أقرأ أيضاً
التاريخ: 11-9-2016
1628
التاريخ: 9-5-2017
1072
التاريخ: 11-9-2016
1201
التاريخ: 2-5-2017
1129
|
أحمد بن أبي يعقوب إسحاق بن جعفر بن وهب بن واضح (ت 292 هـ)(1) اليعقوبي، الكاتب العبّاسي.
كان جدّه واضح من موالي أبي جعفر المنصور، لذلك عرف بالعبّاسي، بالولاء، وقد عمل الجدّ واضح حاكماً على أرمينية وأذربيجان من
قبل أبي جعفر المنصور، وعمل للمهدي العبّاسي على مصر، أو على بريد مصر، وقد عُرفت هذه الاَسرة بالتشيّع منذ الجدّ واضح الذي ضحّى بحياته من أجل إنقاذ إدريس بن عبدالله بن الحسن بن الحسن عليه السلام، الذي نجا من وقعة فخّ وفرّ إلى هناك، فكان ذلك سبباً في قتله من قبل الهادي ابن المنصور، أو من قبل هارون الرشيد.
كانت ولادة اليعقوبي في بغداد، وبها نشأ، ثمّ رحل في مطلع شبابه إلى أرمينية، وتنقّل في بلدان كثيرة، فألّف كتاب البلدان، وهو من الكتب المتقدّمة في هذا الموضوع، واطّلع على ثقافات مختلفة بشكل مباشر إذ كان يجيد لغات متعدّدة كالفارسية والاَرمنية والاَذربيجانية، بعد العربية.
ويعدّ اليعقوبي من المؤرّخين الكبار، ومن أوّل من صنّف في التاريخ العالمي، فجمع تاريخ الاَمم إلى تاريخ الاِسلام، كما يعتبر أوّل من صنّف في تاريخ الحضارات من خلال تركيزه الكبير على ثقافات الاَمم وحركة العلوم المتنوعة فيها، ذلك في الجزء الاَوّل من تاريخه المعروف.
ولقد امتازت كتابته بالأسلوب العلمي والمنهج الواضح والمتين، وهو أقرب ما يكون إلى المنهج الاَكاديمي المعاصر.
أمّا كتابه الموسوم بـ: مشاكلة الناس لزمانهم فهو كتاب سابق في بابه؛ إذ عدّت آراؤه فيه بوادر للفكرة الفلسفية للتاريخ.
ولقد نال اليعقوبي إعجاب أهل المعرفة بالتاريخ والمؤرّخين، وموقعاً متقدّماً بين مؤرّخي الاِسلام، كما تعرّض من جانب آخر إلى طعون، لكنّها لا تخلو من تطرف وانحياز ظاهرَين؛ ذلك إنّها تركّزت حول تشيّعه الذي يظهر ـ كما يرى خصومه ـ في ظاهرتين:
الاَولى: اهتمامه بتراجم الاَئمّة من أهل البيت عليهم السلام، عند التاريخ لوفياتهم.
والثانية: في فصول الخلافة، كان يقول: «أيّام أبي بكر، أيّام عمر، أيّام عثمان» ثمّ جاء القسم الخاصّ بالاِمام عليّ عليه السلام، فقال: «خلافة عليّ» وبعدها: «خلافة الحسن» ثمّ عاد ليقول: «أيّام معاوية»؛ فجعله بعضهم دليلاً على الغلوّ في التشيّع، وليس هو كذلك؛ لاَنّ اليعقوبي كان موضوعياً، ودقيقاً في كلّ ما نقله، حتّى إنّ هؤلاء الخصوم لم يجدوا في أخباره ما يستدلّون به على دعواهم هذه.
ترك اليعقوبي ثمانية مصنّفات، وتوفّي على الاَرجح في أواخر سنة 292 هـ، وقد كان حيّاً في شوّال من هذه السنة نفسها، إذ كتب بخطّه ملحقاً لكتابه مختصر البلدان مؤرّخاً لزوال الدولة الطولونية، جاء فيه: «لمّا كانت ليلة عيد الفطر من سنة 292 هـ تذكّرت ما كان فيه آل طولون في مثل هذه الليلة».
له في التاريخ:
1 ـ كتاب التاريخ، المعروف بـ: تاريخ اليعقوبي: وهو أحد أهمّ كتب التاريخ المعتبرة، جمع فيه بين الدقّة والاختصار، فأخرجه في مجلّدين:
اختصّ الاَوّل:
بتاريخ الاَنبياء والاَمم السابقة، فامتاز عن غيره من الكتب التي أرّخت لهذه المراحل بقلّة الاَساطير، بل التصريح بتعمّد تركها وعدم العناية بها، لا سيّما الاَساطير التي نُسجت حول ملوك فارس والهند والرومان، فاكتفى بوصف ما نسجته التواريخ منها بأنّه: «ممّا تدفعه العقول،
ويُجرى فيه مجرى اللعبات والهزل» (2)، وحدّد موقفه منها بقوله: «فتركناها لاَنّ مذهبنا حذف كلّ مستبشع» (3).
كما امتاز بعنايته الفائقة بالتاريخ الديني والثقافي والعلمي، اي تاريخ الحضارات، حتّى ليعدّ الجزء الاَوّل من كتابه هذا أوّل كتاب في تاريخ الحضارات يكتبه مؤرّخ مسلم.
وكانت عمدته في تاريخ الاَنبياء والاَديان على الكتب السماوية بالدرجة الاَولى.
واختص المجلّد الثاني:
بمادّة تاريخ الاِسلام، معتمداً منهجه الاَوّل في الاختصار والدّقة في اختيار الاَخبار من مصادر عرّف بها في مقدّمته على هذا الجزء.
ولقد ظهر اليعقوبي في كتابه هذا ـ بكلا جزئيه ـ مؤرّخاً رفيع المستوى، على درجة متقدّمة من الوعي التاريخي، والحسّ التاريخي، ولم يكن روائياً، أو جمّاعة للروايات يكتفي بسرد الاَخبار دون أن يكون له موقف علمي منها.
2 ـ أسماء الاَُمم السالفة.
3 ـ فتوح المغرب.
4 ـ فتوح إفريقية.
5 ـ تاريخ الطاهرين.
وهذه الكتب الاَربعة كلّها مفقودة.
6 ـ مشاكلة الناس لزمانهم: الذي يعدّ كتاباً متقدّماً، يحتوي على بوادر الفكرة الفلسفية للتاريخ.
____________
(1) معجم الاَدباء 5|153 رقم 34، النجوم الزاهرة في أخبار ملوك مصر والقاهرة 2|10 رقم 40، الاَعلام 1|95، اليعقوبي المؤرّخ والجغرافي ـ لياسين إبراهيم الجعفري ـ، تاريخ اليعقوبي.
(2) تاريخ اليعقوبي 1| 158.
(3) تاريخ اليعقوبي 1| 159.
|
|
مخاطر خفية لمكون شائع في مشروبات الطاقة والمكملات الغذائية
|
|
|
|
|
"آبل" تشغّل نظامها الجديد للذكاء الاصطناعي على أجهزتها
|
|
|
|
|
الزائرون يحيون ليلة الجمعة الأخيرة من شهر ربيع الآخر عند مرقد أبي الفضل العبّاس (عليه السلام)
|
|
|