يومنــا هــــذا وأشياء
قلت لــه أنت أمــر جــاهل *** فيك عن الخيـرات إبطاء
اشرب ودعنا من أحاديثهم *** يصطلح الناس إذا شاؤوا
وحكى إبراهيم بن المهدي أنه كان مع الأمين لما حصره طاهر قال فخرج الأمين ذات ليلة يريد أن يتفرج من الضيق الذي هو فيه فصار إلى قصر له بناحية الخلد ثم أرسل إلى فحضرت عنده فقال ترى طيب هذه الليلة وحسن القمر في السماء وضوءه في الماء على شاطيء دجلة فهل لك في الشرب فقلت شأنك فشرب رطلا وسقاني ثم غنيته ما كنت أعلم أنه يحبه فقال لي ما تقول فيمن يضرب عليك فقلت ما أحوجني إليه فدعا بجارية متقدمة عنده اسمها ضعف فتطيرت من اسمها ونحن في تلك الحال فقال لها غني فغنت بشعر النابغة الجعدي:
كليب لعمري كان أكثر ناصرا *** وأيسر جرما منك ضرج بالدم
فاشتد ذلك عليه وتطير منه وقال غني غير ذلك فغنت:
أبكي فـــراقكـــــم عيني فـــارقها *** إن التفـــرق للأحبـــاب بكــاء
ما زال يعدو عليهم ريب دهرهم *** حتى تفانوا وريب الدهر عداء
فقال لها: لعنك الله أما تعرفين من الغناء غير هذا فقالت ما تغنيت إلا ما ظننت أنك تحبه ثم غنت آخر:
أما ورب السكـــون والحرك *** ان المـنايــــا كثيــــرة الشرك
ما اختلف الليل والنهار وما *** دارت نجوم السماء في الفلك
ألا لنقل السلطان عـــن ملك *** قــــد زال سلطــــانه إلى ملك
ومالك ذي العرش دائم أبدا *** ليس بفــــان ولا بمشـــــــترك
فقال لها قومي غضب الله عليك ولعنك فقامت وكان له قح من بلور حسن الصنعة كان يسميه زب رباح وكان موضوعا بين يديه فعثرت الجارية به فكسرته فقال ويحك يا إبراهيم ما ترى ما جاءت به هذه الجارية ثم ما كان من كسر القدح والله ما أظن أمري إلا وقد قرب فقلت يديم الله ملكك ويعز سلطانك ويكبت عدوك فما استتم الكلام حتى سمعنا صوتا من دجلة قضي الامر الذي فيه تستفتيان فقال يا إبراهيم أما سمعت ما سمعت قلت ما سمعت شيئا وكنت قد سمعت قال تسمع سمعا فدنوت من الشطر فلم أر شيئا ثم عاودنا الحديث فعاد الصوت بمثله فقام من مجلسه مغتما إلى مجلسه بالمدينة فما مضى إلا ليلة أو ليلتان حتى قتل.
|
|
دور في الحماية من السرطان.. يجب تناول لبن الزبادي يوميا
|
|
|
|
|
العلماء الروس يطورون مسيرة لمراقبة حرائق الغابات
|
|
|
|
|
انطلاق الجلسة البحثية الرابعة لمؤتمر العميد العلمي العالمي السابع
|
|
|