أقرأ أيضاً
التاريخ: 20-8-2017
1131
التاريخ: 2024-10-21
560
التاريخ: 2024-10-28
187
التاريخ: 2024-09-18
190
|
( ... لَا تَنْعَقِدُ ) الْجُمُعَةُ ( إلَّا بِالْإِمَامِ ) الْعَادِلِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، ( أَوْ نَائِبِهِ ) خُصُوصًا ، أَوْ عُمُومًا ( وَلَوْ كَانَ ) النَّائِبُ ( فَقِيهًا ) جَامِعًا لِشَرَائِطِ الْفَتْوَى ( مَعَ إمْكَانِ الِاجْتِمَاعِ فِي الْغَيْبَةِ ) .
هَذَا قَيْدٌ فِي الِاجْتِزَاءِ بِالْفَقِيهِ حَالَ الْغَيْبَةِ لِأَنَّهُ مَنْصُوبٌ مِنْ الْإِمَامِ عَلَيْهِ السَّلَامُ عُمُومًا بِقَوْلِهِ : " اُنْظُرُوا إلَى رَجُلٍ قَدْ رَوَى حَدِيثَنَا" إلَى آخِرِهِ ، وَغَيْرِهِ .
وَالْحَاصِلُ أَنَّهُ مَعَ حُضُورِ الْإِمَامِ عَلَيْهِ السَّلَامُ لَا تَنْعَقِدُ الْجُمُعَةُ إلَّا بِهِ ، أَوْ بِنَائِبِهِ الْخَاصِّ وَهُوَ الْمَنْصُوبُ لِلْجُمُعَةِ ، أَوْ لِمَا هُوَ أَعَمُّ مِنْهَا ، وَبِدُونِهِ تَسْقُطُ ، وَهُوَ مَوْضِعُ وِفَاقٍ .
وَأَمَّا فِي حَالِ الْغَيْبَةِ - كَهَذَا الزَّمَانِ - فَقَدْ اخْتَلَفَ الْأَصْحَابُ فِي وُجُوبِ الْجُمُعَةِ وَتَحْرِيمِهَا : فَالْمُصَنِّفُ هُنَا أَوْجَبَهَا مَعَ كَوْنِ الْإِمَامِ فَقِيهًا لِتَحَقُّقِ الشَّرْطِ وَهُوَ إذْنُ الْإِمَامِ الَّذِي هُوَ شَرْطٌ فِي الْجُمْلَةِ إجْمَاعًا ، وَبِهَذَا الْقَوْلِ صَرَّحَ فِي الدُّرُوسِ أَيْضًا ، وَرُبَّمَا قِيلَ بِوُجُوبِهَا حِينَئِذٍ وَإِنْ لَمْ يَجْمَعْهَا فَقِيهٌ عَمَلًا بِإِطْلَاقِ الْأَدِلَّةِ وَاشْتِرَاطُ الْإِمَامِ عَلَيْهِ السَّلَامُ ، أَوْ مَنْ نَصَّبَهُ إنْ سُلِّمَ فَهُوَ مُخْتَصٌّ بِحَالَةِ الْحُضُورِ ، أَوْ بِإِمْكَانِهِ ، فَمَعَ عَدَمِهِ يَبْقَى عُمُومُ الْأَدِلَّةِ مِنْ الْكِتَابِ وَالسَّنَةِ خَالِيًا عَنْ الْمُعَارِضِ ، وَهُوَ ظَاهِرُ الْأَكْثَرِ وَمِنْهُمْ الْمُصَنِّفُ فِي الْبَيَانِ ، فَإِنَّهُمْ يَكْتَفُونَ بِإِمْكَانِ الِاجْتِمَاعِ مَعَ بَاقِي الشَّرَائِطِ .
وَرُبَّمَا عَبَّرُوا عَنْ حُكْمِهَا حَالَ الْغَيْبَةِ بِالْجَوَازِ تَارَةً ، وَبِالِاسْتِحْبَابِ أُخْرَى نَظَرًا إلَى إجْمَاعِهِمْ عَلَى عَدَمِ وُجُوبِهَا حِينَئِذٍ عَيْنًا ، وَإِنَّمَا تَجِبُ عَلَى تَقْدِيرِهِ تَخْيِيرًا بَيْنَهَا ، وَبَيْنَ الظُّهْرِ ، لَكِنَّهَا عِنْدَهُمْ أَفْضَلُ مِنْ الظُّهْرِ وَهُوَ مَعْنَى الِاسْتِحْبَابِ ، بِمَعْنَى أَنَّهَا وَاجِبَةٌ تَخْيِيرًا مُسْتَحَبَّةٌ عَيْنًا كَمَا فِي جَمِيعِ أَفْرَادِ الْوَاجِبِ الْمُخَيَّرِ إذَا كَانَ بَعْضُهَا رَاجِحًا عَلَى الْبَاقِي ، وَعَلَى هَذَا يَنْوِي بِهَا الْوُجُوبَ وَتُجْزِئُ عَنْ الظُّهْرِ ، وَكَثِيرًا مَا يَحْصُلُ الِالْتِبَاسُ فِي كَلَامِهِمْ بِسَبَبِ ذَلِكَ حَيْثُ يَشْتَرِطُونَ الْإِمَامَ ، أَوْ نَائِبَهُ فِي الْوُجُوبِ إجْمَاعًا ، ثُمَّ يَذْكُرُونَ حَالَ الْغَيْبَةِ ، وَيَخْتَلِفُونَ فِي حُكْمِهَا فِيهَا فَيُوهِمُ أَنَّ الْإِجْمَاعَ الْمَذْكُورَ يَقْتَضِي عَدَمَ جَوَازِهَا حِينَئِذٍ بِدُونِ الْفَقِيهِ ، وَالْحَالُ أَنَّهَا فِي حَالِ الْغَيْبَةِ لَا تَجِبُ عِنْدَهُمْ عَيْنًا ، وَذَلِكَ شَرْطُ الْوَاجِبِ الْعَيْنِيِّ خَاصَّةً .
وَمِنْ هُنَا ذَهَبَ جَمَاعَةٌ مِنْ الْأَصْحَابِ إلَى عَدَمِ جَوَازِهَا حَالَ الْغَيْبَةِ لِفَقْدِ الشَّرْطِ الْمَذْكُورِ وَيُضَعَّفُ بِمَنْعِ عَدَمِ حُصُولِ الشَّرْطِ أَوَّلًا لِإِمْكَانِهِ بِحُضُورِ الْفَقِيهِ ، وَمَنْعِ اشْتِرَاطِهِ ثَانِيًا لِعَدَمِ الدَّلِيلِ عَلَيْهِ مِنْ جِهَةِ النَّصِّ فِيمَا عَلِمْنَاهُ .
وَمَا يَظْهَرُ مِنْ جَعْلِ مُسْتَنَدِهِ الْإِجْمَاعَ فَإِنَّمَا هُوَ عَلَى تَقْدِيرِ الْحُضُورِ ، أَمَّا فِي حَالِ الْغَيْبَةِ فَهُوَ مَحَلُّ النِّزَاعِ فَلَا يُجْعَلُ دَلِيلًا فِيهِ مَعَ إطْلَاقِ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ بِالْحَثِّ الْعَظِيمِ الْمُؤَكَّدِ بِوُجُوهٍ كَثِيرَةٍ مُضَافًا إلَى النُّصُوصِ الْمُتَضَافِرَةِ عَلَى وُجُوبِهَا بِغَيْرِ الشَّرْطِ الْمَذْكُورِ ، بَلْ فِي بَعْضِهَا مَا يَدُلُّ عَلَى عَدَمِهِ نَعَمْ يُعْتَبَرُ اجْتِمَاعُ بَاقِي الشَّرَائِطِ وَمِنْهُ الصَّلَاةُ عَلَى الْأَئِمَّةِ وَلَوْ إجْمَالًا ، وَلَا يُنَافِيهِ ذِكْرُ غَيْرِهِمْ.
وَلَوْلَا دَعْوَاهُمْ الْإِجْمَاعَ عَلَى عَدَمِ الْوُجُوبِ الْعَيْنِيِّ لَكَانَ الْقَوْلُ بِهِ فِي غَايَةِ الْقُوَّةِ ، فَلَا أَقَلَّ مِنْ التَّخْيِيرِيِّ مَعَ رُجْحَانِ الْجُمُعَةِ ، وَتَعْبِيرُ الْمُصَنِّفِ وَغَيْرِهِ بِإِمْكَانِ الِاجْتِمَاعِ يُرِيدُ بِهِ الِاجْتِمَاعَ عَلَى إمَامٍ عَدْلٍ ، لِأَنَّ ذَلِكَ لَمْ يَتَّفِقْ فِي زَمَنِ ظُهُورِ الْأَئِمَّةِ غَالِبًا وَهُوَ السِّرُّ فِي عَدَمِ اجْتِزَائِهِمْ بِهَا عَنْ الظُّهْرِ مَعَ مَا نُقِلَ مِنْ تَمَامِ مُحَافَظَتِهِمْ عَلَيْهَا ، وَمِنْ ذَلِكَ سَرَى الْوَهْمُ ( وَاجْتِمَاعُ خَمْسَةٍ فَصَاعِدًا أَحَدُهُمْ الْإِمَامُ ) فِي الْأَصَحِّ ، وَهَذَا يَشْمَلُ شَرْطَيْنِ : أَحَدُهُمَا : الْعَدَدُ وَهُوَ الْخَمْسَةُ فِي أَصَحِّ الْقَوْلَيْنِ لِصِحَّةِ مُسْتَنَدِهِ وَقِيلَ سَبْعَةٌ ، وَيُشْتَرَطُ كَوْنُهُمْ ذُكُورًا أَحْرَارًا مُكَلَّفِينَ مُقِيمِينَ سَالِمِينَ عَنْ الْمَرَضِ وَالْبُعْدِ الْمُسْقِطَيْنِ ...
وَثَانِيهمَا : الْجَمَاعَةُ بِأَنْ يَأْتَمُّوا بِإِمَامٍ مِنْهُمْ ، فَلَا تَصِحُّ فُرَادَى ، وَإِنَّمَا يُشْتَرَطَانِ فِي الِابْتِدَاءِ لَا فِي الِاسْتِدَامَةِ ، فَلَوْ انْفَضَّ الْعَدَدُ بَعْدَ تَحْرِيمِ الْإِمَامِ أَتَمَّ الْبَاقُونَ وَلَوْ فُرَادَى ، مَعَ عَدَمِ حُضُورِ مَنْ يَنْعَقِدُ بِهِ الْجَمَاعَةُ ، وَقَبْلَهُ تَسْقُطُ وَمَعَ الْعَوْدِ فِي أَثْنَاءِ الْخُطْبَةِ يُعَادُ مَا فَاتَ مِنْ أَرْكَانِهَا .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|