أقرأ أيضاً
التاريخ: 17-7-2017
1346
التاريخ: 23-11-2021
1904
التاريخ: 20-7-2017
2607
التاريخ: 2-2-2018
1838
|
عندما أتى وفد من نصارى نجران الى رسول الله (صلى الله عليه وآله) كان يقول أن عيسى (عليه السلام) مخلوق وعبد لله وكانوا يعتبرونه أنه نبيهم أيضاً ، فأتى هذا الوفد من أجل المباحثة مع النبي (صلى الله عليه وآله) الى المدينة ، وأقاموا هناك عدة أيام ولكن لم يقبلوا دعوته ، كانوا يقولون : كيف يمكن أن نعتبر أن عيسى (عليه السلام) مخلوق لله وعبد كسائر أفراد البشر ، مع أنه بدون أب ؟ لكنه كان ابن الله بل هو متحد معه .
أجابهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) : بأن خلقه لعيسى (عليه السلام) كخلقه لآدم أبي البشر الذي خلقه الله من التراب دون أب ولا أم .
والخلاصة أن خلق عيسى (عليه السلام) بدون اب ولا أم ليس أعلى ولا أهم من خلق آدم (عليه السلام) كذلك ، بل لعل خلق آدم أكثر عجباً .
فإذا كان عدم وجود أب يقتضي مقام الألوهية له ، فمن الأولى أن يكون مقام الألوهية لمن لا أب ولا أم له ، مع العلم أن النصارى لا يعتقدون بمثل هذا المقام لآدم (عليه السلام) ، فإذا لا يجب أن يقولوا لعيسى بمثل هذا المقام .
ولكن لم يقبل النصارى هذا البرهان الإلهي ، بل أصروا على عنادهم وزادوا في لجاجتهم .
فدعاهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) بأمر الله الى المباهلة : {فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَتَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ } [آل عمران : 61] .
فأشرك محمد (صلى الله عليه وآله) علي (عليه السلام) والزهراء وأولادهما (عليهم السلام) في المباهلة ، وكان في ذلك حكمة منها : إظهار جزمة ويقينه وصدق دعواه ونبوته لدرجة أنه أشرك ابنته الوحيدة والغالية جداً على قلب أبيها ، وأولادها وخليفته الوحيد الذي هو كروحه ، علي (عليه السلام) وجعلهم عرضه للعن ليثبت لهم إني على الحق والآخرون على الباطل لذلك أريد أن أباهلكم بأغلى ما عندي .
والحكمة الأخرى من ذلك : هي إثبات فضيلة مرافقيه وكم هي منزلتهم عند الله .
فأراد صريحاً بكلمة " أبناءنا " أن يقول أن الحسن والحسين (عليه السلام) هما ابنا النبي (صلى الله عليه وآله) وبكلمة " أنفسنا " أن يقول أن علي هو نفس محمد (صلى الله عليه وآله) وأنهما واحد ، وبكلمة نساءنا يريد أن يقول للمسلمين أن الزهراء (عليه السلام) هي الوحيدة المفضلة على كل نساء العالم .
وأيضاً : أن يكون الناس على علم باشتراكهم مع رسول الله (صلى الله عليه وآله) في دعواه لإحقاق الحق وإبطال الباطل .
فقبل النصارى المباهلة ، فذهب الرسول (صلى الله عليه وآله) في صباح اليوم الرابع والعشرين من شهر ذي الحجة من السنة العاشرة للهجرة وقد حمل معه الحسين في حضنه والحسن يجره بيده وفاطمة وعلي (عليهما السلام) وراءه .
وقال لهم رسول الله (صلى الله عليه وآله) : عندما ألعن قولوا آمين .
فعندما رأى أسقف نجران النبي (صلى الله عليه وآله) ومرافقيه بهذه الحالة ، قال : أيها النصارى ! إنني أرى وجوهاً لو طلبت من الله أن يزيل جبلاً من مكانه لأزاله ، فلو باهلنا أولئك لهلكتم ولم يبق على وجه الأرض نصراني .
فقالوا لرسول الله (صلى الله عليه وآله) : لقد رأينا بأن لا نباهلك ، فأنت على دينك ونحن على ديننا .
فقال (صلى الله عليه وآله) : بما أنكم لا تريدون المباهلة ، اسلموا حتى تكونوا شركاء منفعة المسلمين وضررهم , ولكنهم لم يقبلوا .
فقال (صلى الله عليه وآله) : إنني أدعوكم للحرب إذاً .
قالوا : لا طاقة لنا بالحرب مع العرب ، لكن نتصالح معك بأن لا تحاربنا ولا تجبرنا على ترك ديننا حتى نعطيك في كل عام ألفين من الحلي وثلاثين درعاً حديدياً .
فقبل (صلى الله عليه وآله) المصالحة معهم بهذا الشكل .
|
|
"عادة ليلية" قد تكون المفتاح للوقاية من الخرف
|
|
|
|
|
ممتص الصدمات: طريقة عمله وأهميته وأبرز علامات تلفه
|
|
|
|
|
المجمع العلمي للقرآن الكريم يقيم جلسة حوارية لطلبة جامعة الكوفة
|
|
|