أقرأ أيضاً
التاريخ: 23-5-2017
2786
التاريخ: 11-12-2014
3949
التاريخ: 28-6-2017
3043
التاريخ: 11-5-2017
3361
|
خرج شأس بن قيس اليهودي من الحصن ليتحادث مع رسول الله (صلى الله عليه واله) نيابة عن بني قريظة، فطلب من رسول الله (صلى الله عليه واله) ان يسمح ليهود بني قريظة بأن يحملوا معهم أموالهم ويخرجوا من المدينة كما فعل رسول الله (صلى الله عليه واله) مع بني النضير، فأبى رسول الله (صلى الله عليه واله) وقال : لا، إلاّ أن تنزلوا على حكمي.
فقال شأس : لك الاموال والسلاح وتحقن دماءنا، فأبى النبي (صلى الله عليه واله) ورفض هذا الاقتراح أيضا.
وهنا يطرح السؤال التالي نفسه وهو : لما ذا رفض رسول الاسلام (صلى الله عليه واله) مقترحات مندوب بني قريظة؟!
إن السبب واضح، فانه لم يكن من المستبعد أن تقدم هذه الزمرة ـ بعد خروجها من قبضة المسلمين ـ على تحريك العرب المشركين الوثنيين ضدّ الاسلام والمسلمين على نحو ما فعلت بنو النضير، وتعرّض المجتمع الاسلامي والدولة الاسلامية الفتية لأخطار كبرى جدا، وتسبب في سفك دماء كثيرة.
ولهذا لم يوافق رسول الله (صلى الله عليه واله) على اقتراحات مندوب بني قريظة، وعاد شأس إلى الحصن، واخبر قومه بمقالة رسول الله (صلى الله عليه وآله)، ورفضه لمقترحاته.
فقرر بنو قريظة التسليم للمسلمين من دون أي قيد أو شرط.
أو الرضا بما يحكم به سعد بن معاذ الأوسي ـ وكان حليفا لهم ـ في حقهم.
ولهذا عمدوا الى فتح باب الحصن، ودخل عليّ (عليه السلام) على رأس كتيبة خاصة من المسلمين الحصن وجرّدوا بني قريظة من السلاح، وحبسوهم في منازل بني النجار ليتقرر مصيرهم فيما بعد.
وحيث إن يهود بني قينقاع قد اسروا على أيدي جنود الاسلام، ثم عفي عنهم بوساطة من الخزرج وبخاصة عبد الله بن ابي ، وانصرف النبي (صلى الله عليه واله) عن إهراق دمهم فيما مضى، لذا ضغط الاوسيون المتحالفون مع بني قريظة على رسول الله (صلى الله عليه واله) وأصرّوا عليه اصرارا شديدا بأن يعفو عن بني قريظة الذين كانوا متحالفين مع الأوس من قبل أن يقدم رسول الله (صلى الله عليه واله) المدينة، وذلك منافسة للخزرج، ولكن رسول الله (صلى الله عليه واله) قاوم هذا الطلب، وقال لهم : ألا ترضون يا معشر الأوس أن يحكم فيهم رجل منكم ؟
قالوا : بلى.
قال رسول الله (صلى الله عليه واله) فذاك إلى سعد بن معاذ فهو يحكم فيهم.
والطريف أن اليهود قد قبلوا هم أيضا بما يحكم به سعد بن معاذ فقد بعث بنو قريظة الى رسول الله (صلى الله عليه واله) ـ كما يروى ابن هشام والشيخ المفيد ـ : يا محمّد ننزل على حكم سعد بن معاذ.
وكان سعد آنذاك يتداوى في خيمة لامرأة تدعى رفيدة من سهم أصابه في معركة الخندق، وكانت رفيدة تداوي الجرحى في سبيل الله، وكان رسول الله (صلى الله عليه واله) يعود سعدا بين الحين والآخر، فلما حكّمه في بني قريظة أتاه فتيان الأوس، وحملوه على حمار وقد وطئوا له بوسادة من أدم وكان رجلا جسيما جميلا، ثم أقبلوا معه الى رسول الله (صلى الله عليه واله)، فلما طلع سعد على رسول الله والناس حوله (صلى الله عليه واله) جلوس، قال رسول الله (صلى الله عليه واله) : قوموا إلى سيّدكم.
فقام الناس على أرجلهم صفين احتراما لسعد، وحيّاه كل واحد منهم، حتى انتهى إلى رسول الله (صلى الله عليه واله)، وقد طلب منه رجال قومه مرارا أن يحسن الحكم في حلفائهم : يهود بني قريظة، ويخلّصهم من خطر الموت والقتل قائلين : يا سعد أجمل إلى مواليك فأحسن فيهم فان رسول الله (صلى الله عليه واله) قد حكّمك فيهم لتحسن فيهم.
ولكن سعدا حكم في ذلك المجلس ـ رغم كل ذلك الالحاح، والضغط ـ بأن يقتل رجال اليهود، وتقسّم أموالهم، وتسبى ذراريهم ونساؤهم.
|
|
5 علامات تحذيرية قد تدل على "مشكل خطير" في الكبد
|
|
|
|
|
لحماية التراث الوطني.. العتبة العباسية تعلن عن ترميم أكثر من 200 وثيقة خلال عام 2024
|
|
|