المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية

سيرة الرسول وآله
عدد المواضيع في هذا القسم 9111 موضوعاً
النبي الأعظم محمد بن عبد الله
الإمام علي بن أبي طالب
السيدة فاطمة الزهراء
الإمام الحسن بن علي المجتبى
الإمام الحسين بن علي الشهيد
الإمام علي بن الحسين السجّاد
الإمام محمد بن علي الباقر
الإمام جعفر بن محمد الصادق
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
الإمام علي بن موسى الرّضا
الإمام محمد بن علي الجواد
الإمام علي بن محمد الهادي
الإمام الحسن بن علي العسكري
الإمام محمد بن الحسن المهدي

Untitled Document
أبحث عن شيء أخر المرجع الالكتروني للمعلوماتية
من هم المحسنين؟
2024-11-23
ما هي المغفرة؟
2024-11-23
{ليس لك من الامر شيء}
2024-11-23
سبب غزوة أحد
2024-11-23
خير أئمة
2024-11-23
يجوز ان يشترك في الاضحية اكثر من واحد
2024-11-23

مصباح بخار السيزيوم cesium-vapour lamp
15-4-2018
Particle Colliding with Reflecting Walls
28-7-2016
ملافاة الأمر وتداركه
5-7-2017
ملوك الطوائف/ بنو هود بسرقسطة
30/11/2022
كتاب إلى بعض السادة
2024-09-21
محمد باشا الفلكي
13-9-2016


موقف العباس قبل الطفّ  
  
3262   03:25 مساءً   التاريخ: 19-8-2017
المؤلف : عبد الرزاق المقرم
الكتاب أو المصدر : العباس
الجزء والصفحة : ص241-245.
القسم : أبو الفضل العباس بن علي بن أبي طالب / دوره الكبير في النهضة الحسينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017 2923
التاريخ: 19-8-2017 2770
التاريخ: 12-8-2017 3116
التاريخ: 19-8-2017 2721

يسترسل بعض الكتّاب عن موقفه قبل الطفّ فيثبت له منازلة الأقران والضرب والطعن، وبالغوا في ذلك حتّى حكي عن المنتخب أنّه يقول: كان كالجبل العظيم، وقلبه كالطود الجسيم ; لأنّه كان فارساً هُماماً وجسوراً على الضرب والطعن في ميدان الكفّار.
ويحدّث صاحب الكبريت الأحمر ج3 ص24 عن بعض الكتب المعتبرة لتتبّع صاحبها: أنّه عليه السلام كان عضداً لأخيه الحسين يوم حمل على الفرات وأزاح عنه جيش معاوية وملك الماء.
قال: وممّا يروى: أنّه في بعض أيّام صفّين خرج من جيش أمير المؤمنين (عليه السلام) شاب على وجهه نقاب، تعلوه الهيبة، وتظهر عليه الشجاعة، يقدّر عمره بالسبع عشر سنة، يطلب المبارزة، فهابه الناس، وندب معاوية إليه أبا الشعثاء، فقال: إنّ أهل الشام يعدونني بألف فارس، ولكن أرسل إليه أحد أولادي، وكانوا سبعة، وكُلّما خرج أحد منهم قتله حتّى أتى عليهم، فساء ذلك أبا الشعثاء وأغضبه، ولمّا برز إليه ألحقه بهم، فهابه الجمع ولم يجرأ أحد على مبارزته، وتعجّب أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) من هذه البسالة التي لاتعدو الهاشميين، ولم يعرفوه لمكان نقابه، ولما رجع إلى مقرّه دعا أبوه أمير المؤمنين (عليه السلام) وأزال النقاب عنه، فإذا هو " قمر بني هاشم " ولده العبّاس (عليه السلام).
قال صاحب الكبريت بعد هذه الحكاية: وليس ببعيد صحة الخبر، لأنّ عمره يقدر بالسبع عشر سنة، وقد قال الخوارزمي: كان تاماً كاملاً.
وهذا نصّ الخوارزمي في المناقب ص147: " خرج من عسكر معاوية رجل يقال له: كريب، كان شجاعاً قويّاً يأخذ الدرهم فيغمزه بإبهامه فتذهب كتابته، فنادى ليخرج إليّ علي، فبرز إليه مرتفع بن وضّاح الزبيدي فقتله، ثُمّ برز إليه شرحبيل بن بكر فقتله، ثُمّ برز إليه الحرث بن الحلاج الشيباني فقتله، فساء أمير المؤمنين (عليه السلام) ذلك، فدعا ولده العبّاس (عليه السلام)، وكان تاماً كاملاً من الرجال، وأمره أن ينزل عن فرسه وينزع ثيابه، فلبس علي (عليه السلام) ثياب ولده العبّاس وركب فرسه، وألبس ابنه العبّاس ثيابه وأركبه فرسه، لئلا يجبن كريب عن مبارزته إذا عرفه، فلمّا برز إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) ذكّره الآخرة، وحذّره بأس اللّه وسخطه.
فقال كريب: لقد قتلت بسيفي هذا كثيراً من أمثالك، ثُمّ حمل على أمير المؤمنين (عليه السلام)، فاتقاه بالدرقة وضربه علي على رأسه فشقّه نصفين، ورجع أمير المؤمنين وقال لولده محمّد بن الحنفية: قف عند مصرع كريب، فإنّ طالب وتره يأتيك، فامتثل محمّد أمر أبيه، فأتاه أحد بني عمّه وسأله عن قاتل كريب؟ قال محمّد: أنا مكانه، فتجاولا ثُمّ قتله محمّد، وخرج إليه آخر فقتله محمّد حتّى أتى على سبعة منهم " .
وفي ص105 من المناقب ذكر حديث العبّاس بن الحارث بن عبد المطلب: " وقد برز إليه عثمان بن وائل الحميري فقتله العبّاس، فبرز إليه أخوه حمزة، وكان شجاعاً قوياً، فنهاه أمير المؤمنين (عليه السلام) عن مبارزته، وقال له: انزع ثيابك وناولني سلاحك وقف مكانك، وأنا أخرج إليه، فتنكّر أمير المؤمنين (عليه السلام) وبرز إليه وضربه على رأسه، فقطع نصف رأسه ووجهه وابطه وكتفه، فتعجّب اليمانيون من هذه الضربة وهابوا العبّاس بن الحارث " .
هذا ما حدّث به في المناقب، ومنه نعرف أنّ هناك واقعتين جرتا لأمير المؤمنين (عليه السلام) مع ولده العبّاس ومع العبّاس بن الحارث.
فانكار شيخنا الجليل المحدّث النوري في حضور العبّاس في صفّين، مدّعياً اشتباه الأمر على بعض الرواة بالعبّاس بن الحارث في غير محلّه، فإنّ الحجّة على تفنيد الخبر غير تامّة ; لأنّ آحاد هذا البيت ورجالاتهم قد فاقواالكُلّ في الفضائل جميعها، وجاؤوا بالخوارق في جميع المراتب، فليس من البدع إذا صدر من أحدهم ما يمتنع مثله عن الشجعان، وإن لم يبلغوا مبالغ الرجال.
فهذا القاسم بن الحسن السبط لم يبلغ الحلم يوم الطفّ، وقد ملأ ذلك المشهد الرهيب هيبةٌ وأهدى إلى قلوب المقارعين فرقاً، وإلى الفرائص ارتعاداً، وإلى النفوس خوراً، غير مبال بالجحفل الجرّار، ولا بمكترث بمزدحم الرجال حتّى قتل خمسة وثلاثين فارساً ، وبطبع الحال فيهم من هو أقوى منه، لكن البسالة وراثة بين أشبال (علي)، على حدّ سواء، فهم فيها كأسنان المشط 
صغيرهم وكبيرهم، كما أنّهم في الأنفة عن الدنية سيان، فلم يغتالوا الشبل الباسل حتّى وقف يشد شسع نعله، وهو لا يزن الحرب إلاّ بمثله، وقد أنف (شبل الوصي) أن يحتفي في الميدان.
أهوى يشد حذاءه ... والحرب مشرعة لأجله
ليسومها ما إن غلت ... هيجاؤها بشراك نعله
متقلّداً صمصامه ... متفيئاً بظلال نصله
لا تعجبن لفعله فالفرع  ... مرتهن بأصله
السحُب يَخلفُها الحَيا ... والليّث مَنظور بشبلهِ
يُردي الطليعة مِنهُم ... ويُريهُم آياتُ فِعلهِ 

وهذا عبد اللّه بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب بارز يوم الطفّ الألوف مع صغر سنّه، حتّى قتل منهم على رواية محمّد بن أبي طالب ثلاثة وتسعين رجلاً بثلاث حملات.
وهذا محمّد بن الحنفية فإنّ له مواقفاً محمودة في الجمل وصفين والنهروان، وكانت الراية معه، فأبلى بلاء حسناً سجله له التاريخ وشكره الإسلام، وكان صغير السن على ما يظهر من السبط في تذكرة الخواص وابن كثير في البداية ج9 ص38 ، فإنّهما نصّا على وفاته سنة 81 عن خمس وستين فتكون ولادته سنة 16 وله يوم البصرة الواقع سنة 36 عشرون سنة.
وحينئذ فلا غرابة في التحدّث عن موقف أبي الفضل وما أبداه من كر وإقدام خصوصاً بعد ما أوقفنا النصّ النبوي الآتي على ما حواه ولد أبي طالب من بسالة وبطولة.
وأمّا يوم شهادة أخيه الإمام المجتبى فله أربع وعشرون سنة وقد ذكر صاحب كتاب " قمر بني هاشم " ص84 أنّه لمّا رأى جنازة سيّد شباب أهل الجنّة ترمى بالسهام عظم عليه الأمر، ولم يطق صبراً دون أن جرد سيفه وأراد البطش بأصحاب " البغلة " لولا كراهية السبط الشهيد الحرب، عملاً بوصية أخيّه " لا تهرق في أمري محجمة من دم " ، فصبر أبو الفضل على أحرّ من جمر الغضا، ينتظر الفرصة، ويترقب الوعد الإلهي، فأجهد النفس، وبذل النفس في مشهد (النواويس)، وحاز كلتا الحسنيين.

 




يحفل التاريخ الاسلامي بمجموعة من القيم والاهداف الهامة على مستوى الصعيد الانساني العالمي، اذ يشكل الاسلام حضارة كبيرة لما يمتلك من مساحة كبيرة من الحب والتسامح واحترام الاخرين وتقدير البشر والاهتمام بالإنسان وقضيته الكبرى، وتوفير الحياة السليمة في ظل الرحمة الالهية برسم السلوك والنظام الصحيح للإنسان، كما يروي الانسان معنوياً من فيض العبادة الخالصة لله تعالى، كل ذلك بأساليب مختلفة وجميلة، مصدرها السماء لا غير حتى في كلمات النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) وتعاليمه الارتباط موجود لان اهل الاسلام يعتقدون بعصمته وهذا ما صرح به الكتاب العزيز بقوله تعالى: (وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى (3) إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى) ، فصار اكثر ايام البشر عرفاناً وجمالاً (فقد كان عصرا مشعا بالمثاليات الرفيعة ، إذ قام على إنشائه أكبر المنشئين للعصور الإنسانية في تاريخ هذا الكوكب على الإطلاق ، وارتقت فيه العقيدة الإلهية إلى حيث لم ترتق إليه الفكرة الإلهية في دنيا الفلسفة والعلم ، فقد عكس رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم روحه في روح ذلك العصر ، فتأثر بها وطبع بطابعها الإلهي العظيم ، بل فنى الصفوة من المحمديين في هذا الطابع فلم يكن لهم اتجاه إلا نحو المبدع الأعظم الذي ظهرت وتألقت منه أنوار الوجود)





اهل البيت (عليهم السلام) هم الائمة من ال محمد الطاهرين، اذ اخبر عنهم النبي الاكرم (صلى الله عليه واله) باسمائهم وصرح بإمامتهم حسب ادلتنا الكثيرة وهذه عقيدة الشيعة الامامية، ويبدأ امتدادهم للنبي الاكرم (صلى الله عليه واله) من عهد أمير المؤمنين (عليه السلام) الى الامام الحجة الغائب(عجل الله فرجه) ، هذا الامتداد هو تاريخ حافل بالعطاء الانساني والاخلاقي والديني فكل امام من الائمة الكرام الطاهرين كان مدرسة من العلم والادب والاخلاق استطاع ان ينقذ امةً كاملة من الظلم والجور والفساد، رغم التهميش والظلم والابعاد الذي حصل تجاههم من الحكومات الظالمة، (ولو تتبّعنا تاريخ أهل البيت لما رأينا أنّهم ضلّوا في أي جانب من جوانب الحياة ، أو أنّهم ظلموا أحداً ، أو غضب الله عليهم ، أو أنّهم عبدوا وثناً ، أو شربوا خمراً ، أو عصوا الله ، أو أشركوا به طرفة عين أبداً . وقد شهد القرآن بطهارتهم ، وأنّهم المطهّرون الذين يمسّون الكتاب المكنون ، كما أنعم الله عليهم بالاصطفاء للطهارة ، وبولاية الفيء في سورة الحشر ، وبولاية الخمس في سورة الأنفال ، وأوجب على الاُمّة مودّتهم)





الانسان في هذا الوجود خُلق لتحقيق غاية شريفة كاملة عبر عنها القرآن الحكيم بشكل صريح في قوله تعالى: (وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ) وتحقيق العبادة أمر ليس ميسوراً جداً، بل بحاجة الى جهد كبير، وافضل من حقق هذه الغاية هو الرسول الاعظم محمد(صلى الله عليه واله) اذ جمع الفضائل والمكرمات كلها حتى وصف القرآن الكريم اخلاقه بالعظمة(وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ) ، (الآية وإن كانت في نفسها تمدح حسن خلقه صلى الله عليه وآله وسلم وتعظمه غير أنها بالنظر إلى خصوص السياق ناظرة إلى أخلاقه الجميلة الاجتماعية المتعلقة بالمعاشرة كالثبات على الحق والصبر على أذى الناس وجفاء أجلافهم والعفو والاغماض وسعة البذل والرفق والمداراة والتواضع وغير ذلك) فقد جمعت الفضائل كلها في شخص النبي الاعظم (صلى الله عليه واله) حتى غدى المظهر الاولى لأخلاق رب السماء والارض فهو القائل (أدّبني ربي بمكارم الأخلاق) ، وقد حفلت مصادر المسلمين باحاديث وروايات تبين المقام الاخلاقي الرفيع لخاتم الانبياء والمرسلين(صلى الله عليه واله) فهو في الاخلاق نور يقصده الجميع فبه تكشف الظلمات ويزاح غبار.