أقرأ أيضاً
التاريخ: 12-8-2017
2923
التاريخ: 19-8-2017
2770
التاريخ: 12-8-2017
3116
التاريخ: 19-8-2017
2721
|
يسترسل بعض الكتّاب عن موقفه قبل الطفّ فيثبت له منازلة الأقران والضرب والطعن، وبالغوا في ذلك حتّى حكي عن المنتخب أنّه يقول: كان كالجبل العظيم، وقلبه كالطود الجسيم ; لأنّه كان فارساً هُماماً وجسوراً على الضرب والطعن في ميدان الكفّار.
ويحدّث صاحب الكبريت الأحمر ج3 ص24 عن بعض الكتب المعتبرة لتتبّع صاحبها: أنّه عليه السلام كان عضداً لأخيه الحسين يوم حمل على الفرات وأزاح عنه جيش معاوية وملك الماء.
قال: وممّا يروى: أنّه في بعض أيّام صفّين خرج من جيش أمير المؤمنين (عليه السلام) شاب على وجهه نقاب، تعلوه الهيبة، وتظهر عليه الشجاعة، يقدّر عمره بالسبع عشر سنة، يطلب المبارزة، فهابه الناس، وندب معاوية إليه أبا الشعثاء، فقال: إنّ أهل الشام يعدونني بألف فارس، ولكن أرسل إليه أحد أولادي، وكانوا سبعة، وكُلّما خرج أحد منهم قتله حتّى أتى عليهم، فساء ذلك أبا الشعثاء وأغضبه، ولمّا برز إليه ألحقه بهم، فهابه الجمع ولم يجرأ أحد على مبارزته، وتعجّب أصحاب أمير المؤمنين (عليه السلام) من هذه البسالة التي لاتعدو الهاشميين، ولم يعرفوه لمكان نقابه، ولما رجع إلى مقرّه دعا أبوه أمير المؤمنين (عليه السلام) وأزال النقاب عنه، فإذا هو " قمر بني هاشم " ولده العبّاس (عليه السلام).
قال صاحب الكبريت بعد هذه الحكاية: وليس ببعيد صحة الخبر، لأنّ عمره يقدر بالسبع عشر سنة، وقد قال الخوارزمي: كان تاماً كاملاً.
وهذا نصّ الخوارزمي في المناقب ص147: " خرج من عسكر معاوية رجل يقال له: كريب، كان شجاعاً قويّاً يأخذ الدرهم فيغمزه بإبهامه فتذهب كتابته، فنادى ليخرج إليّ علي، فبرز إليه مرتفع بن وضّاح الزبيدي فقتله، ثُمّ برز إليه شرحبيل بن بكر فقتله، ثُمّ برز إليه الحرث بن الحلاج الشيباني فقتله، فساء أمير المؤمنين (عليه السلام) ذلك، فدعا ولده العبّاس (عليه السلام)، وكان تاماً كاملاً من الرجال، وأمره أن ينزل عن فرسه وينزع ثيابه، فلبس علي (عليه السلام) ثياب ولده العبّاس وركب فرسه، وألبس ابنه العبّاس ثيابه وأركبه فرسه، لئلا يجبن كريب عن مبارزته إذا عرفه، فلمّا برز إليه أمير المؤمنين (عليه السلام) ذكّره الآخرة، وحذّره بأس اللّه وسخطه.
فقال كريب: لقد قتلت بسيفي هذا كثيراً من أمثالك، ثُمّ حمل على أمير المؤمنين (عليه السلام)، فاتقاه بالدرقة وضربه علي على رأسه فشقّه نصفين، ورجع أمير المؤمنين وقال لولده محمّد بن الحنفية: قف عند مصرع كريب، فإنّ طالب وتره يأتيك، فامتثل محمّد أمر أبيه، فأتاه أحد بني عمّه وسأله عن قاتل كريب؟ قال محمّد: أنا مكانه، فتجاولا ثُمّ قتله محمّد، وخرج إليه آخر فقتله محمّد حتّى أتى على سبعة منهم " .
وفي ص105 من المناقب ذكر حديث العبّاس بن الحارث بن عبد المطلب: " وقد برز إليه عثمان بن وائل الحميري فقتله العبّاس، فبرز إليه أخوه حمزة، وكان شجاعاً قوياً، فنهاه أمير المؤمنين (عليه السلام) عن مبارزته، وقال له: انزع ثيابك وناولني سلاحك وقف مكانك، وأنا أخرج إليه، فتنكّر أمير المؤمنين (عليه السلام) وبرز إليه وضربه على رأسه، فقطع نصف رأسه ووجهه وابطه وكتفه، فتعجّب اليمانيون من هذه الضربة وهابوا العبّاس بن الحارث " .
هذا ما حدّث به في المناقب، ومنه نعرف أنّ هناك واقعتين جرتا لأمير المؤمنين (عليه السلام) مع ولده العبّاس ومع العبّاس بن الحارث.
فانكار شيخنا الجليل المحدّث النوري في حضور العبّاس في صفّين، مدّعياً اشتباه الأمر على بعض الرواة بالعبّاس بن الحارث في غير محلّه، فإنّ الحجّة على تفنيد الخبر غير تامّة ; لأنّ آحاد هذا البيت ورجالاتهم قد فاقواالكُلّ في الفضائل جميعها، وجاؤوا بالخوارق في جميع المراتب، فليس من البدع إذا صدر من أحدهم ما يمتنع مثله عن الشجعان، وإن لم يبلغوا مبالغ الرجال.
فهذا القاسم بن الحسن السبط لم يبلغ الحلم يوم الطفّ، وقد ملأ ذلك المشهد الرهيب هيبةٌ وأهدى إلى قلوب المقارعين فرقاً، وإلى الفرائص ارتعاداً، وإلى النفوس خوراً، غير مبال بالجحفل الجرّار، ولا بمكترث بمزدحم الرجال حتّى قتل خمسة وثلاثين فارساً ، وبطبع الحال فيهم من هو أقوى منه، لكن البسالة وراثة بين أشبال (علي)، على حدّ سواء، فهم فيها كأسنان المشط
صغيرهم وكبيرهم، كما أنّهم في الأنفة عن الدنية سيان، فلم يغتالوا الشبل الباسل حتّى وقف يشد شسع نعله، وهو لا يزن الحرب إلاّ بمثله، وقد أنف (شبل الوصي) أن يحتفي في الميدان.
أهوى يشد حذاءه ... والحرب مشرعة لأجله
ليسومها ما إن غلت ... هيجاؤها بشراك نعله
متقلّداً صمصامه ... متفيئاً بظلال نصله
لا تعجبن لفعله فالفرع ... مرتهن بأصله
السحُب يَخلفُها الحَيا ... والليّث مَنظور بشبلهِ
يُردي الطليعة مِنهُم ... ويُريهُم آياتُ فِعلهِ
وهذا عبد اللّه بن مسلم بن عقيل بن أبي طالب بارز يوم الطفّ الألوف مع صغر سنّه، حتّى قتل منهم على رواية محمّد بن أبي طالب ثلاثة وتسعين رجلاً بثلاث حملات.
وهذا محمّد بن الحنفية فإنّ له مواقفاً محمودة في الجمل وصفين والنهروان، وكانت الراية معه، فأبلى بلاء حسناً سجله له التاريخ وشكره الإسلام، وكان صغير السن على ما يظهر من السبط في تذكرة الخواص وابن كثير في البداية ج9 ص38 ، فإنّهما نصّا على وفاته سنة 81 عن خمس وستين فتكون ولادته سنة 16 وله يوم البصرة الواقع سنة 36 عشرون سنة.
وحينئذ فلا غرابة في التحدّث عن موقف أبي الفضل وما أبداه من كر وإقدام خصوصاً بعد ما أوقفنا النصّ النبوي الآتي على ما حواه ولد أبي طالب من بسالة وبطولة.
وأمّا يوم شهادة أخيه الإمام المجتبى فله أربع وعشرون سنة وقد ذكر صاحب كتاب " قمر بني هاشم " ص84 أنّه لمّا رأى جنازة سيّد شباب أهل الجنّة ترمى بالسهام عظم عليه الأمر، ولم يطق صبراً دون أن جرد سيفه وأراد البطش بأصحاب " البغلة " لولا كراهية السبط الشهيد الحرب، عملاً بوصية أخيّه " لا تهرق في أمري محجمة من دم " ، فصبر أبو الفضل على أحرّ من جمر الغضا، ينتظر الفرصة، ويترقب الوعد الإلهي، فأجهد النفس، وبذل النفس في مشهد (النواويس)، وحاز كلتا الحسنيين.
|
|
تفوقت في الاختبار على الجميع.. فاكهة "خارقة" في عالم التغذية
|
|
|
|
|
أمين عام أوبك: النفط الخام والغاز الطبيعي "هبة من الله"
|
|
|
|
|
المجمع العلمي ينظّم ندوة حوارية حول مفهوم العولمة الرقمية في بابل
|
|
|