المرجع الالكتروني للمعلوماتية
المرجع الألكتروني للمعلوماتية


Untitled Document
أبحث عن شيء أخر
الرياح في الوطن العربي
2024-11-02
الرطوبة النسبية في الوطن العربي
2024-11-02
الجبال الالتوائية الحديثة
2024-11-02
الامطار في الوطن العربي
2024-11-02
الاقليم المناخي الموسمي
2024-11-02
اقليم المناخ المتوسطي (مناخ البحر المتوسط)
2024-11-02



حسن الخلق من الاولويات / حسن الخلق  
  
2630   12:05 مساءً   التاريخ: 28-4-2017
المؤلف : اية الله المشكيني
الكتاب أو المصدر : دروس في الاخلاق
الجزء والصفحة :
القسم : الاسرة و المجتمع / التربية والتعليم / التربية الروحية والدينية /


أقرأ أيضاً
التاريخ: 14-4-2016 2355
التاريخ: 12/10/2022 1611
التاريخ: 3-7-2018 1924
التاريخ: 14-6-2017 2802

الخلق بالضم وبضمتين: الطبع والسجية، وهو صورة نفس الإنسان وباطنه في مقابل الخلق بالفتح الذي هو صورة جسمه وظاهره، وهي تتصف بالحسن والقبح كاتصاف الجسم بهما، إلا أن ذاك الاتصاف يكون تحت اختيار الإنسان وإرادته، لجل اختيارية اسبابها بخلاف صورته الجسمية الظاهرية ، وذلك لأن صورة النفس والروح البرزخية سواء قلنا بكون الروح في ذلك العالم موجوداً مستقلاً قائماً بنفسه، أو حالاً في القالب المثالي تتبع صفاته النفسية الدنيوية وتتشكل على وفق تلك الحالات والملكات، بل وكذا الجسم الدنيوي للمؤمن المنشور من الأرض والمبعوث عنها بعد القيامة، فهو وإن كان على صورته الدنيوية عند البعث والحشر إلا أنه يتشكل عند اقتراب الوفود على الله والورود في الجنة على طبق الصفات والسجايا التي اكتسبها وحصّلها ورباها وحسّنها ، ففي النشأتين بعد الموت، أعني: البرزخ والقيامة تبلى السرائر الخلقية، وتتجلى السجايا الروحية  بالصورة البرزخية والأخروية ، حيث إن إصلاح صورة النفس في الدنيا وتحصيل الفضائل لها وإزالة الرذائل عنها بيد الإنسان، وللعقائد الباطنة من الكفر والإيمان وللأعمال الظاهرة من الطاعة والعصيان دخلاً وافراً في تلك الصفات والملكات فلا جرم تكون الصور البرزخية والأخروية في تشكل هيأتها وحسن منظرها وبياضها وقبح مظهرها وسوادها بيد الإنسان ، فله أن يشكلها بأي شكل أراد ويصورها بأية صورة شاء ، غير أنه يبقى في الشخص شيء من وصفه الكمي أو الكيفي السابق ، ليتعارف به في تلك النشأة في أبناء نوعه كما في (الكاريكاتور) ، قال تعالى: {يَتَعَارَفُونَ بَيْنَهُمْ}[يونس:45].

ثم إنه قد يطلق حسن الخلق ويراد به حسن العشرة مع الناس من الأقارب والأباعد بطلاقة الوجه وحسن اللقاء وطيب الكلام ، وجميل المخالطة والمصاحبة ورعاية الحقوق وإعمال الرأفة والإشفاق ونحو ذلك.

وقد يطلق ويراد به: حسن جميع الأوصاف النفسية الدخيلة في حسن الهيأة البرزخية أو الأخروية ، وهو الذي يصعب تحصيله، ولا يتحقق إلا لأولياء الله تعالى والأوحدي من الناس، ولذا قيل في تعريف هذه الصفة بأنها: حالة نفسانية يتوقف حصولها على اشتباك الأخلاق النفسانية بعضها ببعض، فهي حسن الصورة الباطنة التي هي الصورة الناطقة ، كما أن حسن الخلق هو الصورة الظاهرة وتناسب الأجزاء ، إلا أن حسن الصورة الباطنة قد يكون مكتسباً، ولذا تكررت الأحاديث في الحث به وبتحصيله (1).

هذا ، وأدلّة الباب وأخبارها توضح المراد من حسن الخلق بالتأمل فيها.

فقد ورد في الكتاب الكريم خطاباً للنبي الأقدس (صلى الله عليه واله): {وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ} [القلم: 4].

وقال تعالى : {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ} [آل عمران: 159].

وورد في النصوص: أن حدّ حسن الخلق أن تلين جانبك وتطيب كلامك وتلقى أخاك ببشر حسن(2). وأن المؤمن هين لين سمح ، له خلق حسن (3).

وأن خيار المؤمنين أحسنهم أخلاقاً، الموطّئون أكنافاً، الذين يألفون ويؤلفون وتوطأ رحالهم(4).

 (رجل موطئ الأكناف أي: سهل الأخلاق كريم مضياف).

وأن من لم يكن له خلق يداري به الناس ، لم يقم له عمل (5).

وأن اكمل المؤمنين إيماناً أحسنهم خلقاً (6).

وأنه : ما يوضع في ميزان امرئ مؤمن يوم القيامة أفضل من حسن الخلق (7).

وأنه : أول ما يوضع في ميزانه (8).

وأنه : أفضل ما أعطي المرء المسلم (9).

وأن حسن الخلق من الخصال التي تكمل بها الإيمان (10).

وأنه : ما يقدم المؤمن على الله بعمل بعد الفرائض أحب إلى الله من أن يسع الناس بخلقه (11).

وأن صاحب الخلق الحسن يعطيه الله من الثواب كما يعطي المجاهد في سبيل الله يغدو عليه ويروح (12).

وأن العبد يكون له بعض التقصير من العبادة ويكون له حسن خلق فيبلغه الله به درجة الصائم القائم (13) (والثواب إما لنفس الصفة الباطنة تفضلاً ، أو لما يظهر من صاحبها من العشرة المندوبة فيترتب عليها ثواب الواجبات).

وأن من أكثر ما تلج به الأمة الجنة ، حسن الخلق (14).

وأن الخلق الحسن يميث الخطيئة كما تميث الشمس الجليد ، (15) ( الميث: الاذابة والجليد: الماء الجامد).

وأن ما في الكفار من حسن الخلق أعاره الله إياهم ليعيش أولياؤه معهم في دولاتهم (16).

وأن المؤمن مألوف ، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف (17).

وأن أحسن الحسن الخلق الحسن (18).

وأن قوله تعالى: {رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً}[البقرة:201] منها حسن الخلق (19).

وأنكم لن تسعوا الناس بأموالكم فسعوهم بأخلاقكم ، (20) أي : بطلاقه الوجه وحسن اللقاء.

وأنه حسن خلقك يخفف الله حسابك (21).

وأن حسن الخلق ذهب بخير الدنيا والآخرة (22).

وأن النبي (صلى الله عليه واله) أطلق أسيراً من بين الأسراء وأعلنه أن الله أخبر بحسن خلقه ، فأسلم الأسير لذلك (23).

وأنه قال (صلى الله عليه واله) : أحبكم إلي وأقربكم مني يوم القيامة مجلساً أحسنكم خلقاً (24).

وأن الخلق الحسن نصف الدين (25) (ولعل نصفه الآخر التقوى الذي هو حسن المعاملة مع الله، وقد ورد عنه (صلى الله عليه واله): أكثر ما تلج به أمتي الجنة، تقوى الله وحسن الخلق)(26).

وأن حسن الخلق في الجنة لا محالة ؛ وسوء الخلق في النار لا محالة (27).

وأن حسن الخلق خير قرين (28).

وأن النبي (صلى الله عليه واله) قال : أنا زعيم ببيت في ربض الجنة وبيت في وسطها وبيت في أعلاها لمن حسن خلقه (29).

وأنه : لا حسب كحسن الخلق (30).

وأن الكمال هو تقوى الله وحسن الخلق (31).

وأنه : أحسنوا صحبة الدين بحسن الخلق (32).

وأنه يزين الرجل كما تزين الواسطة القلادة (33).

وأن العجب ممن يشتري العبيد بماله كيف لا يشتري الأحرار بحسن خلقه (34).

وأنه : جمال في الدنيا ونزهة في الآخرة (35).

وأنه شجرة في الجنة وصاحبه متعلق بغصنها (36).

وأنه يعمر الديار ويزيد في الأعمار (37).

وأنه : يزيد في الرزق (38).

وأنه : أكرم الحسب (39).

وأنه : خير فيق (40).

___________

1ـ راجع البحار : ج71 ، ص372.

2ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص389.

3ـ الأمالي: ج1 ، ص376 ـ وسائل الشيعة: ج8 ، ص511 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص391.

4ـ الكافي : ج2 ، ص102 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص380.

5ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص392.

6ـ الكافي : ج2 ، ص99 ـ الأمالي : ج1 ، ص139 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص503 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص373 وج77 ، ص151.

7ـ الكافي : ج2 ، ص99 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص505 ـ بحار الأنوار : ج7 ، ص249 وج71 ص374.

8ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص 385.

9ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص386.

10ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص387.

11ـ الكافي : ج2 ، ص100 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص375.

12ـ الكافي : ج2 ، ص101 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص377.

13ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص395.

14ـ الكافي : ج2 ، ص100 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص375.

15ـ الكافي: ج2، ص100 ـ بحار الأنوار: ج71، ص375 ـ روضة المتقين: ج12، ص110.

16ـ الكافي : ج2 ، ص101 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص378.

17ـ الكافي : ج2 ، ص102 ـ شرح أصول الكافي : ص82 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص510.

18ـ الخصال : ص29 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص507 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص386.

19ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص383.

20ـ الأمالي : ج1 ، ص20 ـ من لا يحضره الفقيه : ج4 ، ص394 ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص513 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص383 وج77 ، ص166.

21ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص383.

22ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص384.

23ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص385.

24ـ وسائل الشيعة : ج11 ، ص301 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص385 وج73 ، ص231.

25ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص385.

26ـ الكافي: ج2، ص100 ـ وسائل الشيعة: ج8 ، ص504 ـ بحار الأنوار: ج71 ، ص375.

27ـ وسائل الشيعة : ج8 ، ص506 وج11 ، ص324 ـ بحار الأنوار : ج10 ، ص369 وج71 ، ص383 .

28ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص387.

29ـ الخصال : ص144 ـ بحار الأنوار: ج2 ، ص128 وج71 ، ص388 وج72 ، ص261.

30ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص389 ـ مستدرك الوسائل : ج8 ، ص445.

31ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص390.

32ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص391.

33ـ نفس المصدر السابق.

34ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص392.

35ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص393 ـ مستدرك الوسائل : ج8 ، ص449.

36ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص393.

37ـ الكافي : ج2 ، ص100 ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص395.

38ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص396 وج78 ، ص257.

39ـ بحار الأنوار : ج71 ، ص396.

40ـ نفس المصدر السابق.

 

 

 

 

 

 




احدى اهم الغرائز التي جعلها الله في الانسان بل الكائنات كلها هي غريزة الابوة في الرجل والامومة في المرأة ، وتتجلى في حبهم ورعايتهم وادارة شؤونهم المختلفة ، وهذه الغريزة واحدة في الجميع ، لكنها تختلف قوة وضعفاً من شخص لآخر تبعاً لعوامل عدة اهمها وعي الاباء والامهات وثقافتهم التربوية ودرجة حبهم وحنانهم الذي يكتسبونه من اشياء كثيرة إضافة للغريزة نفسها، فالابوة والامومة هدية مفاضة من الله عز وجل يشعر بها كل اب وام ، ولولا هذه الغريزة لما رأينا الانسجام والحب والرعاية من قبل الوالدين ، وتعتبر نقطة انطلاق مهمة لتربية الاولاد والاهتمام بهم.




يمر الانسان بثلاث مراحل اولها الطفولة وتعتبر من اعقد المراحل في التربية حيث الطفل لا يتمتع بالإدراك العالي الذي يؤهله لاستلام التوجيهات والنصائح، فهو كالنبتة الصغيرة يراقبها الراعي لها منذ اول يوم ظهورها حتى بلوغها القوة، اذ ان تربية الطفل ضرورة يقرها العقل والشرع.
(أن الإمام زين العابدين عليه السلام يصرّح بمسؤولية الأبوين في تربية الطفل ، ويعتبر التنشئة الروحية والتنمية الخلقية لمواهب الأطفال واجباً دينياً يستوجب أجراً وثواباً من الله تعالى ، وأن التقصير في ذلك يعرّض الآباء إلى العقاب ، يقول الإمام الصادق عليه السلام : « وتجب للولد على والده ثلاث خصال : اختياره لوالدته ، وتحسين اسمه ، والمبالغة في تأديبه » من هذا يفهم أن تأديب الولد حق واجب في عاتق أبيه، وموقف رائع يبيّن فيه الإمام زين العابدين عليه السلام أهمية تأديب الأولاد ، استمداده من الله عز وجلّ في قيامه بذلك : « وأعني على تربيتهم وتأديبهم وبرهم »)
فالمسؤولية على الاباء تكون اكبر في هذه المرحلة الهامة، لذلك عليهم ان يجدوا طرقاً تربوية يتعلموها لتربية ابنائهم فكل يوم يمر من عمر الطفل على الاب ان يملؤه بالشيء المناسب، ويصرف معه وقتاً ليدربه ويعلمه الاشياء النافعة.





مفهوم واسع وكبير يعطي دلالات عدة ، وشهرته بين البشر واهل العلم تغني عن وضع معنى دقيق له، الا ان التربية عُرفت بتعريفات عدة ، تعود كلها لمعنى الاهتمام والتنشئة برعاية الاعلى خبرة او سناً فيقال لله رب العالمين فهو المربي للمخلوقات وهاديهم الى الطريق القويم ، وقد اهتمت المدارس البشرية بالتربية اهتماماً بليغاً، منذ العهود القديمة في ايام الفلسفة اليونانية التي تتكئ على التربية والاخلاق والآداب ، حتى العصر الاسلامي فانه اعطى للتربية والخلق مكانة مرموقة جداً، ويسمى هذا المفهوم في الاسلام بالأخلاق والآداب ، وتختلف القيم التربوية من مدرسة الى اخرى ، فمنهم من يرى ان التربية عامل اساسي لرفد المجتمع الانساني بالفضيلة والخلق الحسن، ومنهم من يرى التربية عاملاً مؤثراً في الفرد وسلوكه، وهذه جنبة مادية، بينما دعا الاسلام لتربية الفرد تربية اسلامية صحيحة.