أقرأ أيضاً
التاريخ: 19-8-2017
3059
التاريخ: 12-8-2017
2673
التاريخ: 19-8-2017
3299
التاريخ: 14-8-2017
2627
|
شنّت قوّات ابن سعد هجوماً عاماً واسع النطاق على أصحاب الإمام (عليه السلام) وخاضوا معهم معركة ضارية وقد اشترك فيها المعسكر الأموي بكامل قطعاته وقد انبرى إليهم أصحاب الامام بعزم وإخلاص لم يشهد له نظير في جميع الحروب التي جرت في الأرض فقد كانوا يخترقون جيش ابن سعد بقلوب أقوى من الصخر وقد انزلوا بهم خسائر فادحة في الأرواح والمعدّات.
وقد استشهد نصف أصحاب الإمام (عليه السلام) في هذه الحملة .
ولما سقطت الصفوة الطاهرة من أصحاب الإمام (عليه السلام) صرعى على أرض الشهادة والكرامة هبّ من بقي منهم إلى المبارزة وقد ذعر المعسكر بأسره من بطولاتهم النادرة فكانوا يستقبلون الموت بسرور بالغ وقد ضجّ الجيش من الخسائر الفادحة التي مُني بها وقد بادر عمرو بن الحجاج الزبيدي وهو من الأعضاء البارزين في قيادة جيش ابن سعد فهتف في الجيش ينهاهم عن المبارزة قائلاً : يا حمقى أتدرون من تقاتلون تقاتلون نقاوة فرسان أهل المصر وقوماً مستميتين فلا يبرز لهم منكم أحد إلاّ قتلوه والله لو لم ترموهم إلاّ بالحجارة لقتلتموهم .. .
وحكت هذه الكلمات ما اتصف به السادة أصحاب الإمام الحسين من الصفات البارزة فهم فرسان أهل المصر وذلك بما يملكونه من الشجاعة وقوة الإرادة وانّهم أهل البصائر فلم يندفعوا إلى نصرة الإمام (عليه السلام) إلاّ على بصيرة من أمرهم وليسوا كخصومهم الذين تردّوا في الغواية وماجوا في الباطل والضلال كما انّهم قوم مستميتون ولا أمل لهم في الحياة.
لقد توفرت في أصحاب الإمام جميع النزعات الخيّرة والصفات الكريمة من الإيمان والوعي والشجاعة وشرف النفس ويقول المؤرخّون : ان ابن سعد استصوب رأي ابن الحجاج فأوعز إلى قوّاته بترك المبارزة معهم وشنّ عمرو بن الحجاج هجوماً عاماً على من تبقّى من أصحاب الإمام والتحموا معهم التحاماً رهيباً واشتدّ القتال كأشدّ ما يكون القتال عنفاً ول وقد استنجد عروة بن قيس بابن سعد ليمدّه بالرماة والرجال قائلاً : ألا ترى ما تلقى خيلي هذا اليوم من هذه العدّة اليسيرة ابعث إليهم الرجال والرماة .
وطلب ابن سعد من المنافق شبث بن ربعي القيام بنجدته فأبى وقال : سبحان الله شيخ مضر وأهل المصر عامة تبعثه في الرماة لم تجد لهذا غيري !!. .
ولما سمع ذلك ابن سعد منه دعى الحصين بن نمير فبعث معه المجفَّفة وخمسمائة من الرماة فسددوا لأصحاب الحسين (عليه السلام) السهام فأصابوا خيولهم فعقروها فصاروا كأنّهم رجالة ولم تزدهم هذه الخسارة إلاّ استبسالاً في القتال واستهانة بالموت فثبتوا كالجبال الشامخات ولم يتراجعوا خطوة واحدة وقد قاتل معهم الحرّ بن يزيد الرياحي راجلاً واستمرّ القتال كأعنف وأشدّ ما يكون ضراوة وقد وصفه المؤرّخون بأنّه أشدّ قتال حدث في التأريخ وقد استمرّ حتى انتصف النهار .
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
المجمع العلميّ يُواصل عقد جلسات تعليميّة في فنون الإقراء لطلبة العلوم الدينيّة في النجف الأشرف
|
|
|